المكتب الإعــلامي
البلاد الناطقة بالألمانية
التاريخ الهجري | 1 من محرم 1432هـ | رقم الإصدار: 031 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 08 كانون الأول/ديسمبر 2010 م |
الغرب وإسقاط العيوب على الآخر
أن تسقط عيوبك على الآخر، معناه أن تتهمه بفعل غير مقبول تفعله أنت، أو تصفه بصفة سلبية تتصف بها أنت. فالعدواني مثلا، يسقط مشاعر العدوانية على غيره، فيتصوّره يكيد له ليلا ونهارا، ويتربص به ليؤذيه. وهكذا، فإنّ هذا الإسقاطي يكذب الكذبة ويصدقها، فيلصق كل الأعمال الشنيعة والصفات القبيحة بالآخر، وينسى نفسه؛ لأنّه ينزّهها عن كل عيب.
ومن منطلق هذا التحليل النفسي، نستطيع أن نفهم ما يدفع بعض الأفراد والجماعات إلى كره الآخر، وإلصاق العيوب به مع تبرئة النفس.
وفي هذا الإطار، يمكن أن نفهم تصريحات وزيرة الشباب الألمانية "كريستينا شرودر" التي أرجعت استعداد الشباب المسلم في ألمانيا إلى القيام بأعمال العنف إلى جذور ثقافية، وتعني بذلك كونك تنتمي للإسلام، فهذا يعني أنّ فيك قابلية العنف.
وفي هذا الإطار أيضا، يمكن أن نفهم قبول الشعب السويسري بمبادرة طرد الأجانب الذين يرتكبون جرائم خطيرة.
وهكذا، فقد أصبح الغرب يسقط كلّ فشل على الأجانب، أي على المسلمين. فلم يفكر الغرب، حكومة وشعبا، في فشل منظومته العقدية والفكرية والاجتماعية والسياسية في استيعاب الآخر، إنما أسقط هذا الفشل على الآخر. فالغرب يقول لنا بكل صراحة ووضوح: ليست المشكلة في نظامي أو شعبي، إنما المشكلة في المسلمين.
وبكل بساطة يجد العقل الغربي التبرير المنطقي لينزّه نفسه عن الغلط، وليسنّ القوانين التي تتعارض مع أسس حضارته وثقافته.
يقرّر لنا العقل الألماني، عقل الحزب الديمقراطي المسيحي، أنّ المسلم -المتديّن أو غير المتديّن- إذا ارتكب العنف، فبدافع إسلامه؛ لأنّ دينه عنيف. وأما الألماني، فلا يميل إلى العنف، وإذا حصل منه العنف فليس بدافع ثقافته المسيحية-اليهودية (كما تسميها ميركل)، إنما بدافع آخر كالاضطراب النفسي مثلا.
ويقرّر لنا العقل السويسري، أنّ المواطن السويسري الأصلي مواطن بمواصفات أفلاطونية؛ فهو مثالي لا يسرق ولا يقتل ولا يتهرب من الضرائب ولا يحتال على أخذ المساعدات.
وأما المسلم، مواطن الدرجة الثانية، فهو يسرق ويقتل ويتهرب من الضرائب ويحتال؛ لهذا وجب تخليص "المجتمع الفاضل" من شرّه.
إنّ هذا يذكرنا بقول الفيلسوف كيكيرو (Marcus Tullius Cicero): "كلما كثرت القوانين قلّ العدل". "The more laws the less justice" وإذا قلّ العدل في دولة، انهارت تلك الدولة.
وإذا كان مارتن لوثر كينغ قد قال مرّة: "الظلم في أي مكان كان، هو تهديد في أي مكان كان"، (Injustice anywhere is a threat to justice everywhere)، فنحن نقول: "إذا ساد الظلم في مكان ما، فحتما سيظهر العدل في مكان ما".
فحتما، ستظهر دولة الخلافة، دولة العدل، وسيرى العالم أنّ غير المسلمين فيها كالمسلمين من حيث الحقوق والواجبات. فقاعدة العدل الغربي: لهم أقلّ مما لنا، وعليهم أكثر مما علينا. وأمّا قاعدة العدل الإسلامي: فلهم ما لنا، وعليهم ما علينا. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة8).
شاكر عاصم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير
في البلاد الناطقة بالألمانية
المكتب الإعلامي لحزب التحرير البلاد الناطقة بالألمانية |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0043 699 81 61 86 53 www.hizbuttahrir.today |
فاكس: 0043 1 90 74 0 91 E-Mail: shaker.assem@yahoo.com |