المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 13 من ذي القعدة 1440هـ | رقم الإصدار: 1440 AH / 036 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 16 تموز/يوليو 2019 م |
بيان صحفي
الصين تكثّف حملتها بعمليات الاحتجاز الجماعية وتلقين الشيوعية لأطفال مسلمي الإيغور بينما يكتفي العالم بالمشاهدة!
(مترجم)
تم نشر بحث جديد أوائل هذا الشهر، قامت عليه الـ بي بي سي، يتحدث عن كيف أن الصين تدخل في "حملة سريعة على نطاق واسع لبناء مدارس داخليّة" لاحتجاز أطفال مسلمي الإيغور من تركستان الشرقية بالقوة، حيث تم نفيهم أو احتجازهم في معسكرات الاعتقال التعليمية سيئة السمعة التابعة للنظام؛ حيث يحتجز حاليا مليون مسلم. إن الهدف واضح وهو القيام وبشكل منظم بفصل أطفال المسلمين عن عائلاتهم وعن العقيدة الإسلامية. فحسب التقرير الذي صدر تحت عنوان "خلع جذورهم: دليل على قيام الصين بحملة لفصل الأطفال عن آبائهم في شينجيانغ"، حيث كتبه أدريان زينز، الباحث حول معسكرات الاعتقال الصينية الضخمة لمسلمي تركستان الشرقية، حيث زاد النظام الصيني من قدرته على احتجاز وتلقين أعداد كبيرة من أطفال الإيغور باستخدام ثقافته الشيوعية الملحدة في الوقت نفسه الذي يقوم فيه ببناء معسكرات الاعتقال الخاصة بالبالغين. فتقرير زينز القائم على وثائق رسمية، يصف "حركة توسع بالمدارس بشكل غير مسبوق" في تركستان الشرقية، حيث تتضمن توسيع أراضي المدارس الداخلية، وبناء مهاجع جديدة، وزيادة قدرتها الاستعابية بمعدل ضخم. كما يبين التقرير أنه خلال سنة واحدة فقط، في عام 2017، زاد عدد الأطفال في الروضات في تركستان الشرقية بمقدار يزيد عن نصف مليون طفل، حيث كانت نسبة أطفال الإيغور والمسلمين تشكل أكثر من 90% في هذه الزيادة. كما أن تسجيل الإيغور في مرحلة ما قبل المدرسة زادت بنسبة 148% في مناطق الإيغور بين عامي 2015 و2018، متجاوزة المعدل الوطني بمقدار 18 مرة، بوجود أصغر طفل في عهدة الدولة بعمر 15 شهرا فقط. إضافة إلى ذلك، في جنوب شينجيانغ وحدها، صرفت السلطات 1.2 مليار دولار على بناء وتحسين الروضات، بما فيها إضافة مساحات كبيرة للمهاجع. حيث يقول زينز: "إن المدارس الداخلية توفر الجو المثالي للاستمرار في إعادة الهندسة الثقافية (للأقليات)... وهو الهدف طويل المدى في شينجيانغ والذي يهدف إلى إبادة ثقافية تم تصميمها لتجعل قلوب وعقول الجيل الجديد تتلاءم وتتماشى كليا مع فكر الحزب الشيوعي".
فتحت الذريعة الواهية لمكافحة (التطرف) و(الإرهاب)، والتي اعتبرتها الدولة الصينية تتعلق بالممارسات الإسلامية الأساسية كالصلاة وتلاوة القرآن وإعفاء اللحى وارتداء الحجاب، فإن هذا النظام البائس يكثّف من حملاته لخلق جيل جديد من الإيغور وغيرهم من المسلمين المنقطعين عن دينهم الإسلامي، لمسح الإسلام من تركستان الشرقية. فهذه "المدارس الداخلية" تخدم الهدف نفسه الذي تقوم به معسكرات الاعتقال للبالغين وهو: تلقين أطفال المسلمين الثقافة الشيوعية الملحدة ومسح أي أثر لمعتقداتهم الإسلامية، حتى يصبحوا عبيدا طائعين للحزب الشيوعي، مخلصين للدولة وأعداء لعائلاتهم المسلمة وللإيغور ولدينهم الإسلامي.
وعلى الرغم من هذه "الإبادة الثقافية"، لا يتوقع أي أحد أن تقوم أي دولة في هذا العالم المحكوم بالرأسمالية بالوقوف أمام الصين لحماية مسلمي الإيغور، لأن مصالحهم الاقتصادية ستكون دوما أغلى عندهم من إنهاء المعاناة الإنسانية والاضطهاد. إن الأنظمة الضعيفة القائمة في بلاد المسلمين استمرت بالتودد لهذه الدولة المعادية للمسلمين بلا حياء متجاهلين اضطهادها لمسلمي الإيغور، بهدف زيادة أرباحهم المالية. وأعلنت وسائل الإعلام الصينية أنه خلال زيارة أردوغان الأخيرة لبكين، أعلن عن دعمه لممارسات الصين المسماة (مكافحة الإرهاب) مقترحا أخذ البلدين خطوات مشتركة للترويج لعمليات مكافحة (الإرهاب)، كما أنه قال: "إنها حقيقة أن شعب منطقة شينجيانغ الصينية يعيشون حياة سعيدة في ظل تطور الصين وازدهارها". هذا كله على الرغم من حقيقة أن هناك أعدادا كبيرة من الإيغور الهاربين في تركيا نفسها، الذين هربوا من اضطهاد الدولة الصينية، والذين فقد كثير منهم أطفالهم في تلك "المدارس الداخلية"!
إن تحرير مسلمي الإيغور من براثن النظام الصيني القمعي لن يتم إلا بقيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حيث إنها ستكون دولة لا تصوغ سياساتها وممارساتها على أهواء المرابح الاقتصادية بل حسب أوامر الله عز وجل. بما في ذلك أمره سبحانه وتعالى بحماية المسلمين مهما كان الثمن الاقتصادي. ستكون دولة تمثّل وتدافع عن مصالح الإسلام والمسلمين بدلا من مجرد تحريك الأفواه لإنهاء الظلم! قال الرسول e: «وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
د. نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.hizbuttahrir.today/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@hizb-ut-tahrir.info |