Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ضربات أمريكا على الحوثيين في شهر رمضان المبارك

استمرار لتلميعهم وضبط إيقاع خارطة سيرهم في خدمة مشاريعها

 

قبل أن يكتمل تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الملغوم الذي فرضته إدارة ترامب وكلفت قطر بمتابعة تنفيذه بين حركة حماس وكيان يهود الغاصب للأرض المباركة فلسطين، وكما هي عادة يهود في الغدر والخيانة ونقض العهود فقد شنوا حربا وحشية على قطاع غزة أوقعت مئات الشهداء والجرحى والمفقودين تحت الأنقاض بمن فيهم الأطفال والنساء، فقام الحوثيون بمهاجمة السفن في البحر الأحمر وضرب صواريخ نحو كيان يهود تم اعتراضها ولم تحدث إصابات تذكر، فشنت أمريكا على إثر ذلك ضربات عسكرية على الحوثيين مستهدفة بعض قياداتهم في صنعاء وصعدة وذمار والحديدة والبيضاء وغيرها من المدن الواقعة في مناطق سيطرتهم، وقد توعد ترامب ووزير خارجيته بلغة شديدة اللهجة أن هذه الضربات ليست كسابقاتها وأن حياتهم سوف تتحول إلى جحيم، وأن الضربات سوف تستمر حتى يوقفوا مهاجمتهم للسفن في البحر الأحمر. وقد خلفت تلك الضربات عشرات القتلى والجرحى. كما حذرت أمريكا إيران من استمرار إمداد الحوثيين بالأسلحة، وقد صرح عبد الله النعمي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين أن الهجمات على السفن لن تتوقف حتى يوقف يهود حربهم على قطاع غزة، كما قاموا باستهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وضرب صاروخ "فلسطين2" على كيان يهود تم اعتراضه وإسقاطه في منطقة بعيدة عن السكان، كما قاموا بحملة اعتقالات للباعة المتجولين في الحديدة بحجة أنهم يقومون بإرسال الإحداثيات، وكما هو معتاد فإن أهل اليمن هم الضحية الذين أضحوا بين مطرقة الحوثيين وسندان أمريكا، فهل هذه الضربات تستهدف إنهاء الحوثيين والقضاء عليهم وإنهاء حكمهم كما يهدد ترامب أم أنها كسابقاتها، التي شنتها أمريكا عليهم في إدارة الرئيس السابق بايدن، وتهدف إلى تلميع الحوثيين واستمرار توسيع نطاق حاضنتهم الشعبية، وتختلف عنها في أنها تهدف فقط إلى وقف مهاجمة الحوثيين للسفن في البحر الأحمر بعد أن تمكنت أمريكا من إدخال نفوذها فيه إلى جانب النفوذ الإنجليزي، ولذلك فقد كانت تصريحات ترامب ووزير خارجيته روبيو شديدة اللهجة حول مهاجمة السفن في البحر الأحمر بخلاف تصريحاتهما حول ضرب كيان يهود بالصواريخ؟

 

إن الضربات تهدف إلى زيادة تلميع الحوثيين واستمرار ذلك وتوسيع نطاق حاضنتهم الشعبية وضبط إيقاع سيرهم في خدمة مشاريع أمريكا، ولا غرابة في ذلك فهم ينفذون مخططاتها وملتزمون بتوجيهاتها، ومهاجمة السفن بعد عملية طوفان الأقصى كان برضاها، وهم يحكمون أهل اليمن بتدبيرها.

 

ولتوضيح ذلك فقد أصدر الحوثيون قبل أيام قانون الاستثمار، وكان قد صدر ذلك القانون الوضعي المخالف للإسلام عام 2010م في عهد النظام السابق الذي يسميه الحوثيون عصر الفساد، وقد قاموا بتعديل القانون ليتلاءم مع سياسة أمريكا، فهو يتيح لكل مستثمر من اليمن أو غيرها أن يستثمر أمواله فيها حتى لو كان من أمريكا أو من كيان يهود، فقد فتح الباب على مصراعيه لنهب ثروات اليمن لصالح أمريكا وحلفائها وعملائها.

 

 صحيح أن الحوثيين قد امتلكوا من القوة العسكرية، وخاصة الصاروخية، ما يرعب كيان يهود الهش وقد قبضوا على كل مفاصل السلطة بيد من حديد، ولكنهم لا يزالون يسيرون حسب مخططات أمريكا ولم يحدث منهم تمرد عليها كما حدث من حزب إيران في لبنان.

 

كما أن أمريكا كانت وما زالت هي الداعم الأساسي للحوثيين فهي التي زودتهم بالأسلحة الفتاكة قبل أكثر من عقد من الزمن عن طريق إيران، كما سلطت عاصفة الحزم لضرب خصومهم وقوتهم العسكرية حتى أخرجتهم من صنعاء، كما قتلت أهل اليمن لبناء حاضنتهم الشعبية.

 

كما أن أمريكا هي التي دعمتهم سياسيا وأضفت عليهم صفة الشرعية عن طريق إجبار خصومهم على قبول المفاوضات معهم والتي كان خصومهم يرفضونها بشدة وينظرون لهم على أنهم مليشيات انقلبت على سلطاتهم الشرعية، وكانوا يصرون بشدة على تسليم الأسلحة الثقيلة التي سيطروا عليها بعد استيلائهم على السلطة، ومع ذلك فقد نجحت أمريكا في إلباسهم ثوب الشرعية في مفاوضات جنيف والكويت والسويد ومنحتهم من خلالها ميناء الحديدة وهو الرئة التي يتنفسون بها بعد أن دخلت قوات ابن شقيق الهالك الحديدة بدعم إماراتي ومن خلفها بريطانيا وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من الميناء في عام 2018م، فأجبرت الحكومة الرسمية على المفاوضات مع الحوثيين في السويد والتي قضت بخروج القوات التابعة لابن شقيق الهالك من الحديدة وتركها للحوثيين.

 

كما أن الحوثيين قد انخرطوا مع أمريكا في مشروعها مكافحة الإرهاب (الإسلام السياسي) ويحكمون اليمن بعلمانيتها رغم تغنيهم بشعارات الموت لأمريكا والثقافة القرآنية!

 

والخلاصة أن الضربات الأمريكية على الحوثيين هي لزيادة تلميعهم وتوسيع نطاق حاضنتهم الشعبية وضبط إيقاع خارطة سيرهم في تنفيذ مخططات أمريكا كما تهوى هي لا كما يريدون هم.

 

إنه لمن المحزن أن تظل اليمن التي أنجبت الأوس والخزرج أنصار الرسالة والتي شارك أهلها في الفتوحات الإسلامية ومنها فتح الأندلس، تحكم بالعلمانية وأن يترك الحوثيون الإسلام السياسي خلف ظهورهم وهم الذين يسمون أنفسهم (أنصار الله)! ويقبلون بالنفوذ الأمريكي على اليمن وهم الذين يتغنون بشعار الموت لأمريكا وطرد الوصاية الأمريكية من اليمن بعد أن سادت عقوداً من الزمن في ظل النظام السابق، كما يقولون!

 

إن المخرج الصحيح لأهل اليمن وكل المسلمين هو العمل الجاد مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة لتحكم بالإسلام نظاما للحياة وتزيل الحدود الوطنية الاستعمارية التي صنعها الكافر المستعمر لتمزيق الأمة الإسلامية وإضعافها لتبقى تابعة له وتعيد وحدة المسلمين من جديد لتعود الأمة الإسلامية أمة قوية مرهوبة الجانب تجمعها دولة واحدة جامعة للمسلمين تحرر فلسطين وأخواتها وتحمل الإسلام رسالة هدى ونور إلى العالم كله بالدعوة والجهاد فتخرج الناس من ظلمات الرأسمالية إلى نور الإسلام، وما ذلك على الله بعزيز.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حاشد قاسم – ولاية اليمن

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.