- الموافق
- 1 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
هولندا: ندوة بعنوان "أيها المسلمون في أوروبا؛ لا تدعوهم يشوهون الإسلام!"
شهدت بعض الدول الأوروبية أحداثا دموية في الأشهر القليلة الماضية، فقد وقعت تفجيرات في فرنسا وبلجيكا وألمانيا أدت إلى وقوع الكثير من الضحايا المدنيين، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأمور بالنسبة للمسلمين الذين يعيشون في القارة الأوروبية، فحال المسلمين في أوروبا قبل التفجيرات لم يكن على أحسن حال، بل كان في غاية الصعوبة، وكانوا محل تهمة والكل يرمقهم بعين الريبة، وكانوا مستهدفين في دينهم، فجاءت هذه التفجيرات لتزيد الطين بلة، فزادت حدة الضغوط على الجالية المسلمة، واتُخذت إجراءات صارمة ضد المسلمين، فقامت السلطات الفرنسية على سبيل المثال بطرد أئمة مساجد وصفتهم بالمتطرفين ودعاة كراهية، وأغلقت العديد من المساجد، وقد أفادت بعض وسائل الإعلام يوم أمس الأحد قيام السلطات الفرنسية بإجبار بعض محلات المسلمين على بيع الخمر والخنزير، أما الأحزاب اليمينية ووسائل الإعلام فكعادتها استغلت هذه الاعتداءات لشحن الأوروبيين ضد المسلمين ورميهم بالتطرف والإرهاب وشيطنة بعض مفاهيم الإسلام كمفهوم الجهاد.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة قام شباب حزب التحرير في هولندا يوم أمس الأحد الموافق 2016/08/06 بتنظيم محاضرة في مدينة أمستردام الهولندية تحت عنوان "أيها المسلمون في أوروبا: لا تدعوهم يشوهون الإسلام"، ناقش خلالها الإخوة المتكلمون الظروف السياسية التي تعيشها القارة الأوروبية وأجواء الخوف التي باتت تسيطر على الشعوب الأوروبية والجالية المسلمة على حد سواء بعد الاعتداءات، ودورنا كجالية مسلمة في ظل هذه الظروف.
هذا وقد افتُتحت المحاضرة بتلاوة عطرة من كتاب الله عز وجل، أعقبتها كلمة الأخ شريف أحمد الذي سلط الضوء على السياسات القمعية التي تنتهجها الحكومات الغربية تجاه المسلمين، وأوضح أن تطبيق هذه السياسات ما كان لينجح لولا خلق الظروف المناسبة لذلك، وذكّر الأخ شريف الحضورَ بدراسات مختلفة حول الأمن القومي في أوروبا للكشف إن كان هناك ما يبرر القلق والخوف الذي تعيشه أوروبا بسبب ما يسمونه "التطرف الإسلامي"، واتخاذ ذلك ذريعة لتشويه وشيطنة الإسلام المسلمين وما يستخدمونه من دعاية ضدهم، وعرّج الأخ شريف أيضا على ما يجري في العالم الإسلامي من أحداث تشيب لها الرؤوس وحالة عدم الاستقرار في أكثر من بلد إسلامي.
أما الكلمة الثانية فقد ألقاها الأخ كمال أبو زيد، حيث تكلم عن أهمية تعامل الجالية المسلمة مع الظروف التي تعصف بأوروبا من منظور قرآني ومن خلال النظر في سيرة المصطفى ﷺ، وذلك من أجل بث الأمل في النفوس وعدم القبول بالانهزامية والتقوقع والرضا بالأمر الواقع والاكتفاء بمراقبة الأحداث عن كثب، بل لا بد من أخذ العبرة والدروس من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام والعمل الجاد لبناء مستقبل أفضل للمسلمين على الرغم من كل التحديات، ولفت الأخ أبو زيد نظر الحضور إلى أن ما يحاك ضد المسلمين في هذه البلاد لهو أمر خطير، وإن بعضاً مما يحاك لهم هو قيام وسائل إعلامية مختلفة باستغلال الأحداث لتدعو المسلمين إلى تبني إسلام أوروبي يتفق من القيم الغربية الليبرالية، وتطرق أبو زيد إلى أسئلة ثلاثة: هل الحكومات الغربية مهتمة حقا بما يسمى بـ"المتطرفين"؟ وهل مفهوم الجهاد حقا مفهوم بربري؟ وما هو دور الجالية المسلمة؟ فوضّح مفهوم الجهاد وأهدافه وأهمية الدفاع عنه، واستعرض بعض ما علق بهذا المفهوم من شوائب، والطريقة التي يقوم بها أصحاب المبادئ بالدعوة إلى مبادئهم، وأخيرا وضح أبو زيد دورنا في هذه البلاد تجاه المسلمين وغير المسلمين، ودورنا إزاء الدعاية المغرضة التي تقوم بها وسائل الإعلام بشكل متواصل ضد الإسلام والمسلمين
وبعد اللقاء الذي ساده جو إيماني متميز أتيحت الفرصة للحضور لتبادل الأفكار والرؤى مع الإخوة المتكلمين.
مندوب المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
في أوروبا
معرض الصور
https://www.hizbuttahrir.today/ar/index.php/dawahnews/holland/38750.html#sigProIdd8d5844cd9
1 تعليق
-
نأمل أن تكون هذه الجهود دافعاً لنا للتمسك بأحكام هذا الدين والعضّ عليها بالنواجذ، وزيادة الثقة بها .والعمل على إيجاد من يقوم بتطبيق الإسلام بكامل أحكامه، ومنها السياسة الإعلامية.
ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما تنشرون وأن ينفع المسلمين به، وأن يجعله الله في ميزان حسناتنا جميعا وأن يهيئ لهذه الأمة من يطبق هذا الدين كما أمر الله...اللهم آمين آمين