- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾
حُكم بالإعدام على الرجال الأوزبيكيين الثلاثة الذين اعتُقلوا في الإمارات للاشتباه بهم في مقتل الحاخام تسفي كوجان، وهم عالمباي طاهروفيتش، 28 عاماً، ومحمود جان عبد الرحيم، 28 عاماً، وعزيز بك كاميلوفيتش، 33 عاماً. ووفقاً للمعلومات الرسمية، فإن الحاخام المقتول كان جندياً في كيان يهود الغاصب، وقد شارك في الحرب على أهل غزة، حيث شارك بشكل مباشر في قتل الآلاف من المسلمين بمن فيهم النساء والأطفال!
ووفقاً للعديد من وسائل الإعلام في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 فقد عُثر في الإمارات على جثة الحاخام تسفي كوجان ويحمل جنسية كيان يهود ومولدوفيا وعضو في حركة حباد-لوبافيتش وأحد قادة الدعاية اليهودية العالمية. وقد أعلن ذلك رئيس وزراء يهود نتنياهو. بعد الإعلان عن اختفاء كوجان في الإمارات في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، عُثر على جثته بعد يومين. وقد ردّ رئيس كيان يهود يتسحاق هرتسوغ على الحادث فقال: "هذا الهجوم الشنيع المعادي للسامية يذكرنا مرة أخرى بمدى قساوة أعداء الشعب اليهودي". كما أعرب عن شكره للسلطات الإماراتية على تحركها السريع وقال إنه يعتقد أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات لتقديم القتلة إلى العدالة. ووصف نتنياهو الحادث بأنه "عمل إرهابي بغيض معادٍ للسامية" وأصدر بياناً جاء فيه "(إسرائيل) ستسعى بكل الطرق لتقديم المجرمين المسؤولين عن مقتله إلى العدالة". واتصل وزير خارجية أمريكا السابق أنتوني بلينكن بوزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد وأدان مقتل كوجان. وقال شون سافيت المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إن أمريكا أدانت بشدة مقتل تسفي كوجان، وقال سافيت في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض: "نحن ندعو من أجل أسرته ومجتمع حباد-لوبافيتش والجالية اليهودية وجميع الذين هم في حداد عميق". بالإضافة إلى ذلك وصفت الرئيسة المولدوفية مايا ساندو قتل الحاخام المجرم بأنه "عمل من أعمال الكراهية".
عملت أجهزة أمن كيان يهود بالتعاون مع أجهزة أمن الإمارات، وقد تم التأكيد على أن الموساد يتولى قضية كوجان. وفي ٢٥ تشرين الثاني/نوفمبر 2024 ألقي القبض على ثلاثة أشخاص للاشتباه بهم في قتل الحاخام تسفي كوجان. وقد ذكرت CNN ذلك نقلاً عن وزارة الداخلية في الإمارات، التي أكدت أن عملية الاعتقال تمت "في وقت قياسي". وأكدت الإمارات أن المعتقلين هم أوزبيك. وأفادت بأن القنصلية العامة لأوزبيكستان في دبي والسفارة في أبو ظبي على اتصال دائم مع وزارة خارجية الإمارات والدوائر الرسمية الأخرى، وتعمل على توضيح هذه القضية.
وفي 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 التقى وزير الخارجية الأوزبيكي بختيار سعيدوف بسفير يهود لدى أوزبيكستان جدعون لوستيج في مبنى وزارة الخارجية وأعرب له عن تعازيه في مقتل الحاخام اليهودي. وقد أعلن ذلك على صفحاته على شبكات التواصل، فقال "أعربنا عن خالص تعازينا بوفاة تسفي كوجان. لطالما كان شعب أوزبيكستان ودوداً مع ممثلي جميع الأديان والأمم. لم نتسامح مع أي شكل من أشكال التعصب القومي ولن نتسامح معه في المستقبل". ووفقاً للوزير فإن الإرهاب والتطرف "ليس له حدود ولا جنسية". وأن حكومة أوزبيكستان تتعاون بشكل وثيق مع السلطات في الإمارات وكيان يهود في عملية التحقيق.
يظهر هذا بوضوح أنه كما قيّم كيان يهود وأمريكا التي تقف وراءه مقتل تسفي كوجان فإن الإمارات والنظام الأوزبيكي أيضا تصرفا وفق السيناريو نفسه بإخلاص ودون أدنى انحراف! إن حقيقة أن هذه الأنظمة الجبانة والعميلة تحاول إرضاء هذا الكيان المجرم الذي يقتل بوحشية آلاف الأطفال والرضع والنساء في قطاع غزة؛ كافية لأن تجعلنا ندرك مدى خطورة أن نضع مصيرنا بأيدي هذه الأنظمة.
أيها المسلمون في أوزبيكستان: دماء وشرف وعرض مَنْ هي الرخيصة ولا قيمة لها عند النظام الأوزبيكي؟! والجواب واحد وهو: دماؤنا وأعراضنا نحن المسلمين. لماذا؟ لأن هؤلاء الحكام الدمى العملاء المتسلطين علينا لا يترددون في التضحية بنا لإرضاء أسيادهم المستعمرين. ثروات مَنْ هي الرخيصة؟ بالطبع ثرواتنا نحن المسلمين. فعلى الرغم من أن أوزبيكستان لديها ما يكفي من الثروات إلا أن معظم شعبنا يعيش في فقر! لماذا؟ لأن هؤلاء الحكام يسمحون للمستعمرين الجشعين بنهب ثرواتنا فوق الأرض وتحتها كما لو كانوا يستخدمون حديقة خاصة بهم. عمل مَنْ هو الرخيص؟ مع الأسف عملنا نحن المسلمين. ولهذا فإن هؤلاء الحكام العملاء يبيعون عملنا بأبخس الأثمان في أسواق النخاسة!
يا أهل أوزبيكستان المسلمين: ألم يأن لنا أن نعود إلى العزة التي عاشها أجدادنا في الأزمنة التي كانت تطبق فيها أحكام الله في الحياة؟! فإلى متى تُسلَّم ثرواتنا وأرواحنا ودماؤنا إلى الكفار المستعمرين ولا سيما إلى كيان يهود المجرم كأنها سلعة تافهة؟ وإلى متى تداس أعراضنا؟!
إن الحل الوحيد هو إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستطبق الإسلام تطبيقاً كاملاً في جميع مجالات الحياة وترعانا باعتبارها أمّنا وتخرجنا من ذلّنا الحالي إلى العزّة الحقيقية وتضع كل شيء في مكانه. لأن ذلك هو الواجب الأهم اليوم؛ وهو تاج الفروض. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ ويقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللهِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد العزيز الأوزبيكي