- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2025-02-26
جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 536
إن واجب البلاد الإسلامية وجيوشها تجاه الأرض المباركة (فلسطين) ليس التنديد بتهجير أهلها منها، بل هو تحريك الجيوش لتحريرها والانتقام للذين قُتلوا وعُذبوا وأُسروا. فإن فعلوا، فقد وفوا بما هو واجب عليهم، وعصموا أنفسهم من ذل الدنيا وعذاب الآخرة. وإن تباطأوا، فإن الله سبحانه لا يخلف وعده بنصرة الإسلام والمسلمين وتحرير المسجد الأقصى المبارك، ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾.
===
الأمة الإسلامية
بين خيانة حكامها
وتقاعس جيوشها
الحمد لله فإن مبشرات عودة الخلافة من جديد تنطق بقربها.. فالأمة الإسلامية أمة حية فاعلة، تُقبل على العمل لإقامة الخلافة، وعلى تأييد هذا العمل، إلى أن يتحقق وعد الله، ثم من بعدُ ترابط لحراسة الخلافة واحتضانها... حيث إن الأمة تتوجه بتسارع إلى سيرتها الأولى التي أخرجها الله لها، يقول سبحانه: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾.
ثم إن في الأمة حزباً مخلصاً لله سبحانه، صادقاً مع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، يغذ السير، واصلاً ليله بنهاره، حتى يتحقق وعد الله وبشرى رسوله على يديه، لا يخشى في الله لومة لائم، لا تلين له قناة ولا تضعف له عزيمة بإذن الله، حتى يأتي أمر الله وهو كذلك. وكأنه مصداق قوله صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الذي أخرجه مسلم من طريق ثوبان «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ...».
وهكذا فالخلافة عائدة بإذن الله بسواعد أبنائها بعد هذا الملك الجبري الذي فيه نعيش ومن ثم يقضى على كيان يهود وتعود فلسطين كاملة دار إسلام من جديد.. أخرج مسلم في صحيحه... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ...» بل إن روما ستفتح على أيدي المسلمين كما فتحت القسطنطينية، أخرج أحمد في مسنده.. عن عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ ﷺ نَكْتُبُ إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ».
أيها المسلمون: إنها لإحدى الكبر أن تكون الدول في بلاد المسلمين محيطة بكيان يهود إحاطة السوار بالمعصم ومع ذلك لا تحرك جيشاً لقتالهم وتطهير الأرض المباركة من دنسهم.. إنها لإحدى الكبر أن يصرح ترامب علناً بتهجير أهل غزة دون أن يعبأ بحكام المسلمين المحيطين بها، فإذا سئل بأن الحكام العرب بل والمسلمين يقولون برفض تهجير أهل غزة، فيقول بل إنهم سيقبلون عاجلاً أم آجلاً، فيحرجهم ومع ذلك لا يستحيون.. إنها لإحدى الكبر أنهم لا يجرؤون حتى على مقاطعة أمريكا أو حتى على عدم اللقاء مع ترامب الذي فضحهم بتصريحاته، وعلى الرغم من كل ذلك فهم يهنئونه وإذا دعاهم يستجيبون فيزورونه ويستمعون إليه صاغرين.
إنها لإحدى الكبر أن تبقى جيوش المسلمين دون حراك وهي ترى ما صنعه عدوان يهود الوحشي من تدمير للبشر والشجر والحجر ظناً منهم أن طاعتهم لحكامهم في القعود عن قتال يهود تنجيهم بل ﴿يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ﴾ ويندمون ولات حين مندم! ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.
أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة
===
حزب التحرير/ ولاية تركيا
فعاليات واسعة "من يوقف ترامب عند حده؟!"
نظم حزب التحرير في ولاية تركيا مظاهرات في 16 مدينة في مختلف أنحاء تركيا، احتجاجاً على تصريحات ترامب الوقحة بتهجير أهل غزة، بعنوان "من سيضع حداً لترامب؟!".
وجه الحزب خطابه للمسؤولين، قائلا: "ألم يبق في قلوبكم ذرة واحدة من ثمرات الإيمان؟ هل غاضت عندكم مشاعر الإيمان والجهاد؟ أليس فيكم رجل يحفظ أراضي المسلمين وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم؟ أليس فيكم من يزهد في الدنيا ويتطلع إلى الدار الآخرة ورضوان الله، ويضع حداً لترامب؟!".
كما وجه خطابه إلى الكافر المتغطرس ترامب، قائلا: "إننا يا ترامب نعلم جيداً أنكم تستمدون شجاعتكم من صمت قادتنا وجبنهم. فاعلم هذا جيداً ولا تنسه أبداً: إنكم لن تمتلكوا غزة ما دامت الأمة الإسلامية حية، وليس هذا بوسع أمريكا، ولا الحكام الذين تشترونهم. ومهما خططتم وفعلتم، فإن كل شبر من أرض فلسطين هو أرض الإسلام وسيبقى للإسلام. وعندما يأذن الله، ويقيم المسلمون الخلافة الراشدة، فسيتم اقتلاعكم من الأراضي الإسلامية التي تحتلونها".
===
حزب التحرير/ ولاية السودان
مخاطبة سياسية بعنوان: السلطان للأمة
أقام حزب التحرير/ ولاية السودان مخاطبة سياسية في سوق بورتسودان الكبير، يوم الاثنين 18 شعبان 1446ه الموافق 2025/2/17م، بعنوان: "السلطان للأمة" تحدث فيها الأستاذ محمد جامع (أبو أيمن)؛ مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان، الذي أشار إلى أن مفهوم السلطان للأمة يعتبر من القواعد الأساسية للحكم في الإسلام، وأن الحاكم لا يصل إلى الحكم إلا إذا نصبته الأمة برضاها، واختيارها له عن طريق البيعة.
وبيَّن أن البيعة هي عقد مراضاة بين خليفة المسلمين، وبين الأمة، ليقيم الدين، ويطبق الشرع، وعلى الأمة الطاعة على ذلك. وأورد عدداً من الأدلة، منها حديث عبادة بن الصامت المتفق عليه: «بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ ﷺ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ». كما حذر أبو أيمن من خطورة عدم وجود خليفة تعقد له البيعة، لأنه يترتب على ذلك الإثم والعقاب على الأمة، مستدلا بالحديث الذي رواه الإمام مسلم عن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما عنِ النَّبيِّ ﷺ قال: «مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»، وغيره من الأدلة.
ودعا أبو أيمن الحضور إلى العمل لإقامة الخلافة، وتنصيب خليفة للمسلمين عبر بيعة شرعية، لنخرج من إثم الميتة الجاهلية.
===
يا جيش مصر قضية فلسطين قضيتكم
يا أجناد الكنانة: إن قضية الأرض المباركة فلسطين، مسراها وأقصاها، من بحرها إلى نهرها، هي قضية عسكرية بامتياز، فهي قضيتكم، وإننا لنعلم ما يعتمل في صدوركم فأنتم جزء من أمة الإسلام تحرككم قضاياها وتغضبون لحرماتها، وإنكم بيضة القبان في هذه المعادلة وهي وإن كانت صعبة على النظام وأمريكا فهي أيسر عليكم من غض الطرف، فيكفي أن تنحازوا لأمتكم ويكون سلاحكم درعا لها وتكونوا حربا على عدو الله وعدوها، حينها سينهار النظام قبل تحرككم لاقتلاعه، وهو الذي يحول بينكم وبين الخير الكثير؛ فيحول بينكم وبين تطبيق الإسلام، ويحول بينكم وبين توحيد الأمة، ويحول بينكم وبين تحرير فلسطين ونصرة أهلها؛ وباقتلاعه يتحقق هذا كله.
فبادروا لقطع ما بينكم وبينه من حبال وصلوها بحزب التحرير الذي يحمل لكم مشروع الإسلام الذي يوحد الأمة ويحرر الأرض المباركة وكل بلاد الإسلام المغتصبة، فكونوا معه وانصروه عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فتصبحوا بما فعلتم فرحين بعودة عدل الإسلام وعزه وسلطانه من جديد في ظل دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
===
الهند تشن حربا على الإسلام والمسلمين
وتعتقل شباب حزب التحرير
في حملتها المستمرة ضد حزب التحرير، اعتقلت وكالة التحقيقات الوطنية الهندية، بافا بحر الدين وكبير أحمد علي يار، في 2025/2/3، بعد أشهر من المضايقات. وذكرت وسائل الإعلام الهندية أنهما "تآمرا مع آخرين لنشر مبدأ حزب التحرير في ولاية تاميل نادو". ثم ربطت السلطات قضيتهما بقضية الدكتور حميد حسين، بموجب قانون منع الأنشطة غير القانونية لعام 1967. والدكتور حميد حاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية. وقد اعتقل في أيار/مايو 2024 بسبب تعبيره عن رفض الإسلام للديمقراطية، والسلوك المثالي لدولة الخلافة في رعاية شؤون رعاياها، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم.
أيها المسلمون في الهند بعامة وعلماؤكم بخاصة: انظروا إلى معاناة الناس من حولكم وفقرهم وبؤسهم، أليس لديكم مسؤولية تجاههم بحسب دينكم؟ وما أرسل الله سبحانه رسوله ﷺ إلا رحمة للعالمين. لقد حكم أجدادكم أهل الهند بعدل الإسلام لمئات السنين، ووفروا لهم الأمن والرخاء الذي لم يروا مثله قبل الإسلام، ولم يروا مثله بعده. واليوم، لا يمكن إلا للإسلام أن يحرر أهل الهند من ظلم النظام الوضعي. فهل من الصواب أن تقتصر رؤيتكم على المشاركة في هذا النظام الظالم، على أمل أن تؤمنوا بعض الراحة لأنفسكم؟! هل من الصواب أن تطاردوا بضعة مقاعد في البرلمان، بدلاً من السعي لإعادة الإسلام كقيادة للهند؟ هل من الصواب أن يعمل الظالمون على إخماد دعوة الإسلام، وأنتم صامتون؟ أنتم لستم قلة وضعفاء، أنتم كثيرون وأقوياء، إذا تمسكتم بدينكم وتوكلتم على الله عز وجل.
===
الدعوة لإقامة الخلافة الراشدة
تتجاوز حدود الاستعمار بين بلاد المسلمين
أيها المسلمون: إن الخلافة هي فرض ربكم سبحانه وبشرى نبيكم ﷺ ومبعث عزكم وقاهرة عدوكم وهي ناشرة الحق والعدل في العالم، فكونوا من العاملين المخلصين لإقامتها، ألا تشتاق أنفسكم للجهاد في سبيل الله؟! أين منكم "وا معتصماه" في ظل تخاذل حكامكم، بل وخيانتهم لكم؟!
إن الدعوة إلى إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي يعمل لها حزب التحرير تتجاوز الحدود الزائفة التي رسمها الاستعمار بين بلاد المسلمين بعد هدمه الخلافة العثمانية، فهي دعوة عالمية لكل المسلمين في الأرض؛ فهي رئاسة عامة لهم، وقد أعد لها الحزب مشروع دستور مستنبط من الكتاب والسنة، يتضمن مواد في الاقتصاد والخارجية والحرب والاجتماع والتعليم والصحة والمالية وكل ما يلزم للتطبيق العملي من اليوم الأول لإقامتها بإذن الله، والذي باتت بشائره ظاهرة وتتوق لها جموع المسلمين.
فإلى العمل معنا بجد وإخلاص ندعوكم لإقامتها أيها المسلمون، واستجابة لقوله سبحانه تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
===
علاقة المسلمين بأعدائهم حددها الشرع
تحديدا لا لبس فيه
يا أهل الأردن ويا أيتها الأمة الإسلامية: إن علاقاتكم مع الأعداء حددها الإسلام بوضوح، ومكانة أرض الأردن حددها القرآن بقول الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾، فأرض الأردن هي من الأرض التي حول المسجد الأقصى والتي بارك الله فيها، فلا يجوز أن نتعامل مع الأعداء الغاصبين للمسجد الأقصى وشركائهم إلا بما يمليه علينا شرع ربنا وهو القتال لاسترجاعه، ولا تجوز إقامة العلاقات مع هؤلاء الأعداء، فيهود غاصبون مجرمون، وأمريكا والصليبيون من خلفها هم في حالة حربٍ فعلية معكم، فالأردن وأمريكا ليستا حليفتين فهذا محض هراء لا يجوز بعد اليوم أن ينطلي عليكم، ومهما أسفرت عنه نتائج لقاءات النظام في أمريكا، من تنازلات وتسويات أو تخفيض لسقف التهديدات، ما هو إلا سراب في مسيرة تصفية القضية الفلسطينية وكسب المزيد من الوقت.
إننا لا نتحدث عن أحلام أو أوهام، بل هو الحل الشرعي المخلص الصادق وأقصر الطرق للانعتاق من سيطرة الأعداء، فكيان الإسلام السياسي؛ دولة الخلافة على منهاج النبوة، هي التي ستسير الجيوش للتحرير، وقد تقاعست جيوشنا عن فرض ربها منذ سنوات، وإن قيامها بات قريبا بإذن الله، لتبين لكم مدى قوة أمة الإسلام بعقيدتها أولاً ثم بثرواتها المنهوبة وبطولة رجالها.
===
ما يجب على العلماء بمقتضى ميراث النبوة
إن العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم أحد الركائز الأساسية لصلاح الأمة مع الحكام كما أخبر رسول الله ﷺ «صِنْفَانِ مِنَ النَّاسِ إِذَا صَلَحَا صَلَحَ النَّاسُ وَإِذَا فَسَدَا فَسَدَ النَّاسُ؛ الْعُلَمَاءُ وَالأُمَرَاءُ»، رواه أبو نعيم في الحلية.
ولا يجوز للعلماء القعود أو التقصير في هذا الدور المنوط بهم، وقد أخذ الله منهم الميثاق على ذلك، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾، فهم مكلفون بالتبليغ ومسؤولون عنه أمام الله عز وجل، وهذا ما فهمه الصحابة والتابعون.
إن ما يجب على العلماء بمقتضى ميراث النبوة أن تكون رؤيتهم للأمور رؤية شرعية أساسها الإسلام وعقيدته وأحكامه وأن تكون نظرتهم ومقياسهم الحلال والحرام، وألا تختلط بأفكارهم أي من أفكار الكفر، ثم القيام في الأمة عاملين على تجسيد أفكار الإسلام فيها ومبينين لها وجوب تغيير الواقع الذي تحياه، مع بيان وجوب الحكم بالإسلام كاملا غير منقوص وبيان تفصيلات الحكم الإسلامي وكيفياته وتعريف الناس بها، وتحويلها إلى مفاهيم يلمسها الناس لمسا حقيقيا، ويثقون في قدرتها على علاج مشكلاتهم، وإظهار ما فيه من نظام كامل شامل لجميع جوانب الحياة يجب أن يطبق كله بلا تجزئة ولا تدريج حتى لا ينتج نموذج مشوه يُنفر الناس من الإسلام.
إن واجب العلماء هو قيادة الشعوب وتوعيتها على ما يحقق طموحها ويعيد إليها حقوقها وكرامتها وأمنها ورعايتها وما ترجوه من عدل ورقي ورغد عيش، إن كل هذه الأشياء لا تتحقق إلا بالإسلام وتحكيمه كاملا شاملا في دولة الخلافة على منهاج النبوة وإن أي حلول دونها ما هي إلا حلول ترقيعية للنظام الرأسمالي الحاكم الناهب لثروات الشعوب.
===
بشارات ووعود بحاجة إلى مساعي وجهود
لقد وعدنا الله تعالى بانتصارات وفتوحات بعينها، لم تتحقق بعد، وستتحقق قريبا بإذن الله تبارك وتعالى، فكما حقق لنا وعده بفتح القسطنطينية، فسيحقق لنا وعده بفتح روما، وتحرير فلسطين، قال رسول الله ﷺ فيما رواه البخاري: «تُقَاتِلُكُمُ اليَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يَقُولُ الحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، فَاقْتُلْهُ». ألا وإن على رأس هذه الوعود إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، قال ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» التي بإذن الله ستُعيد للأمة عزها وأمجادها، وتقاتل يهود وتحرر فلسطين وتفتح روما، بل نستبشر بأكثر من ذلك كما كان لفتح القسطنطينية من أثر عظيم حققته الدولة الإسلامية لقرون عديدة، وكان الباب الذي عادت منه للدولة الإسلامية مكانتها في إرساء العدل والرحمة وقضائها على عقائد الكفر والاستعمار ونفوذه وأذنابه.
إن تحقيق هذه البشارات لا يكون بالركون والانتظار والتقاعس، فسنة الله قضت أن ننصر الله فينصرنا، فنقيم شرعه ونعليَ صرح دولته ونجاهد في سبيله، وعندها تشرق الأرض بالبشارات الثلاث الباقية وقد أشرقت بالخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
===
المصدر: جريدة الراية