المكتب الإعــلامي
ولاية العراق
التاريخ الهجري | 23 من محرم 1447هـ | رقم الإصدار: : 1447 / 02 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 18 تموز/يوليو 2025 م |
بيان صحفي
الكوارث والفواجع نتيجة طبيعية لغياب الدولة الراعية
في سلسلة الحوادث المتكررة والحرائق المروعة وأبرزها حريق قاعة الأعراس في نينوى عام 2023، الذي راح ضحيته أكثر من 120 شخصاً و200 جريح، وحريق مستشفى الحسين في ذي قار عام 2021 الذي راح ضحيته أكثر من 92 شخصاً، وحريق مركز عزل كورونا في مستشفى ابن الخطيب ببغداد عام 2021 الذي خلّف 82 ضحية، تأتي فاجعة مروعة إثر اندلاع حريق هائل في هايبر ماركت الكوت مساء يوم الأربعاء الموافق 16/7/2025م، وقد أكدت وزارة الداخلية العراقية أنَّ الحريق الذي اندلع داخل مبنى تجاري مؤلف من خمسة طوابق وسط مدينة الكوت، أودى بحياة 61 شخصاً، من بينهم 14 جثة متفحمة لم يُتَعرَّف على هوياتها حتى الآن، وأن معظم الضحايا قضوا اختناقاً نتيجة الدخان، وأضافت الوزارة في بيان، أنَّ المبنى الذي يضم مطعماً ومركز تسوق، لم يَمضِ على افتتاحه سوى سبعة أيام.
إن تكرار هذه الحوادث والاكتفاء بتشكيل لجان تحقيق مع إعلان الحداد من دون الوقوف على أسبابها والحد من انتشارها هو أكبر خيانة للأمة، مع علم الجميع أن أهم أسبابها هو الفساد الذي ينخر في الدولة، وتعدد أقطاب القرار السياسي، وتخلي الساسة عن رعاية الناس وعكوفهم على سرقة الأموال والمحافظة على المناصب، فلا يوجد الإمكانيات اللازمة لتدارك الجهات المعنية للحريق، وإنقاذ العوائل العالقة بالداخل لعدة ساعات، إضافة إلى موافقات البناء والأشغال التي مُنحت دون الالتزام بمتطلبات السلامة والأمان، بل إن الكارثة الكبرى هي أن أكثر البنايات تنشأ دون موافقات، وكذلك لا توجد منظومات مكافحة الحرائق في معظم بنايات الدولة، وإن وجدت فهي في الغالب تكون معطلة أو غير مفعلة، فمن الطبيعي أن نشهد هكذا تصاعد في الحرائق، ومن ثم فهي ناجمة عن الفساد المالي وسوء الإدارة والإهمال والتسيب وغياب الدولة الراعية.
أيها المسلمون: يقول رسول الله ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ...»، متفق عليه. وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول في بيتي هذا: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ»، رواه مسلم، وهذا دعاء من النبي ﷺ على من تولَّى أمور المسلمين الخاصة والعامة، وأن الرفق أن تسير بالناس حسب أمر الله ورسوله، ومن سار بالناس بغير هدي محمد ﷺ فقد شقّ عليهم.
فالإمامة ورعاية الناس حمل ثقيل وأمانة يحاسب الله عليها، هكذا كان جواب رسول الله ﷺ فيما رواه أبو ذر: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قالَ: فَضَرَبَ بيَدِهِ علَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قالَ: «يا أَبَا ذَرٍّ، إنَّكَ ضَعِيفٌ، وإنَّهَا أَمَانَةُ، وإنَّهَا يَومَ القِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلَّا مَن أَخَذَهَا بحَقِّهَا، وَأَدَّى الذي عليه فِيهَا» رواه مسلم.
أيها المسلمون: إنّ هذه الحوادث وغيرها الكثير هي نتيجة طبيعية لغياب الرعاية الحقيقية لشؤون الناس، والحكم بنظام عفن صاغه الكافر المحتل وأرسى قواعده، ومكن حراسه الفاسدين من رقاب الناس.
وإن علاج هذه الفواجع لا يكون ببيانات الحزن والترحم وإعلان الحداد، مع بقاء أصل الداء وأس البلاء، وهو هذا النظام الفاسد المنتج الطبيعي لهذه الأزمات، وإنَّما يكون العلاج بالعمل الجاد لإزالته، وإقامة نظام يحكم بشرع الله ويرعى شؤون الناس وَفْقَ أحكامه، ومبايعة إمام عادل يضرب بيد من حديد كل أنواع الفساد فيجفف منابعها ويقطع دابرها، غايته في ذلك كله رضوان الله تعالى.
﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية العراق |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizbuttahrir.today |
E-Mail: infohtiraq@gmail.com |