المكتب الإعــلامي
البلاد الناطقة بالألمانية
التاريخ الهجري | 10 من رجب 1430هـ | رقم الإصدار: 15 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 03 تموز/يوليو 2009 م |
حجاب امرأة يفضح ساسة ألمانيا
قام ألماني، يوم الأربعاء الماضي، بقتل سيدة مسلمة من أصل مصري بسبب خلاف منذ أغسطس الماضي، حيث قام بسبّها في الطريق العام واتهمها بأنها إرهابية نظرا لارتدائها الحجاب، مما اضطرها لرفع قضية سب ضده. وعندما حكمت المحكمة في آخر الجلسة ضد الألماني وغرّمته غرامة مالية، قام بطعنها بسلاح أبيض فارقت على أثره الحياة.
وتأتي هذه الحادثة بعد أيام من تصريحات وزير الداخلية "شويبله" حول مؤتمر الإسلام وواقع المسلمين في ألمانيا. فعندما قيل له: ألا يزال الألمان يخافون من الإسلام؟ أجاب: "لا، لا أعتقد ذلك". وعندما قيل له: بناء علي نتائج استطلاع للرأي قام به معهد (ألنسباخ) ونشر عام 2006 أفاد 80 في المائة ممن أدلوا بآرائهم بأن المسلمين متعصبون، في حين أن 60 في المائة قالوا إن الإسلام دين لا يتماشى مع الديمقراطية. أجاب: "بادئ الأمر أقول بأن ثقتي في استطلاعات الرأي محدودة للغاية. كما أعتقد أن مجتمعنا تعلّم الكثير في الأعوام الماضية، فعلى سبيل المثال قلّت الأحكام المسبقة وأيضا مناهضة بناء المساجد". والظاهر أنّ على "شويبله" أن يثق أكثر في الاستطلاعات، وأنّ يقلل من ثقته في نفسه؛ لأنّ الأحداث الأخيرة كذبّته، وبينت أنه يعيش في الخيال أو أنّه يتجاهل الواقع؛ هذا الواقع الذي يبرهن على تفشي كره الإسلام والمسلمين في المجتمع الألماني حتى وصل الأمر إلى حد القتل.
فمن يتحمل المسؤولية في هذا؟ أليست سياسة ألمانيا هي السبب؟ ألم تقل المستشارة "ميركل": "على الأوربيين الدفاع عن قيمهم المسيحية في مواجهة المتطرفين الإسلاميين وأعداء الديمقراطية"، ولربما قد استجاب لها هذا الألماني فعمل بدعوتها وكانت النتيجة قتل مسلمة لأنها تلبس الحجاب.
إنّ قتل هذه المرأة المسلمة بسبب حجابها، قد كشف الحقيقة التي يخافها الساسة في ألمانيا وهي: أنّ المشكلة ليست في المسلمين إنما في غيرهم. نعم، المشكلة في الساسة الذين يدعون المسلمين إلى الحوار والتسامح والاندماج، وفي الوقت ذاته يصوّرون لشعوبهم كل مسلم ومسلمة كإرهابي وإرهابية، والمشكلة في الذين يزعمون الإيمان بقيم التنوير من مثل الحرّية والتسامح واحترام الآخر، وهم في الواقع لا يحتملون رؤية امرأة محجبة.
نعم هذه هي الحقيقة لمن أراد أن يراها. وأما لماذا لا يرى الإنسان الأشياء، فلأنه - كما قال نيتشه - يقف هو نفسه أمامها أي هو من يغطيها. والساسة الألمان بالطبع أعلم بمراد فيلسوفهم منا.
المهندس شاكر عاصم
عضو ممثل لحزب التحرير - في البلاد الناطقة بالألمانية
المكتب الإعلامي لحزب التحرير البلاد الناطقة بالألمانية |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0043 699 81 61 86 53 www.hizbuttahrir.today |
فاكس: 0043 1 90 74 0 91 E-Mail: shaker.assem@yahoo.com |