- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا وراء اعتقال شباب حزب التحرير بعد مخاطبةٍ عن نصرة أهل غزة؟!
على خلفية اعتداءات كيان يهود على بلاد المسلمين يوم الخميس 23 ذو الحجة 1446هـ الموافق 2025/6/19م قامت السلطات الأمنية بمدينة القضارف في السودان باعتقال ثلاثة من شباب حزب التحرير، وواحد من الحضور، عقب الانتهاء من مخاطبة بسوق القضارف، تحدثت عن واقع حرب كيان يهود مع إيران، وفرحة المسلمين بضرب هذا الكيان الغاصب، وما جرى له من دمار، وبينت أن الفرح الحقيقي يكون بإقامة الخلافة، التي تجعل هذا الكيان أثرا بعد عين، حاثةً المسلمين للعمل لهذا الفرض الغائب، فتفاعل الحضور أيما تفاعل، مستبشرين بغد أفضل لهذه الأمة الخيرة.
عقب ذلك فاجأت السلطات الحضور والجمهور، باعتقال الشباب وضربهم، وعصب أعينهم، في ظل دهشة واستغراب من الحضور والجمهور، بل واستنكار واستهجان من الرأي العام في البلاد، لما تقوم به السلطات من قمع مَن يقوم بخطاب يستنهض همم المسلمين، لمواجهة اعتداءات كيان يهود على عموم بلاد المسلمين (فلسطين، لبنان، العراق، سوريا، إيران، السودان وغيرها).
لقد قامت طائرات كيان يهود مرارا وتكرارا باختراق أجواء بلاد المسلمين، والاعتداء على مؤسسات مدنية عسكرية، والأنظمة القائمة في بلاد المسلمين بعد كل ضربة تقول بأنها ستحتفظ بحق الرد!
إن ما يجري الآن من حرب في بلاد المسلمين هي من صنع أمريكا، وتدخل فيها أصابع كيان يهود، ففي شهر آب/أغسطس 2008، قدم وزير أمن يهود آنذاك آفي ديختر محاضرة في معهد أبحاث الأمن القومي عن استراتيجية يهود في المنطقة، تناول خلالها الرؤية الاستراتيجية لكيانهم تجاه سبع دول، هي فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران ومصر والسودان.
حيث لخص ديختر الرؤية الاستراتيجية ليهود تجاه هذه الدول في مقولته: "إن إضعاف تلك الدول واستنزاف طاقاتها وقدرتها هو واجب وضرورة من أجل تعظيم قوة إسرائيل، وإعلاء منعتها في مواجهة الأعداء، وهو ما يحتم عليها استخدام الحديد والنار تارة، والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة أخرى".
وقال "إن السودان بموارده ومساحته الشاسعة من الممكن أن يصبح دولة إقليمية قوية، منافسة لدول مثل مصر والعراق والسعودية، وإنه يشكل عمقاً استراتيجياً لمصر، وهو ما تجسّد بعد حرب 1967، عندما تحول إلى قواعد تدريب وإيواء لسلاح الجو المصري والقوات الليبية، كما أنه أرسل قوات مساندة لمصر في حرب الاستنزاف عام 1968". وبناء عليه، بحسب ديختر:
- لا يجب أن يسمح لهذا البلد بأن يُصبح قوةً مضافةً إلى قوة العرب.
- لا بدَّ من العمل على إضعافه وانتزاع المبادرة منه لمنع بناء دولة قوية موحدة فيه.
- سودان ضعيف ومجزأ وهشّ أفضل من سودان قوي وموحّد وفاعل.
- ما سبق يمثل من المنظور الاستراتيجي ضرورة من ضرورات أمن يهود
إذاً فالسودان القوي يمثل خطراً على وجود كيان يهود، وهو كيان يمثل خطرا وجوديا لأهل السودان وبقية بلاد المسلمين، وما يصرح به بنيامين نتنياهو من حربه التي يخوضها هي لتغيير خريطة الشرق الأوسط.
هذا التصرف من سلطات الأمن في السودان يؤكد على سير النظام في طريق التطبيع مع كيان يهود والسير في اتفاقات أبراهام التي جاء بها دونالد ترامب، والتي توجب إسكات كل صوت يستنهض الأمة بعدم الخضوع والذل بل المواجهة والمقاومة.
هذه الأحداث الأخيرة في المنطقة كشفت للأمة من هو العدو وأدركت ذلك بشكل واضح وجلي، كما أدركت أن الحكام في بلاد المسلمين هم من تتمكن أمريكا وكيان يهود من خلالهم، وأن الأنظمة في بلاد المسلمين تمثل الحماية والقبة الحديدية لكيان يهود، من غضب الأمة وطموحها في نصرة إخوانهم في غزة هاشم، وفي عموم بلاد المسلمين، وتحرير مقدساتهم ولكن حكامها يقيدونها هي وجيوشها. فلا بد للأمة أن تتحرر من هذه القيود، ويكون ذلك بإسقاط تلك العروش وإزالة هذه الأنظمة، وإقامة الخلافة، التي هي فرض وواجب وهي وعد رباني وبشرى نبوية.
قال الله تعالى: ﴿لله الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله حسين (أبو محمد الفاتح)
منسق لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية السودان