المكتب الإعــلامي
ولاية السودان
التاريخ الهجري | 29 من شوال 1441هـ | رقم الإصدار: 1441 / 10 |
التاريخ الميلادي | السبت, 20 حزيران/يونيو 2020 م |
بيان صحفي
عندما تصل حضارة الغرب إلى قلعة الأسرة
يجب نبذ العلمانية فوراً وإقامة الخلافة
أكدت لينا الشيخ وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية أن وزارتها وضعت حماية المرأة في طليعة أولوياتها بإنشاء وحدة لمكافحة العنف ضد المرأة لتحسين أوضاع النساء في السودان لحمايتهن وصون كرامتهن، كما أكدت الوزيرة اكتمال إجازة وثيقة إجراءات للتصدي للعنف المبني على النوع الاجتماعي في السودان مشيرة إلى أن وزارتها أطلقت خدمة الخط الساخن لتلقي بلاغات العنف المنزلي بالتنسيق مع وحدة حماية الأسرة والطفل بجهاز الشرطة والنيابة المتخصصة مشيرة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والصحي والقانوني وفقاً للمعايير العالمية (سونا 2020/6/19)
من المفارقات أن وزراء حكومة الفترة الانتقالية عاشوا في الغرب ورأوا ما أصابه من مفاسد وانزلاق وسقوط اجتماعي... ومع ذلك يبشروننا بالحماية والحياة الكريمة في ظل تشريعات تستقي غاياتها وأهدافها من حضارة الغرب الآسنة!! ومن المفارقات أيضا أن تعدل العديد من دول الغرب في قوانينها بعد ما لحق بالمجتمع من أضرار بالغة بهدف استعادة أهمية دور المرأة بعد أن أدركوا الضرر الشديد الذي ألحقته الأفكار النسوية ببنية الأسرة مما أدى للانخفاض الشديد في معدل الإنجاب، في حين إن الحكومات والمنظمات في بلادنا لا تزال مستمرة في اندفاع نحو التجربة الاجتماعية الغربية الكارثية، فتراهم يسنون القوانين ويضعون السياسات على أساس الأفكار الغربية السقيمة، مدعين بسخف أنها علامة على التقدم وبأنها ستوفر حياة كريمة للنساء، بدلاً من رفض هذه الأفكار المسمومة بعد أن ثبت عدم جدواها في الغرب!!
لم يحلم مندوب الأمم المتحدة يوماً أن يتربع على منصة الإعلام الرسمية في بلد من بلاد المسلمين مشاركاً في تشريعات تمس الجانب الاجتماعي لحساسيته!! ولكن يحدث ذلك في ظل الفترة الانتقالية التي ضاعفت جهودها لعلمنة المجتمع في السودان عبر فرض قيم غريبة عن مجتمعنا بعيدة عن موروثنا الحضاري مثل مكافحة العنف ضد المرأة والعنف المبني على أسس النوع والعنف الجنسي... هذه المفاهيم المبطنة التي تدس السم في الدسم لن تخدم إلا أجندة عولمة المجتمع وتشتيت شمل الأسرة كما حدث في الغرب، وهي بضاعة الغرب التي لا تلامس المشكلات الحقيقية للمرأة في السودان.
إن اتخاذ التدابير التشريعية والقضائية والإدارية التي بشرت بها الوزيرة يعني باختصار إلغاء كل الأحكام الشرعية التي تنظم الأسرة والاستعاضة عنها بالقوانين الوضعية التي تشيع الفاحشة وتدمر كيان الأسرة عبر تقوية موقف المرأة والأبناء برفع سلطة الأزواج والآباء عنهم، وتفعيل آليات لإفقاد الأسرة وظائفها بالطعن في القوامة، وإدماج الأم في التنمية بهدف الإضرار بواجبات الأمومة...
إن تصور وجود عنف ضد النوع يدل على نسج خيال مريض يريد إفساد المجتمع وإلحاق ضرر كبير بالوئام ووحدة الحياة الأسرية بتوهُّم وجود تعنيف لأن المنظور العلماني الفردي قصير النظر دائماً ما ينظر إلى ما هو أفضل لرغبات البشر وأهوائهم بعيداً عن القيم والمثل العليا، متخذين النموذج الغربي والذي يعج بالانحرافات التي جعلت الناس يعانون في كل لحظة من حياتهم البائسة التي فاضت بالحرية والتحرر فنتج عن ذلك نسب مهولة من العنف المفضي إلى الانتحار.
يا أهل السودان: إن العقل والفطنة تُلزمكم البحث في النتائج التي يمكن أن يجنيها المجتمع قبل أن يقع الفأس في الرأس، وتَفكّروا في حال الدول التي اتبعت الغرب كيف وصلت إلى الحضيض في تلويث المجتمع بقاذورات الفكر الغربي!!! ألم تدمر الأسر وتزيد نسب الطلاق والشقاق الذي يزيد من العنف الأسري ليطال كل مكونات الأسرة، ويقوض الانسجام في الحياة الأسرية؟
أيتها المسلمات في السودان: إن هذه الفبركات والأكاذيب الخبيثة ليس من أهدافها تحسين المستوى المعيشي للمرأة كما يروج لها، بل هدفها عولمة الحضارة الغربية الرأسمالية التي لا تراعي إلا القيم المادية كما صرحت بذلك هيلاري كلينتون حيث قالت "إن القيود المفروضة على المشاركة الاقتصادية للمرأة تكلفنا كميات هائلة من النمو الاقتصادي، إنها أيديولوجية تضع بانتظام خلق الثروة فوق الاحتياجات والقيم الإنسانية المهمة الأخرى".
أيها المسلمون: لن تكف الأيدي العابثة بمعتقداتنا وتماسك أسرنا وطهارة أفكار المجتمع إلا باجتثاث هذه الأنظمة العفنة، وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تزرع الخير والطهر، وتغلق أبواب الشر والبغي، وتحمي المرأة والأسرة من كل ما يقوّض كيانها وقوتها بشرع الله الحنيف.
الناطقة الرسمية لحزب التحرير في ولاية السودان – القسم النسائي
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية السودان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizbuttahrir.today |
E-Mail: tageer312@gmail.com |