Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

Al Raya sahafa

 

2025-06-25

 

جريدة الراية: تدخل قوات حفتر في المثلث الحدودي

هدفه تعزيز نفوذ أمريكا في السودان

 

 

في بيان للقوات المسلحة السودانية يوم الأربعاء 11 حزيران/يونيو 2025 ذكرت أن قوات الدعم السريع، هاجمت المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، مسنودة بقوات خليفة حفتر، وفي تغريدة لمستشار قوات الدعم السريع، الباشا طبيق على منصة إكس قال إن قواته فرضت سيطرتها على منطقة المثلث الاستراتيجية، الرابطة بين مصر والسودان وليبيا، ما دفع الجيش السوداني للانسحاب، فقد أعلن الجيش السوداني في بيان أنه أجلى قواته من منطقة العوينات، في الحدود المشتركة بين السودان ومصر وليبيا، وذلك في إطار ترتيبات عسكرية لصد العدوان وفق قوله لرويترز في 2025/6/11م.

 

ورغم نفيه المتكرر لأي دور في الصراع، إلا أن تقريرا استخباريا فرنسيا جديدا كشف عن تورط اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في النزاع المسلح الدائر في السودان. وكذلك أورد موقع أفريكا إنتليجنس المتخصص في الشؤون الأمنية والاستخباراتية، أن قوات تابعة لحفتر ساهمت في تقديم دعم عسكري لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان. ونقل الموقع عن مصادر مطلعة أن الكتيبة 128 التابعة لحفتر تولت مهمة تأمين عمليات نقل الإمدادات العسكرية، مستفيدة من سيطرتها الكاملة على الحدود الليبية السودانية ومطار الكفرة. (عاجل نيوز، 2025/6/12).

 

الجدير بالذكر أن العلاقة بين قوات الدعم السريع وقوات حفتر ليست بالجديدة؛ ففي 27 تشرين الأول/أكتوبر 2011 قال رئيس السودان السابق عمر البشير إن بلاده قدمت دعما عسكريا إلى قوات المجلس الانتقالي الليبي التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي. وأضاف في كلمة بثها التلفزيون السوداني، أن هذه الخطوة كانت ردا على دعم القذافي للحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة السودانية في إقليم دارفور. وفي 4/8/2019 قال موقع ميدل إيست آي الإخباري البريطاني "إن نحو ألف من أفراد قوات الدعم السريع السودانية التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نائب رئيس المجلس العسكري، حطوا الرحال الأسبوع الماضي في شرق ليبيا للقتال إلى جانب قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ضد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ضمن الصراع الدولي بين بريطانيا وأمريكا في ليبيا". وكشف التقرير أن أعداد مقاتلي قوات الدعم السريع قد ترتفع إلى أربعة آلاف فرد في الأشهر القليلة المقبلة، وأن مستندات خاصة بدولة الإمارات التي تدعم حفتر أظهرت صدور تعليمات بنقل المقاتلين السودانيين إلى ليبيا عبر دولة إريتريا المجاورة.

 

ووفقا لوثائق ممهورة بتوقيع حميدتي نيابة عن المجلس العسكري، في أيار/مايو الماضي، ونشرت في أمريكا، فإن نقل تلك القوات لدعم قوات حفتر كان مقترحا ضمن صفقة بقيمة ستة ملايين دولار أمريكي بين المجلس العسكري السوداني، وشركة ديكنز آند مادسون، التابعة لعميل الاستخبارات السابق حامل جنسية كيان يهود آري بن مناشي والتي لها تاريخ بتعاملات سابقة في ليبيا.

 

إن الصراع الدولي في السودان وصل إلى نهايته بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على ولايات دارفور ما عدا الفاشر عاصمة الإقليم والتي ما زالت تحاصرها منذ شهور، فالفاشر بقيت آخر معقل للجيش وللحركات المسلحة (صنيعة أوروبا) في دارفور، وقد انتشرت القوات المشتركة التابعة للحركات في الصحراء وأحكمت قبضتها على مثلث الحدود وقطعت على قوات الدعم السريع أهم خطوط إمدادها من ليبيا.

 

تعتبر المناطق الشاسعة في جنوب شرق ليبيا، والتي تقع تحت سيطرة "الجيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفتر، ذات أهمية استراتيجية بالغة لقوات الدعم السريع لأسباب عدة:

 

العمق الجغرافي واللوجستي: قاعدة الكفرة الجوية؛ تعد مدينة الكفرة الليبية، القريبة من الحدود مع السودان وتشاد، مركزاً لوجستياً حيوياً. وقد أفادت تقارير عديدة، بما في ذلك تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بليبيا، بأن هذه القاعدة استخدمت كنقطة عبور للأسلحة والمعدات والوقود والمقاتلين المتجهين إلى دارفور لدعم قوات الدعم السريع. ونظراً للطبيعة الصحراوية المفتوحة للحدود، توفر الأراضي التي يسيطر عليها حفتر ممراً آمناً نسبياً تصعب مراقبته، ما يسمح بتدفق الإمدادات بعيداً عن رقابة الحكومة السودانية في بورتسودان. وأشارت تحليلات استخباراتية وتحقيقات صحفية من مثل وول ستريت جورنال إلى أن قوات حفتر قدمت إمدادات حيوية من الوقود لقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى تقديم العلاج الطبي للمقاتلين الجرحى في المستشفيات الواقعة في مناطق سيطرته.

 

الأمر الثاني: تأمين خط إمداد بديل لقوات الدعم السريع بعد تضييق الخناق عبر تشاد

 

لكل ذلك فإن سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث بتواطؤ السيسي، الذي يحرك حفتر بالريموت كنترول، وإعادة فتح خطوط الإمداد لها، لا شك أنه سيعجل بسقوط الفاشر، وعندما يقرن ذلك بإعلان حكومة في الإقليم فإن أمريكا تكون قد قطعت شوطا بعيدا في فصل دارفور، بأيدي عملائها البرهان وحميدتي والسيسي وحفتر.

 

إنه لمن المؤلم أن تستطيع أمريكا الكافرة المستعمرة أن تدير قتالاً يحصد الأرواح في السودان وتسخير عملائها بتنفيذ ذلك علناً لا سراً، وجهراً لا خفيةً. فالبرهان وحميدتي يتصارعان بدماء أهل السودان لا لشيء إلا لخدمة مصالح أمريكا حيث تريد تكرار تقسيم السودان كما فعلت في فصل الجنوب بعيدا عن تدخل أوروبا.

 

إن السبيل الوحيد للتخلص من الهيمنة الأمريكية وقوى الاستعمار الأوروبي هو إيجاد دولة على أساس الإسلام العظيم تجعل السيادة للشرع، وعندها يوجد الأمن والاستقرار. دولة تجعل السلطان للأمة لا لأمريكا أو لدول أوروبا، وعندها نقتلع نفوذ الكافرين، ويبايع فيها إمام على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ القائل: «إنَّما الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِن ورَائِهِ ويُتَّقَى بِهِ».

 

 

بقلم: الأستاذ إبراهيم مشرف

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

 

 

 

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.