Logo
طباعة
الإرهاب الجمركي لترامب لا يواجهه إلا دولة الخلافة   صاحبة المشروع الحضاري الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإرهاب الجمركي لترامب لا يواجهه إلا دولة الخلافة 

صاحبة المشروع الحضاري الإسلامي

 

الخبر:

 

تمكنت بنغلادش من التوصل إلى خفض التعرفة الجمركية الأمريكية على صادراتها من الملابس إلى 20%، بعد أن كانت إدارة ترامب قد اقترحت نسبة 37%. وقد عبّر المصدّرون في ثاني أكبر دولة في العالم في تصدير الملابس عن ارتياحهم لهذا الاتفاق. وقال خليل الرحمن، مستشار الأمن القومي ورئيس الوفد المفاوض، إن هذا الإنجاز جاء نتيجة مفاوضات دقيقة. وصرّح محمد يونس، رئيس الحكومة المؤقتة، بأن هذه "انتصار دبلوماسي حاسم". (رويترز)

 

التعليق:

 

إن الإدارة الأمريكية، بدوافع استعمارية صريحة، حوّلت نظام التعرفة الجمركية في التجارة الدولية إلى سلاح لتحقيق أهدافها الجيوسياسية القذرة. وبدعم من امتياز طباعة الدولار دون ضوابط، لجأت إلى فرض رسوم جمركية باهظة وعشوائية على دول عدة، ما تسبب بصدمة في سلاسل التوريد العالمية. وقد باتت مئات ملايين الوظائف مهددة في بلدان التصدير، ما دفعها للاستجداء والتفاوض مع واشنطن خوفاً من الانهيار الاقتصادي والانفجار المجتمعي.

 

وهذا بالضبط ما أرادته أمريكا: خلق حالة من الضعف لتفرض بعدها شروطها الظالمة بأسلوب عصابات الشوارع، ما يمزق ما تبقى من سيادة تلك الدول. وبنغلادش لم تكن استثناءً. فلكي تخفض الرسوم من 37% إلى 20%، أُجبرت على القبول بشروط غير جمركية ضارة، وأجندات أمريكية معادية للإسلام، من بينها استئناف رواية "الحرب على الإرهاب" لقمع الدعوة إلى الخلافة وحزب التحرير في بنغلادش. لذلك، فإن ما يُروَّج له على أنه "تخفيض مريح" ليس إلا فخاً اقتصادياً وسياسياً لإخضاع بنغلادش تدريجياً، وتقييدها في حلقة مفرغة من التبعية.

 

لقد تحولت أمريكا إلى وحش عبر أدواتها الاستعمارية الجديدة. فبعد الحرب العالمية الثانية، استخدمت أدوات مثل صندوق النقد والبنك الدوليين لتدمير الزراعة والصناعة في الدول المستقلة، وأفسدت أنظمتها السياسية بنظريات الاقتصاد التَسَرُّبي، وربطت اقتصاداتها بسلاسل الإمداد الأمريكية. ومع امتياز طباعة الدولار، باتت أمريكا تتحكم بكل خيوط الاقتصاد في هذه الدول. وحين تستسلم الأنظمة لهذا الضعف، تستخدمها كوقود في صراعاتها مع خصومها الجيوسياسيين، لتستمر هذه الحلقة الجهنمية بلا نهاية.

 

أما رد فعل الفئات الحاكمة والنخب السياسية في بنغلادش، فمشبوه للغاية. فكيف يمكنهم وصف هذا الفخ بالنصر الحاسم؟! لا يمكن ذلك إلا إن كانوا جزءاً من الرواية الأمريكية، وهم في الحقيقة يخونون شعبهم من أجل الفتات.

 

إن أهل بنغلادش، كما هو حال التجمع التجاري العالمي، بحاجة ماسة للتخلص من الهيمنة الأمريكية. ولا يمكن أن يتم ذلك عبر الاشتراكية التي فشلت فشلاً ذريعاً، ولا عبر النماذج الغربية التي لا تراعي الفطرة الإنسانية. إنما الحل الوحيد هو الإسلام، فدولة الخلافة التي تقوم على أساس هذا المبدأ الرباني هي وحدها القادرة على إنقاذ العالم من إرهاب التعرفة الجمركية الأمريكية. كما أن الخلافة ستعيد المعيار النقدي المزدوج (الذهب والفضة)، تطبيقاً لأمر الله سبحانه وتعالى. ونظام النقد القائم على الذهب والفضة سيضمن العدالة في البيع والشراء، ويكسر الامتياز الأمريكي غير المشروع بطباعة الدولار، ما يمنعها من التغوُّل والابتزاز في القضايا الاقتصادية. وإن حزب التحرير هو وحده القيادة المؤهلة في بلاد المسلمين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة، وهو الذي سيقود التجارة العالمية للتحرك ضد هذا الإرهاب الاقتصادي الأمريكي.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ريسات أحمد

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.