الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 2 تعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

النص الكامل للمقابلة التي أجرتها صحيفة الشرق الإيرانية
مع المهندس عثمان بخاش مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

(مترجم)

 

 

 

12345

 

 

قام الصحافي الإيراني نوزهان إيتيزادو سلطانة بإجراء مقابلة لصحيفة الشرق التي تصدر في طهران، مع عثمان بخاش مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، نشرت في 2016/5/21.

 

وقد قامت الجريدة، أكان ذلك بسبب محدودية المساحة أو لأسباب أخرى غير معروفة، قامت بتحرير بعض الأسئلة (أهمها السؤالان 9، 13) وحذف بعضها بالكامل (الأسئلة 10، 11، 15، 16، 17، 20). لا يمكن لأي مراقب إلا أن يتساءل لماذا تم حذف السؤال 20 بالكامل!


وفيما يلي النص الكامل للمقابلة (المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير).نوزهان إيتيزادو سلطانة:

 


1- هل تعتقد أن ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا هو علامة على الأزمة القائمة في الإسلام السياسي لا سيما الإسلام السني؟ وهل تعتقد أن إعلان البغدادي الخلافة هو علامة على أزمة في نموذج الخلافة الذي يدعمه حزب التحرير؟


الجواب:
تنبع فكرة الخلافة من العقيدة الإسلامية (الدين)، أي أنها لا تعتمد على ما يراه فلان أو علان من الناس، فدولة الخلافة هي شكل النظام السياسي الذي وضعه الإسلام، ووظيفتها تنفيذ الشريعة الإسلامية بشكل كامل في الداخل، وحمل دعوة الإسلام إلى العالم.
إن حقيقة دعوة الجماعات المختلفة والعلماء والمفكرين والنشطاء لإحياء دولة الخلافة هو مجرد انعكاس طبيعي لرغبة المسلمين في أداء واجبهم الذي أمر به الله سبحانه وتعالى في العيش بحسب الدين الإسلامي، والحق أن الأنظمة العلمانية المكروهة والخانقة التي فرضتها القوى الاستعمارية الغربية في أنحاء الأمة الإسلامية، تعتمد على البقاء من خلال نظام الدولة البوليسية واستعمال القوة الوحشية في قمع الناس. ولا يعكس أي من هذه الأنظمة طريقة الحياة الإسلامية، وكلها تابعة للسياسات الاستعمارية الغربية.

 

2- يؤكد تنظيم الدولة على فكرة الخلافة العالمية التي تضم جميع المسلمين، ولدى تنظيم القاعدة أيضاً نفس النظرة، كما هو الحال مع سيد قطب، وكلهم يزعمون أن كل الأنظمة الفاسدة وغير الشرعية يجب إسقاطها من المنطقة. ما هو الفرق الحقيقي بين حزب التحرير وداعش والقاعدة؟ يبدو أنكم تشتركون في نفس أفكارهم. هل تعتقد أن كل المجموعات تتضمن إطاراً من الأصولية الإسلامية؟


الجواب:
بدأ حزب التحرير العمل لإعادة دولة الخلافة منذ عام 1953م. في ذلك الوقت لم يكن هناك تنظيم الدولة أو القاعدة. لقد حدد حزب التحرير بوضوح ومن اليوم الأول طريقته في إحداث تغيير جذري بمواصلة الصراع الفكري والكفاح السياسي. إن حزب التحرير يرفض وبشدة استخدام العنف كوسيلة لإعادة بناء دولة الخلافة. فمنهج العمل لإقامة الخلافة هو حكم شرعي، وليس بناء على المصلحة السياسية، أي أن المنهجية المتبعة في حزب التحرير مستنبطة من طريقة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. وعلى هذا الأساس فليس لنا الخيار في اتباعها أو عدم اتباعها. قد تظن المجموعات الأخرى أن "الجهاد" هو الطريقة اللازمة لبناء الدولة والمجتمع الإسلامي، هذا رأيهم ونحن لا نتفق معه، لأنه يخالف منهج النبي الذي رفض بتاتاً استخدام العنف عندما حمل الدعوة في مكة المكرمة.
ولا بد من التذكير هنا أن مصطلح "الأصولية الإسلامية" هو من المفاهيم الاستعمارية والتي نرفضها تماماً. فالمسلمون ملزمون بالتقيد بالحكم الشرعي وتطبيق أحكام الشرع، بغض النظر عن وجود عدد من الاجتهادات.

 

3- يرى حزب التحرير أن هناك صراعاً بين معسكر الحق الذي يقف فيه الحزب ضد معسكر الباطل، ولكن بعض المفكرين المسلمين مثل راشد الغنوشي يختلف مع هذا المنهج ويدعو إلى إيجاد طريق ثالث هو التعاون بين الإسلاميين والعلمانيين وهذا يكون بإقامة نظام علماني ديمقراطي. هل تعتقد أن الفكرة فعالة للشرق الأوسط؟


الجواب:
قد يظن راشد الغنوشي، أو غيره من المفكرين، أن هنالك حلاً وسطاً أو كما سميته "طريقاً ثالثاً". نحن نرى أن الإسلام والكفر لا يمكن أن يجتمعا، مثل الماء والنار فلا يمكن جمعهما، أي أن الإسلام هو دين يستند على الإيمان بوحدانية الخالق، وهذا يتناقض ويتعارض كلياً مع أي نظام من صنع الإنسان (الرأسمالية العلمانية، الماركسية أو غيرهما).


أولئك الذين يبحثون عن "طريق ثالث" قد فشلوا في فهم الطبيعة الحقيقية للإسلام والطبيعة الحقيقية لأي أيديولوجية أخرى من صنع الإنسان، فهما يتناقضان مع بعضهما البعض ولا يمكن تطبيقهما معاً أو جنباً لجنب.

 

4- تنقل بعض التقارير الاعلامية أن الحركات السلفية مثل حزب التحرير تنشط في كسب الأتباع في أوساط اللاجئين في المخيمات في شمال لبنان، ألا ترى أن في هذا استغلالاً لمعاناة اللاجئين وظروفهم المعيشية السيئة؟


الجواب:
من الواضح أنك تشير إلى تقارير مغلوطة لا أساس لها. حزب التحرير لم يعرف نفسه يوما بأنه حزب سلفي بأي شكل من الأشكال. الحزب هو حزب سياسي يعمل بين الأمة ومعها لتحريضها على استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية التي تطبق شرع الله، ويسعى الحزب لصهر الأمة في بوتقة الإسلام، دون اعتبار لأي عامل تفرقة بين المسلمين. فالحزب لا يعترف بالأوضاع الساسية التي أوجدها الاستعمار الغربي، ويرى أن المسلمين أمة واحدة كالجسد الواحد، بغض النظر عن أية توصيفات: شيعي وسني، شافعي وحنفي، جعفري أو زيدي وما شاكلها. شعائر الحج وصوم رمضان والصلاة هي شواهد على وحدة المسلمين، ولكن ما ينقص تجسد هذه الوحدة عمليا هو وجود دولة الخلافة على منهاج النبوة.

 

5- بعض الجماعات السلفية تدعم "المستقبل" بينما التحالف المدعوم غربياً ومن الولايات المتحدة والسلفيون يعارضون الولايات المتحدة والغرب. هل تعتقد أن هذا نهج متناقض؟ ما هو نهج حزب التحرير تجاه المستقبل؟ هل تعتقد أن التحالف هو قوة سنية، وهل تقبلون التعاون مع هذه القوة؟


الجواب:
حزب التحرير يعارض جميع الحركات والأحزاب العلمانية، سواء المستقبل أو الرأسمالية العلمانية أو الاشتراكية وما إلى ذلك. حركة المستقبل ليست أكثر من مجرد أداة رخيصة لخدمة الطموحات الشخصية للحريري والمقربين المستفيدين منه. كما أن حقيقة أنها مدعومة من قبل النظام السعودي يفضح واقعها (أنها أداة للسياسة السعودية). وقد نشر حزب التحرير العديد من النشرات والبيانات الصحفية التي تعبر بشكل واضح وتعرف بوجهة نظرنا فيما يتعلق بقوات التحالف وأهدافها والتي يمكن الوصول إليها من خلال مواقعنا الرسمية. باختصار فإن حزب التحرير لا يرفض فقط قوات التحالف بل يدينها بشكل كامل.

 

6- لقد صرحتَ علناً بمعارضة الديمقراطية العلمانية في حين إن النظام السياسي في لبنان هو دولة ديمقراطية علمانية. هل تعتقد أن لدى الحكومة الحق في اعتبار جماعتك بمثابة تهديد أمني ضد النظام. فنشاط حزب التحرير محظور في بلدان أخرى مثل ألمانيا وروسيا. ألا تظن أن المشكلة في حزبكم؟


الجواب:
إن الديمقراطية العلمانية تنادي بما يسمى بالحقوق مثل حرية التعبير والمعتقد. ولكن الحقيقة الصارخة أن هناك رقابة صارمة على الأفكار والمعتقدات. ومع أن حزب التحرير يتبع أسلوب الصراع السياسي الفكري بدقة، وينفي مراراً وتكراراً جميع الادعاءات بالنسبة للأساليب المادية، إلا أن هناك تدابير قاسية تتخذ ضد أعضائنا وأنصارنا من سجن وسوء معاملة، بما في ذلك التعتيم الإعلامي في وسائل الإعلام والافتراءات التي يتم تنفيذها ضدنا. نحن نرى أن الأنظمة الاستبدادية الهشة، والتي تفتقر إلى أي أساس فكري، تلجأ إلى شماعة ما يسمى بـ"الإرهاب" لتبرير حظر حزب التحرير، مع أنهم يفشلون في عرض قضيتهم القانونية عندما تنكشف أكاذيبهم، وهذا يحد من أنشطتنا العامة إلا أنه لا يردع أعضاء حزب التحرير أو أنشطتهم في جميع أنحاء العالم، فحرصنا على التمسك بأوامر الله يقوي عزيمتنا على الثبات على الطريق الذي بدأناه. وبالتالي فإن المشكلة ليست مع حزبنا بل مع زيف الديمقراطية وحرية التعبير والمعتقد.

 

7- لقد حاول حزب العدالة والتنمية في تركيا تقديم نموذج موحد للإسلام والديمقراطية والعلمانية. ما هو رأيك بهذا النموذج؟ هل تعتقد أنه سينجح في جميع أنحاء العالم الإسلامي وتركيا؟


الجواب:
لقد ذكرت سابقاً أن الإسلام والكفر لا يمكن أن يجتمعا، جميع هذه المحاولات في إنتاج إسلام زائف قد سقطت وبان عوارها. ثم إن حزب العدالة والتنمية قد أعلن نفسه بوضوح وبشكل علني على أنه موال للديمقراطية العلمانية، وبالتالي فلا صلة له مطلقا بالإسلام أو أحكامه.

 

8- لا يسمح لأعضائكم بالمشاركة في الانتخابات والأنشطة السياسية في لبنان. كيف هي علاقتكم مع السياسيين اللبنانيين والأحزاب السياسية؟ ألا تظن أن الأفكار المتطرفة لحزب التحرير هي السبب الرئيسي في تهميش المجتمع؟ تزعم بعض التقارير أن الجماعات السلفية (مثل جماعتكم) تعمل بشكل وثيق مع الأجهزة الأمنية في لبنان. ما هو رأيك في هذه الادعاءات؟


الجواب:
يجب الطلب من الطرف الذي يقدم هذه الادعاءات بأن يثبت ذلك. وأنا واثق تماماً بأن الادعاءات لا أساس لها. إن طبيعة عملنا السياسي - من المهم التأكيد على أننا لا نملك جيشاً أو جناحاً شبه عسكري - ينفي الحاجة إلى أي اتصال مع الأجهزة الأمنية. اتصالنا مع الحكومة في لبنان ينظم عبر وزارة الداخلية المسؤولة عن تنظيم الأحزاب السياسية.


أيضا لتصحيح السؤال الخاطئ: ليس صحيحا أننا نعتبر الانتخابات حرام شرعا، إننا نراها غير مجدية وهزلية، أي أنها لن تحدث التغيير المطلوب، كما رأينا في عمليات تزوير الانتخابات في جميع أنحاء العالم مع تحريف النتائج. لم تُحدِث أية انتخابات في أي مكان في العالم التغيير الكامل للنظام.

 

9- إن رأي حزب التحرير حول حزب الله متناقض بعض الشيء. في واحدة من المقابلات الخاصة بك، دافعت عن مقاومة حزب الله لإسرائيل، ومن ناحية أخرى قلت إنك لا تتفق مع الآراء الطائفية للجماعة. ما هو رأيك في الجماعة؟ ألا تعتقد أن حزب الله هو العدو المشترك لجميع الجماعات السلفية والسنية مثل المستقبل أيضاً؟ ما هو رأيك في وجود حزب الله في سوريا؟


الجواب:
حزب الله قد يكون عنده خصومة تجاه الحركات العلمانية، وهذه ليست مشكلتنا، وأنا هنا لا يهمني التكلم نيابة عن تيار المستقبل. حزب التحرير دائما أيد أعمال الجهاد ضد القوى الأجنبية التي احتلت بلاد المسلمين؛ ولكن حزب التحرير عارض ما يقوم به حزب الله من تنفيذ لسياسات النظام الإيراني القومية. وأسوأ من هذا انحدر حزب الله إلى مستوى هابط في مشاركته بارتكاب جرائم جماعية في سوريا، ومن أجل ماذا؟ للدفاع عن نظام البعث العلماني في سوريا، بمباركة أمريكية كلية. المسألة هنا أكبر من حزب الله، فالأمر يتعلق بالدور الذي رسمته أمريكا للنظام الإيراني (لتحقيق مصالحها) من اليمن إلى سوريا والعراق. هذه السياسة الإيرانية ساهمت في إشعال فتنة الصراع الشيعي - السني في المنطقة، وهذه سياسة ندينها ونرفضها بالكلية. (وأنا أتساءل هل ستنشر هذا الكلام).

 

10- السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله قد قال في وقت سابق إن إقامة الدولة الإسلامية على أساس الشريعة الإسلامية في لبنان غير ممكن بسبب التنوع الطائفي، ألا تعتقد أن هذا الرأي واقعي؟


الجواب:
المشكل في هذه النظرة أنها تنطلق من قبول الوضع السياسي الذي فرضه الغرب بموجب معاهدة سايكس بيكو على أنه مقدس ودائم. نحن نرى بقوة أن الإسلام يوجب هدم هذه المنظومة الاستعمارية، كما يوجب عودة الأمة الإسلامية أمة واحدة لتخرج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام، ولكن هذه ليست رؤية حزب الله ولا النظام الإيراني. في الوقت نفسه، تثبت الحقائق التاريخية بوضوح أن غير المسلمين كان مرحبا بهم وعاشوا داخل المجتمع الإسلامي مع توفير كامل الحماية والكرامة لهم كالمسلمين تماماً.

 

11- في دراسة لمعرفة سبب صعود الأحزاب السلفية، يقول المحللون إن الأنشطة الخيرية والرعاية الاجتماعية تجاه الفقراء من قبل الجماعات هي السبب الرئيسي لصعودها وازديادها. ما رأيك في هذه الفكرة؟ ألا تظن أن البعد الاجتماعي والفقر هما من أفضل الحالات لارتفاع وزيادة الجماعات السلفية؟


الجواب:
ينبغي توجيه هذا السؤال للجماعات السلفية المعنية.

 

12- ما هو دور ووضع الناس حول فكرة حزب التحرير عن الخلافة؟ أعلن حزب التحرير أنه لا يؤمن بالاستبداد السياسي وأكد على اختيار الخليفة، ومن ناحية أخرى أنتم ضد الديمقراطية وضد حكم الشعب للشعب. ألا تعتقد أن هذا متناقض؟ ألا ترى استحالة الوصول إلى نظام الخلافة في ظل النظام العالمي القائم؟


الجواب:
عند اعتماد النظرة العلمانية الأوروبية كمعيار للحكم وتقييم الأفكار والمفاهيم، عندها يمكنك الوصول لهذا الاستنتاج. ولكن لدى الشخص الذي يمتلك فهماً جيداً للإسلام باعتباره طريقة لحياة مبنية على العقيدة الإسلامية عندها سيكون الجواب مختلفاً. العلمانية تضع الإنسان في مكان الله. في أي نظام من صنع الإنسان ترى حفنة من الأشخاص تستعبد بقية المجتمع لخدمة أهوائهم ورغباتهم ومصالحهم الخاصة. الإسلام يعني خضوع جميع الناس رجالا ونساء إلى الخالق، وتستمد الشريعة من القراّن والسنة. وبالتالي هي ليست مصممة لخدمة طموح شخصي لأي شخص أو مصلحة على حساب الناس.


كما أن تفاقم الأزمة الأخيرة التي تجتاح البشرية هو دليل صارخ وتذكير بأنه ليس فقط قد تم دفن الشيوعية الماركسية، بل لقد آن أوان دفن الرأسمالية العلمانية المفلسة والفاسدة.

 

13- لقد قلت في مقابلة سابقة إن 8 اّذار و 14 اّذار وإيران لديهم مصلحة مشتركة مع بعضهم البعض. كما قلت أيضاً إن إيران وسوريا لديهم مصالح مشتركة مع الولايات المتحدة. ولكن إذا كان لديهم مصالح مشتركة فلماذا يحاربون بعضهم بعضاً في سوريا، يبدو أن حزب التحرير يؤمن بشكل من الأشكال في نظرية المؤامرة. ما هو رأيك بالموضوع؟


الجواب:
الاستقطاب السياسي في لبنان، القائم على ما يسمى بـ 8 اّذار و14 اّذار، اللذين يشتركان في تبنيهما العلمانية كمرجعية لهما، ومع ذلك فالفريقان يتبعان أجندات سياسية مختلفة. مؤخرا أعلنت المملكة العربية السعودية تجميد المساعدات العسكرية المقدمة إلى الجيش اللبناني (3 مليارات دولار لشراء معدات عسكرية فرنسية وأسلحة). كذلك فقد أغلق البنك الأهلي السعودي جميع عملياته في لبنان، في احتجاج ضد السيطرة الإيرانية على السلطة السياسية في لبنان. وليس سراً أن الولايات المتحدة قد سمحت لإيران منذ فترة طويلة بتوسيع نفوذها، خاصة بعد الاتفاق النووي الذي قلب رسمياً محور الشر/الشيطان الأكبر إلى صداقة مفتوحة. وقد اعترف عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين منذ فترة طويلة بالخدمة الكبيرة التي قامت بها إيران للاحتلال الأمريكي في كل من العراق وأفغانستان.

 

14- هل يمكن أن أعرف نوع علاقة حزب التحرير مع الجماعة الإسلامية وحزب جبهة العمل الإسلامي؟ لماذا لا يتم تشكيل ائتلاف؟ ما هو السبب الرئيسي للاختلاف بين الجماعات السلفية اللبنانية؟


الجواب:
بالنسبة للجماعات السلفية اللبنانية يجب أن تسألهم. يقوم موقف حزب التحرير بشأن الحركات الإسلامية الأخرى على النصيحة. نحن ندعوهم إلى العمل لدفن النظام الاستعماري، إنهم يعتقدون بأن هذا طموح كبير وأكثر راديكالية. ونحن نرى أن الحياة الإسلامية لا يمكن تطبيقها تحت النظام الاستعماري المفروض من قبل القوى الغربية. يعتقد الآخرون أن اتباع نهج تدريجي قد يكون ممكناً، على الرغم من كل التجارب التي ثبت فشلها في كل من الجزائر ومصر وغيرهما.

15- قال نقاد إن فرع حزب التحرير في أفغانستان قد تعاون مع تنظيم الدولة وفي باكستان مع طالبان، ويقول منتقدون إن حزب التحرير يساعد أحرار الشام وجبهة النصرة في سوريا، والتي تنظر إليها العديد من الحكومات على أنها جماعات إرهابية. ما هو رأيك في هذه التعليقات؟ هل لديكم علاقات مالية وعسكرية خاصة مع الجماعات السلفية في سوريا؟


الجواب:
هؤلاء النقاد يجب أن يكونوا على سطح القمر أو وكلاء مخابرات. فحزب التحرير لم يكن ولن يكون له جناح عسكري بأي شكل من الأشكال. ادعاءاتهم يجب أن تدعمها بأدلة ذات مصداقية صلبة، لذلك فهي فقط تخدم الدعاية الشرسة والدنيئة ضد حزب التحرير.

 

16- تسمح الديمقراطية الغربية لجميع الجماعات مثل حزب التحرير بتقديم طروحاتها للجمهور، لديك رخصة في طرح آرائك ما دمت لا تستخدم العنف. ألا تعتقد أنه رغم أن حزب التحرير يعارض الديمقراطية إلا أنه يستخدم فوائد حرية التعبير في الديمقراطيات؟ هل تعتقد أنه يوجد في الخلافة حرية أكثر مما هو موجود في الديمقراطيات الليبرالية؟


الجواب:
مرة أخرى فقد تطرقت إليه أعلاه، حزب التحرير، بخلاف المجموعات الأخرى، لا يمتلك الحق الديمقراطي المزعوم في حرية التعبير وحرية المعتقد، هذا واضح في التكتيكات التي تستخدمها سياسات الحكومات من تصنيفنا تحت عنوان "الإرهاب" والتدابير التي تنفذها ضدنا. أما نحن فنقوم بعملنا في جميع المناطق سواء في الديمقراطيات أو الأنظمة الاستبدادية، وسواء أوافقت أم لم توافق. فسيف الاستبداد لا يمكن أن يغلب كلمة الحق.

 

17- يقول الناقدون إن الجماعات السلفية مثل حزب التحرير لا يحبون الاعتراف بالاّخرين. على سبيل المثال، يقولون إن السلفيين يرفضون النسويات والليبراليين والشيوعيين لأنهم قد تركوا الدين. ألا تظن أن حزبكم والسلفيين الاّخرين يفتقرون إلى إمكانية التفاعل مع الاّخرين؟ ما رأيك في هذا الجدل؟ ألا تظن أن النظرة السلفية قد سببت صراعاً دائماً بين الأفراد والجماعات؟


الجواب:
عُدْ وألقِ نظرة متعمقة على الأحداث العالمية في القرنين الـ 20 والـ 21 وقل لي كم عدد الحروب والمجاعات والأزمات والكوارث الاجتماعية والاقتصادية التي يمكنك عدها. على من يقع اللوم في هذا السجل السيئ؟ الإسلام أم الأيديولوجيات العلمانية؟

 

18- هل هناك اّلية لاختيار الخليفة؟ هل تعتبر أن هنالك أي دور للأمة في نموذجك المثالي؟ كيف يمكنكم توفير الاحتياجات المالية لحزب التحرير؟ هل لديكم علاقات مع أمراء المملكة العربية السعودية أو الحكومات بسبب الأيديولوجيا السلفية؟


الجواب:
إن عملية اختيار الخليفة هي عن طريق التصويت الشعبي. الخلافة هي عقد بين المسلمين ومن سيكون الخليفة. ويسمى هذا العقد بالبيعة (تعهد الطاعة). يجب على كلا الطرفين (الحاكم والمسلمين) الالتزام ببنود هذا العقد: التنفيذ الكامل للشريعة. وإذا خالف الخليفة هذا العقد، يجب عزله عن طريق محكمة المظالم (المحكمة القضائية المسؤولة عن التحقق من صحة المخالفة).


لا يوافق الإسلام على فكرة "رجال الدين" حيث إن جميع المسلمين مسؤولون عن تنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية. تحترم الأمة دور العلماء في تقديم النصيحة الصادقة للدولة والمجتمع، ومحاسبة الحكام عندما يكون هناك سوء في تطبيق الأحكام الشرعية، ولكن ليس لهم أية صلاحيات أو امتيازات خاصة.


أما فيما يتعلق بالاحتياجات المالية للحزب، فإنه يعتمد فقط على الموارد الداخلية، أي عضو من أعضاء حزب التحرير ليس فقط على استعداد لتقاسم ثروته ولكن أيضاً مستعد لتقديم حياته في سبيل الدين.


نظرتنا للنظام السعودي هي نفسها بالنسبة لجميع الأنظمة الفاسدة الأخرى في جميع أنحاء العالم الإسلامي؛ إذ نعتبرها غير شرعية لأنها تخدم القوى الاستعمارية وتعمل ضد استئناف الحياة الإسلامية.

19- ما رأيك في جماعة الإخوان المسلمين؟ يقول بعض المحللين إن حزب التحرير هو فرع من الشبكة العالمية للإخوان المسلمين. ما هو السبب الرئيسي لهزيمة الإخوان المسلمين في مصر من وجهة نظرك؟ وما هو رأيك بوجهة نظر الجماعة؟


الجواب:
جماعة الإخوان المسلمين هي مجموعة من المسلمين يعملون لنشر الإسلام وفقاً لفهمهم. للأسف إنها تعتمد نهجاً علمانياً كوسيلة لتنفيذ الحل الإسلامي. لذلك فإنه ليس من المستغرب أنها أساءت إدارة الحكم في مصر مما أدى إلى سقوطها. نحن ندعو الله ونأمل صادقين أن يتعلموا من أخطائهم. حزب التحرير هو حزب قائم بذاته ومستقل مع أيديولوجية فريدة من نوعها تقوم على الالتزام بالمنهج النبوي في التغيير؛ أما الادعاء بصلتنا التنظيمية مع الإخوان المسلمين فغير صحيحة.

 

20- أنت تؤكد دائماً على التضامن بين السنة والشيعة. ألا تظن أن الهدف مستحيل في لبنان وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط. في الواقع نحن نرى اتهامات حزب الله والمستقبل وجماعات سنية أخرى ضد بعضها بعضاً. في المنطقة نرى الصراع بين إيران والمملكة العربية السعودية وهما الشعوب السنية والشيعية. كيف تعتقد بإمكانية التضامن؟ ما هو السبب الرئيسي للصراع بينهما حسب رأيك؟


الجواب:
المسلمون جميعا يؤمنون بوحدانية الله تعالى، وبنبوة محمد ﷺ، وبالقرآن الكريم الكتاب الرباني الأخير الخالد. إذن نعم هذه هي عوامل الوحدة بين المسلمين. وما يمنع هذه الوحدة هي النظم السياسية الفاسدة التي تخدم سياسات الاستعمار ومصالحه. انظر إلى العراق مثلا حيث كانت الزيجات المختلطة منتشرة بشكل طبيعي بين الناس، حتى جاء الاحتلال الأمريكي، والسياسات الطائفية للنظامين السعودي والإيراني، كل هذا أجج الصراع الطائفي، مهددا وحدة الأمة. فإن كلاً من النظام الإيراني والنظام السعودي يتخذان شماعة "فتنة الصراع السني – الشيعي" لتخدم المنافسة السياسية بينهما. لا ننسى أنه فيما مضى كان الملك فيصل حليفا مهما لشاه إيران في صراعهما ضد جمال عبد الناصر (المحسوب أنه سني). وهكذا نرى أن السياسة هي التي تفرق هذا الحاكم أو تقربه من ذاك.

 

21- ما رأيك في انتخابات الرئاسة المتوقعة في لبنان، بين سمير جعجع وفرنجية وعون؟ أي واحد هو الأفضل ولديه الفرصة الأكبر؟ هل تحب أي خيار؟ ما هو السبب الرئيسي في المأزق في الانتخابات الرئاسية؟ وما هو حل حزب التحرير؟


الجواب:
أي شخص يحكم بنظام الكفر لا يمكن أن يكون أفضل من غيره الذي يحكم أيضاً بنظام الكفر. الحل للأمة الإسلامية هو تحرير نفسها من الهيمنة الغربية برفض الخضوع للسياسة الاستعمارية. هذه السياسة تجلب فقط المآسي والكوارث للمنطقة بأكملها، للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء. الاستمرار في هذا الطريق يعني فقط المزيد من الكوارث والمصائب للجميع. لدينا فرصة تاريخية لإعادة بناء دولتنا ومجتمعنا ومن ثم قيادة البشرية من الظلام والظلم الأيديولوجي العلماني إلى نور وعدل الإسلام. ونحن على ثقة بأن مستقبل البشرية المشرق قريب جداً، وقد أزف أوانه.

 

 

2 تعليقات

  • Khadija
    Khadija الأحد، 19 حزيران/يونيو 2016م 13:37 تعليق

    بوركت كتاباتكم المستنيرة الراقية، و أيد الله حزب التحرير وأميره العالم عطاء أبو الرشتة بنصر مؤزر وفتح قريب إن شاء الله

  • إبتهال
    إبتهال الأحد، 19 حزيران/يونيو 2016م 12:54 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع