تحدثت وسائل الإعلام بعد مؤتمر أفغانستان الذي انعقد في لندن بتاريخ 20\01\2010م عن رغبة الدول الغربية في التفاوض مع حركة طالبان. وبهذا تكون قد كشفت إستراتيجية الغرب الجديدة في أفغانستان المحتلة.

فبعد حوالي 8 سنوات، حاول فيها الغرب إقناع الشعوب بأن حركة طالبان الإسلامية حركة وحشية لا تفكير لها إلا في القتل والتخريب، وأنه لا يمكن التعامل معها؛ لذا يجب تصفيتها. بعد هذا كله، وبعد سنين من الحرب والدمار وقتل الآلاف، تعتزم هذه الدول الآن التفاوض مع هذه الحركة. وفي هذا أكبر دلالة على أن الحرب على أفغانستان لم تكن إلا للاستعمار ونهب الثروات وليس لإنقاذ الشعب الأفغاني كما زعمت هذه الدول من قبل.

ولإقناع الشعوب بهذه الإستراتيجية الجديدة بدأ الترويج في وسائل الإعلام لما يسمى بأجنحة طالبان: فجناح راديكالي لا يمكن التعامل معه؛ لأنه لا يفكر إلا في القتل والتخريب، وجناح معتدل يمثل الأغلبية ويمكن التعامل معه؛ لأنه يتكون من أناس عاديين يبحثون عن لقمة العيش ولم يتعاملوا مع طالبان إلا من أجل المال. وهذا التقسيم ليس إلا كذبة كبيرة؛ لأن الشعب الأفغاني في حقيقة الأمر ضد الاستعمار، وضد الوجود الأمريكي والبريطاني والألماني والهولندي على أرضه من أجل تغيير نمط حياته. فالشعب الأفغاني لا يريد من الغرب أن يفرض عليه طريقته في العيش، أو أن يفرض عليه مقاييسه في التحسين والتقبيح، بل يريد كبقية المسلمين أن يعيش وفق طريقة الإسلام في دولة الإسلام؛ دولة الخلافة.        

إن السبب الحقيقي لسعي الغرب إلى التفاوض مع المقاومة الأفغانية للاحتلال، هو إدراكه لعدم قدرته على صرف الشعب المسلم عن فكرة العيش في دولة إسلامية وفق نظام إسلامي. وقد عبّر كاتب معروف عن هذا بقوله: "لا يوجد ما هو أقوى من فكرة قد حان وقت تحققها". ولهذا، فإننا نبشر الغرب بأن محاولة صرف الشعب الأفغاني عن مقاومته للاحتلال ورغبته في العيش وفق طريقة الإسلام في الحياة ستفشل، وبأن فكرة الخلافة التي يسعى الغرب لصرف الناس عنها قد حان وقت تحققها.

{ولينصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.     

أوكاي بالا

عضو ممثل لحزب التحرير - هولندا