المكتب الإعــلامي
البلاد الناطقة بالألمانية
التاريخ الهجري | 12 من ذي القعدة 1431هـ | رقم الإصدار: 29 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 20 تشرين الأول/أكتوبر 2010 م |
أخيرا أعلنت ألمانيا موت التعددية الثقافية
قلنا في كتاب "الهجرة إلى ديار الغرب" الذي أصدره حزب التحرير - أوروبا سنة 2002م:
- "إنّ الذي صرّح به الغرب وأظهر العمل له هو الاندماج، لكنّ الحقيقة المخفية والغاية المبطنة التي يسعى إليها هي الذوبان".
- "إنّ سياسة الاندماج القائمة على مفهوم ثقافي مميّع، والمؤسسة على نظرة أحادية للثقافة، سياسة خاطئة ومناقضة لنفسها".
- "إنّ مقولة "اندمج أو ارحل" مقولة برزت في التسعينات، وطغت واشتهرت عقب هجوم نيويورك- واشنطن في 11\09\2001م. ويبدو أنّ هذه المقولة ستمثّل سياسة الغرب المستقبلية في التعامل مع المسلمين".
وقلنا في كتاب "الهوية الإسلامية" الذي أصدره حزب التحرير - أوروبا سنة 2009م:
كانت فكرة التعددية الثقافية فكرة رائجة في بعض الدول الغربية، وكان لها أنصارها من المفكرين والسياسيين. وكانت هذه الفكرة تسمح بهامش للمحافظة على هويّة الأفراد والجماعات، وتدعو إلى الاندماج الجزئي الذي تراه عملية طبيعية تتمّ دون جبر وإكراه. ولكن -كما قال الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس- "قد عصفت الريح بهذه الفكرة، ولم يعد الأمر محصوراً في الأكاديميين، بل شمل أيضا الساسة وكذلك كتّاب الأعمدة في الصحف؛ فكلهم يرى أن "التنوير" حصن يجب الدفاع عنه وحمايته من التطرف الإسلامي". وقد برّر الفيلسوف الفرنسي باسكال بروكنر خطأ فكرة التعددية الثقافية بزعمه أنها تؤدي إلى تفكيك المجتمع وإيجاد مجموعات متعددة معزولة عن بعضها تتّبع قيماً مختلفة. ولذلك أطلق عليها "عنصرية اللاعنصريين". وهكذا ظهر ما يسمى بالأصولية التنويرية من أجل الدفاع عن الحضارة الغربية وحماية قيم التنوير والحداثة، فمنع الحجاب في فرنسا بحجة الدفاع عن العلمانية، ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأوربيين إلى الدفاع عن قيمهم المسيحية في مواجهة المتطرفين الإسلاميين وأعداء الديمقراطية، وحذّر جورج جاينزفاين السكرتير الخاص لبابا الفاتيكان مما وصفه "بأسلمة الغرب" وطالب بمقاومة القيم الإسلامية باعتبارها خطراً على الهوية الأوروبية، وطالب حزب رابطة الشمال الدائم في إيطاليا بطرد المسلمين من البلاد، وطالب فيلدرز النائب الهولندي بترحيل ملايين المسلمين ما لم يتخلوا عن الإسلام. وعليه، فقد برزت اليوم بقوة فكرة الاندماج القسري وسياسة التذويب الإجباري الممثلة في شعار "اندمج أو ارحل" بمعنى أترك إسلامك تبق، وتمسك به ترحل. فلم يبق للآخر أي للمسلم من خيار سوى التخلي عن مميزاته وخصوصياته الحضارية والثقافية أي التخلي عن إسلامه، وتفريغ ذاته لتحلّ فيها هويّة أخرى شكّلها الغرب وفق مقاييسه وقناعاته. فالغرب لا يرضى من المسلمين أن يخضعوا لنظامه فقط، بل يريد منهم أن يتبنوا قيمه ومفاهيمه ويتخلوا عن الإسلام. لذلك، فهو يحمل حملة شعواء على كلّ ما يتّصل بديننا: على العقيدة، وعلى الشريعة، وعلى الخلافة، وعلى القرآن، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى العبادة، وعلى اللغة العربية، وعلى النقاب، وعلى الخمار، وعلى الختان، وعلى الأضحية، وعلى المساجد، وعلى الأئمة، وعلى المدارس، وعلى الأعياد، وعلى الزواج وغير ذلك...".
واليوم تؤكّد لنا كلامنا المستشارة الألمانية ميركل، وتعلن عن فشل سياسة التعددية الثقافية، وفشل نموذج المجتمع المتعدد الثقافات، مما يعني بدء عهد الاندماج القسري وسياسة التذويب الإجباري.
إنّ الواقع المأساوي الذي يعيشه المسلمون ككل في أوروبا يجعلنا نكرّر السؤال الذي سبق وسألناه في بيان صحفي بتاريخ 17\09\2007م: هل تتجدّد مأساة الأندلس؟
سؤال أجابنا عنه سنة 2010م الباحث الأمريكي الشهير جيرالد سيلنتا (Gerald Celente) -الذي صدقت معظم توقعاته من قبل-؛ إذ أكّد "أنّ التطهير العرقي ضدّ المسلمين في أوروبا سيبدأ بين عامي 2012 و 2016م". وساعتها، سيهتف المسلم قناعة ببرهان ماكسميليان روبسبير Maximilien Robespierre (أي المقصلة): عاشت الحرية، عاشت الديمقراطية.
شاكر عاصم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير
في البلاد الناطقة بالألمانية
المكتب الإعلامي لحزب التحرير البلاد الناطقة بالألمانية |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0043 699 81 61 86 53 www.hizbuttahrir.today |
فاكس: 0043 1 90 74 0 91 E-Mail: shaker.assem@yahoo.com |