ذكرت صحيفة "لاتستا نيوز" البلجيكية أن الأحزاب البلجيكية الفلامية ترفض إنشاء مدارس إسلامية. وعلل جمع من الساسة هذا الرفض بقولهم: "إن المدارس الإسلامية تشجع على العزلة"، وبقولهم: "إن المدارس الإسلامية تمثل عقبة أمام المواطنة"، وبقولهم: "إن المدارس الإسلامية تفرق بين الجماعات في المجتمع الواحد".
وللعلم، فإن الدعوة إلى إنشاء المدارس الإسلامية قد تبنتها جمعيات وجماعات إسلامية للرد على الحظر المفاجئ لارتداء الخمار في المدارس بناء على فكرة فصل الدين عن الدولة، وسيبدأ تنفيذ هذا الحظر ابتداء من السنة الدراسية المقبلة.

وتعليقنا على هذا كما يلي:
أولا: بالنسبة لمنع الخمار الذي أعلنته الحكومة فقد كان متوقعا؛ لأن الحكومات الغربية أصبحت تحارب الإسلام ومظاهره علانية. وهذا أمر قد حذرنا منه في السابق، وقلنا إن الحظر في بلد سيؤدي إلى الحظر في كل البلدان، وإن حظر الخمار سياسة ممنهجة يتبعها حظر مظاهر إسلامية أخرى وفق سياسة التدرج.

ثانيا: بالنسبة لإنشاء المدارس الإسلامية، فنحن نشجع هذه الفكرة وندعو المسلمين إلى تبنيها والمساهمة فيها.

ثالثا: بالنسبة لموقف الأحزاب الفلامية، فهو يعبر عن رؤيتهم المعادية للإسلام والمسلمين. ولو كان فيهم من يفكّر لأدرك أن العزلة التي يتحدثون عنها هم من فرضها كأمر واقع بناء على سياستهم الهادفة لمحو الهوية الإسلامية. ثمّ، كيف تكون المدارس الإسلامية خطرا على المجتمع، في حين يسمح لليهود والكاثوليك بإنشاء مدارس خاصة بهم دون تضييق. أليست هذه سياسة الكيل بمكيالين أو بعبارة أخرى أليس هذا هو النفاق والحقد على الإسلام.

هذا، وندعو المسلمين إلى التمسك بأحكام دينهم وعدم التنازل عليها، كما نذكرهم بأن الله لا يخلف وعده، وأنه ناصر الإسلام والمسلمين بدولة الخلافة التي ترعى شؤونهم وتدافع عنهم أينما كانوا، فما عليهم إلا الثبات حتى يحين نصر الله.
قال تعالى: {أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}.

أوكاي بالا
عضو ممثل لحزب التحرير - هولندا