المكتب الإعــلامي
التاريخ الهجري | 18 من محرم 1447هـ | رقم الإصدار: 1447 / 03 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 13 تموز/يوليو 2025 م |
بيان صحفي
القتل الوحشي لـ"سهاغ" بمنطقة ميتفورد في دكا
نتيجة حتمية للسياسة العلمانية المجنونة الكافرة
في منطقة ميتفورد بمدينة دكا القديمة، أقدم بعض قادة جوبو دال المحليين، التابعة لأكبر حزب علماني في البلاد، الحزب الوطني البنغالي، على قتل تاجر خردة يُدعى سهاغ (39 عاماً) بطريقة وحشية؛ حيث طعنوه وطفقوا يضربونه بصخرة كبيرة مراراً وتكراراً، وذلك لرفضه دفع أموال الإتاوة. وقال شهود عيان إن المجرمين لم يكتفوا بقتله، بل واصلوا همجيتهم ضده حتى بعد تأكدهم من وفاته. وقد تُرك جثمانه الملطخ بالدماء ممدداً في وسط الطريق، ووقف القتلة فوقه في حالة من النشوة الجنونية، حيث استمر أكثر من شخص في ضرب أنفه وفمه وصدره وهو جثة هامدة.
لقد أصبحت مثل هذه الجرائم الوحشية والتصرفات الجنونية مشهداً يومياً تحت وطأة السياسة العلمانية منذ عقود. وسيكون مقتل سهاغ مثالاً جديداً يدفع الناس إلى ضرورة الاستفاقة العاجلة ضد هذه السياسة الفاسدة. وقد سبق لحزب رابطة عوامي، الرائد في السياسة العلمانية، أن قدم خلال الخمسة عشر عاماً الماضية - تحت قيادة الفارة حسينة - العديد من الأمثلة على الجنون والوحشية، مثل جريمتي قتل بِسْواجيت وأبرار فهد بدم بارد.
واليوم، يبدو أن حزب الشعب البنغالي قد سار على درب حسينة نفسه نحو الجنون السياسي. وذلك لأن السياسة العلمانية التي صدَّرها الغرب تقوم أساساً على المال والقوة والسلطة، ما جعلها مرتعاً للوحوش الكاسرة الفاسدة والفاقدة للعقل والدين. والسياسة العلمانية هي سياسة قائمة على المصالح الأنانية الذاتية، ولا مكان فيها لمخافة الله ﷻ أو للتهيؤ ليوم الحساب أو السعي لنيل الجنة ورضوان الله. ولهذا، فرغم تغير الوجوه الحاكمة على مر العقود، إلا أن حال الناس لم يتغير.
وأتباع العلمانية - من الشباب الأتراك الجدد في هذا البلد - يحاولون خداع الناس والتستر على الوجه القبيح للسياسة العلمانية، عبر وصف حزب الشعب بالفاشية الجديدة والاستفادة من ذلك سياسياً. ولكن السؤال الجوهري هو: كيف ستكون علمانية حزب الشعب مختلفة عن علمانية رابطة عوامي؟ وكيف سيكون حزبهم مختلفاً وهو ينطلق من القاعدة الفاسدة نفسها؟
إن الناس لم يلمسوا أي اختلاف حقيقي بين سياسات حزب رابطة عوامي وحزب الشعب البنغالي. وقد حاول أحد الصحفيين المعروفين طمس غضب الناس عبر وصف جريمة قتل سهاغ بأنها صراع داخلي في حزب الشعب، وكأنها شأن حزبي لا يعني الأمة، بينما قام الحزب بإدانة الجريمة باعتبارها حادثة فردية. ولكن، في غضون عام واحد فقط، قُتل مئات من قادة وعناصر الحزب في الصراعات على السلطة.
فكيف لحزب لا يستطيع توحيد قادته وأتباعه، أن يوحّد الأمة؟ وكيف لحزب يفرز قيادات فاسدة لا تملك خُلقاً ولا أمانة أن يهتم بمصالح الناس؟ وهكذا يحاول السياسيون والمثقفون العلمانيون إخفاء إفلاس فلسفتهم السياسية الفاشلة.
لقد أسقط الشعب الطاغية حسينة بعد تضحيات جسام، وها هو اليوم يطالب بتسوية سياسية قائمة على الإسلام، تحمي مصالحه وتحفظ سيادة بلده. ومع ذلك، لا يزال السياسيون والمثقفون الخاضعون للغرب يصرّون على فرض التسوية العلمانية الفاسدة نفسها باسم "الإصلاح السياسي". يقول الله ﷻ: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾! إن السياسة في الإسلام فريضة مقدسة تُعرف بالسياسة الشرعية، هدفها رعاية شؤون الناس بتطبيق أحكام الإسلام، وإقامة العدل، وحماية الأمة من الهيمنة العسكرية والاقتصادية والثقافية للقوى الاستعمارية، ونشر الإسلام في العالم. قال رسول الله ﷺ: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ» رواه البخاري ومسلم.
أما السياسة العلمانية المفروضة علينا من الكفار المستعمرين فهي كارثة على الأمة الإسلامية. فها نحن نرى إخوتنا يُقتلون بوحشية كما حدث مع سهاغ، وفي الوقت نفسه، نستجلب سخط الله ﷻ علينا. وعليه، فإنه يجب على الأمة أن تتوحد مع الحزب المخلص؛ حزب التحرير، في العمل السياسي لإقامة الخلافة الراشدة. فلا يحرر المسلمين من العنف والاقتتال والابتزاز والمصالح الذاتية إلا الحكم بما أنزل الله، فهو وحده القادر على توحيد الأمة ورعايتها.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية بنغلادش
المكتب الإعلامي لحزب التحرير |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |