- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
نزع أظافر سوريا!
الخبر:
أصدر رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس تعليمات للجيش بحماية سكان جرمانا، جنوب دمشق. وقال ديوان نتنياهو إنه لن يسمح لما وصفه بـ"النظام الإسلامي المتطرف في سوريا" بالمساس بالدروز. وأضاف أنه سيضرب النظام السوري في حال مساسه بالدروز في جرمانا.
كما ذكرت وكالة رويترز نقلاً عن 4 مصادر مطلعة، بأن تل أبيب تضغط على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة وبلا قوة مركزية، من خلال السماح لروسيا بالاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين هناك لمواجهة النفوذ التركي المتزايد في البلاد. (قناة الجزيرة وصحيفة القبس الكويتية، 1 آذار 2025)
التعليق:
ثمة مؤشرات ومعطيات على الأرض تدل على أن أمراً عظيماً يُحاك لسوريا الشام، شام أمة الإسلام، الذي كان تاريخياً أرض رباط وقوة المسلمين الضاربة في حرب أمم الكفر.
أمم الكفر التي خبرت التاريخ ودالت لها الدولة في عصرنا الحاضر، وعرفت مواطن قوة أمة الإسلام، لن تسمح والحال هذه لأن تتحرر الأمة من قبضتهم وتسترد إرادتها وتسير مرة أخرى في مسيرة النهضة، فتكر على الكفر وأهله وتظهر شريعة الإسلام على الدين والمبادئ كلها.
لسان حال مقال أمريكا وحلفائها وشركائها: كلا وألف كلا!
هكذا يجب أن تكون النظرة للمشهد في سوريا، وفي سائر بلاد المسلمين؛ صراع بين الإسلام والكفر، صراع تحمل رايته اليوم أمريكا وساحته بلاد المسلمين وثرواتهم وعقولهم وقلوبهم.
ومن هذا المنطلق نفهم لماذا تعمد أمريكا لتجريد أمة الإسلام من قوتها، كما حصل مثلاً في العراق، الذي تمزّق أيادي سبأ، وبالكاد يستطيع إدارة مراكز شرطة لضبط أمن الشوارع والحارات.
وها هي اليوم سوريا، يبدو أنها تسير في سيناريو مماثل؛ بلد ممزق قومياً وطائفياً، ومجرّد من القوى المادية التي يستطيع أن يدفع بها الأعداء، يتسوّل على أبواب النظام الدولي والقوى الكبرى لنيل بعض الفتات والمساعدات.
فوا حسرتاه على سوريا الشام، التي خضعت لعقود من حكم البعث العلوي، وبعد أن استنشقت شيئاً من رائحة التحرر، هجم عليها الكفر بكلكله ومؤامراته وكلبه المسعور.
وتتعاظم الحسرة حينما نعرف أن من توسّد الحكم في سوريا الشام لا يظهر عليهم مع الأسف أنهم على مستوى الصراع، أو على مستوى إدراك اللحظة التاريخية الحرجة التي يمر فيها البلد والأمة بشكل عام. بل إن مؤتمراتهم وحواراتهم شغلتهم حتى عن إصدار بيانات استنكارية تافهة كتلك التي دأب عليها نظام أسد.
سوريا الشام اليوم أمام منعطف خطير جد خطير، ولا أظنها تُعدم رجالات دولة، بل رجالات أمة، يسابقون أمريكا وحلفاءها لإعادة سوريا لحضن أمة الإسلام، ونزعها من براثن النظام الدولي الظالم وشرعته الطاغوتية، واقتناص هذه الفرصة التاريخية لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، تكون بمثابة رأس ودرع واقية ومظلة جامعة، سوى ذلك: كلٌّ مستباح وأيتام على موائد اللئام كما هو ماثل للعيان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني