- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
الديمقراطية والليبرالية كفر يناقضان نظام الإسلام
الخبر:
تحدث السياسي العراقي قصي محبوبة وهو مسؤول سابق في تيار الحكمة، يوم السبت 2/8/2025 عن تجربته بالعمل مع الأحزاب الإسلامية، وجادل بشأن إمكانية تحول الإسلاميين إلى ليبراليين يؤمنون بالعلمانية والحرية كما حصل حسب تقديره مع السيد موسى الصدر في لبنان، والسيد مهدي الحكيم في لندن، مؤكداً أن السيد عمار الحكيم نفسه قد هوجم بسبب اعتداله لأنهم فسروه بالتأثر بالغرب، وذكر أن السياسيين يتغيرون كثيراً مستشهداً بمحافظ البصرة السابق ماجد النصراوي، فقبل وصوله للمنصب كان يصلي طوال الليل، ثم تغير كثيراً، حسب تعبيره. (شبكة 964 عربي)
التعليق:
الإسلام السياسي مصطلح أطلق على كل من يسلك السياسة ويرفع الإسلام شعارا، والحقيقة أن الإسلام هو نظام حياة متكامل يضبط علاقات الإنسان بخالقه وبنفسه وبغيره من بني الإنسان، ولا يصح أن يطلق على الإسلام بالسياسي فقط لأنه يوهم السامع أن هناك إسلاما لا يتعلق بالسياسة، بينما السياسة جزء لا يتجزأ من الإسلام وهي الطريقة العملية في تنظيم علاقة الإنسان بالإنسان، والسياسة تأخذ المساحة العظمى في كتب الفقهاء في بيان أحكام المعاملات والعقوبات، وهذه كلها سياسة أي رعاية لشؤون الناس وفق أحكام الشرع.
عودة إلى المقال فإنه يصف من يصل إلى الحكم باسم الإسلام، يصفه بالدكتاتور ويعدد المساوئ لوجود الإسلام السياسي في الحكم، وهو بذلك يصف مساوئ الحكم عندما يتسنم أموره مدّعو الإسلام.
وهذا بحد ذاته جهالة حقيقية وغياب وعي تام عن فهم الأمور حسب واقعها، فمن يسلك الديمقراطية ممن يُحسب على الإسلام ليصل إلى الحكم إنما سلك مسلكا إلى غضب الله ولزوم سخطه، فهو قد ارتكب ظلما عظيما حين باشر الديمقراطية ليصل إلى الحكم لأن الديمقراطية نظام يخالف نظام الإسلام، فهي تجعل الإنسان مشرعا من دون الله، بينما الإسلام لا يقبل غير الله مشرعا، فمن يسعى للحكم عن طريق الديمقراطية ليطبقها إنما يستبدل البشر بالله عز وجل ليجعل من نفسه ندا لله في التشريع!
فأي إسلامي هذا الذي يستخدم الحرام لمجرد الوصول إلى حرام وهو الحكم بغير ما أنزل الله!
علاوة على جعل البشر ندا لله العلي العظيم فالوسيلة إلى الحرام حرام، هكذا علمنا الإسلام.
ليس كل من نادى بالإسلام كان إسلاميا لأن الله يمقت الأقوال الخاوية عن العمل، فقد قال عز من قائل: ﴿كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ وهذا نهي واضح عن اتخاذ الإسلام واجهة بالأقوال دون أفعال تحقق مرضاة الله، فهكذا تصرّف مدعاة للتفرق والتشتت، وهنا يخاطب الله المؤمنين آمرا إياهم بالثبات صفا واحدا أمام أعداء الله وتجنب الأحاديث الخاوية عن الفعل، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ * إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾ فمن يريد الإسلام لا يتخذ سبيلا غير سبيل الله بل يتمسك بالإسلام متكاملا مشكلا صفا واحدا أمام أعداء الله كي يبقى بنيانا مرصوصا لا يتخلله الخلل وإلا سيفشل ويكون من الخاسرين.
إن الواصلين إلى حكم علماني باسم الإسلام أولئك قد انسلخوا منه فهم من الغاوين.
اللهم ردنا إلى الإسلام ردا جميلا واستعملنا في استئناف الحياة الإسلامية ولا تستبدلنا إنك سميع مجيب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وائل السلطان – ولاية العراق