في الوقت الذي تقصف فيه الدبابات والطائرات والمدفعية التابعة لقوى العصابة الحاكمة في دمشق مدن سوريا الثائرة...  وفي الوقت الذي أعطى العالم للنظام الوحشي مهلاً تُعرف بدايتها ولا تُعرف نهايتها تسفك فيها دماء المسلمين الطاهرة... وفي الوقت الذي تلاحق رصاصاتُ الموت اللاجئين من أهل البلد على حدود تركيا ولبنان والأردن فتقتلهم وتجرحهم من غير أن ترى من تلك الدول أي ردة فعل لانتهاك السيادة الكاذبة...

في هذا الوقت وفي هذا المشهد الإجرامي القاتم يظهر رئيس العصابة الحاقدة بشار أسد وزوجته يوم الأربعاء 18/04/2012م مع صناديق مملوءة بالدقيق والسكر وزيت الطعام لإغاثة الشعب المذبوح في حمص الأبية، تلك المدينة التي سبقت إليها صناديق الموت والعذاب المملوءة بالحقد والكراهية، والتي أرسلت من روسيا وإيران أمام أعين أدعياء الحرية وحقوق الإنسان. وبهذا يتجدد مشهد الطغاة الجبابرة عندما يكونون جنباً إلى جنب مع زوجاتهم شركاء في الحياة وفي الجريمة، تماماً كما كان أبو لهب وامرأته، فتبت يداهما وتب نظامهما، وأورثهما الله الذل والصغار في الدنيا قبل الآخرة إن الله عزيز ذو انتقام.

أيها المسلمون الثائرون في سوريا:

أيها الأبطال الشامخون شموخ الجبال الراسيات، لقد أوجعتم هذا النظام المجرم وصدّعتم بنيانه وزلزلتم أركانه بصمودكم وثباتكم على الحق فبارك الله بكم. ولقد كان اعتصام الساحة في حمص في مثل هذا اليوم من العام الفائت 18/4/2011م كابوساً على رأس الطاغية دفعه لهذا العمل المخادع الجبان، وإنكم اليوم أقوى منه وأعلى، وها هو نظامه يترنح وما النصر إلا صبر ساعة، فاثبتوا واجعلوا الولاء خالصاً لله وكونوا معنا في  حزب التحريركي نقتلع نظام الغدر والإجرام، ونقيم نظام الإسلام "خلافة على منهاج النبوة" ليرضى عنكم ربكم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين، قال تعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11) )