المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 2 من ربيع الثاني 1446هـ | رقم الإصدار: 1446هـ / 032 |
التاريخ الميلادي | السبت, 05 تشرين الأول/أكتوبر 2024 م |
بيان صحفي
وزيرة داخلية ألمانيا لا تعرف تاريخ بلدها!
إنّه لمن عجائب الأمور، ومن عظيم المفارقات أنْ تكون وزيرة في دولة كانت عظمى ردحاً من الزمن لا تعرف تاريخ بلدها، لتعبّر عن شعورها بالذهول والغضب إزاء مظاهر الاحتفال بإطلاق الصواريخ على كيان يهود.
نسيت الحكومة الألمانية ووزراؤها كيف كانوا يعاملون يهود قبل الحرب العالمية الثانية؛ إذ كانوا يمنعون أطباءهم من معالجة الآريين بحلول أيلول/سبتمبر 1938م. وفي آب/أغسطس 1938م أصدرت السلطات الألمانية بأنّه بحلول الأول من كانون الثاني/يناير 1939م يجب على كل يهودي ويهودية لا يحمل اسماً يهودياً أنْ يضيف اسم (إسرائيل) أو (سارة) إلى أسمائهم، تمييزاً لهم عن باقي الناس.
ونسيت الحكومة الألمانية ووزراؤها تحالفها مع المسلمين، إذ وقّعت في الثاني من آب/أغسطس 1914م اتفاقية التحالف مع الخلافة العثمانية، فضلاً عن علاقات ألمانيا التجارية والاقتصادية معها.
ومع أنّ نسبة اليهود في ألمانيا تقلّ عن نسبة المسلمين بأكثر من عشرين مرة، لكن السياسة الألمانية تسير في ركاب التضييق على المسلمين، وتطلق التصريحات المعادية للإسلام والمسلمين، والتصريحات المؤيّدة لكيان يهود الغاصِب لأرض المسلمين فلسطين!
ويبدو أنّ الوزيرة المذكورة تضيف إلى جهلها التاريخي جهلاً سياسياً، فربما لا تعلم عن حقيقة النظام الإيراني ودورانه في فلك أمريكا، ولا تعلم أنّه لا يشكّل خطراً على كيان يهود بقدر الخطر الذي يشكّله تجاه أوروبا ومنها ألمانيا، وربما لا تعلم أنّ أمريكا تتخذ من الملف النووي الإيراني شمّاعة ضد أوروبا وشركاتها.
إن تصريح هذه الوزيرة الأخير يعبّر عن مكنون الرعب الشديد الذي ملأ قلوب قادة الغرب بأسره بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 والأحداث التي تلته، إذ تعرّض كيان يهود لتهديد وجوديّ، وكان يحمل رسالة لقادة الغرب مضمونها أنّ هيمنتكم في العالم وفي بلاد المسلمين ليست أبديّة، وقد اقترب أوان زوال هذه الهيمنة. فعبّرت الوزيرة عن مكنوناتها تجاه ما رأته من احتفالات للمسلمين بإطلاق صواريخ إيرانية - ولو فارغة - على كيان يهود، فكيف لو كانت هذه الصواريخ حقيقية، ومحشوّة بالمتفجرات التي تُحدث دماراً كبيراً في منشآت كيان يهود؟
كان الأولى بالحكومة الألمانية ووزرائها أنْ يتفكّروا في أمر بلدهم؛ ولينظروا إلى أنهم بعدما كانوا دولة عظمى أصبحوا ينساقون وراء أمريكا كما ينساق الحكام العملاء في العالم، وليتذكروا أنّ أمريكا ساقتهم لحرب المسلمين في العراق عام 1991م، وساقتهم لحرب المسلمين في أفغانستان عام 2001م، ثم انسحبت أمريكا من كلا البلدين، حتى إنّها لما انسحبت من أفغانستان عام 2021م لم تخبر حلفاءها بذلك مسبقاً!
واليوم، تُعرب ألمانيا على لسان وزيرة داخليتها عن الذهول والغضب، فنقول لها وللحكومة الألمانية من ورائها: إنّ المسلمين لن ينسَوا لألمانيا هذا التصريح، ولن ينسَوا مشاركتها في محاربة المسلمين غير مرة - كما نسيت تلك الوزيرة تاريخ بلدها - وإنّ دولة الخلافة قد باتت قاب قوسين أو أدنى بإذن الله، وحينها سيحاسبكم المسلمون على جميع مواقفكم ضدهم، وتضييقكم عليهم في بلدكم، وتصريحاتكم العدائية تجاههم، وحينها لن يكون معكم وقت للتعبير عن الغضب أو الذهول، وستندمون ولكن لات حين مَندم.
المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.hizbuttahrir.today |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info |