الجمعة، 28 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    26 من جمادى الثانية 1447هـ رقم الإصدار: 1447هـ / 034
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 17 كانون الأول/ديسمبر 2025 م

 

 

بيان صحفي

 

العنف الجنسي الممنهج ضدّ نساء السودان

لا يجدُ أي استجابة في غياب دولة تهتمُّ بشرف المرأة المسلمة

 

(مترجم)

 

 

في يوم الخميس الموافق 11 كانون الأول/ديسمبر الجاري، أفادت منظمة المبادرة الاستراتيجية للمرأة في القرن الأفريقي بتوثيقها ما يُقارب 1300 حادثة عنف جنسي ضدّ النساء في 14 ولاية سودانية منذ بدء الحرب في نيسان/أبريل 2023، حيث حمّلت قوات الدعم السريع مسؤولية 87% من هذه الحالات. ووصفت المنظمة العنف الجنسي ضدّ النساء بأنه سلاح ممنهج في النزاع، مشيرةً إلى أنه "واسع الانتشار، ومتكرّر، ومُتعمد، وغالباً ما يكون مستهدفاً". وشكّلت حالات الاغتصاب ثلاثة أرباع الحوادث الموثقة، بينما شملت 225 طفلا، بعضهم لا تتجاوز أعمارهم أربع سنوات. ووقعت الحوادث في المنازل والأماكن العامة، وشملت أيضاً احتجازاً طويل الأمد لنساء تعرّضن للتعذيب والاغتصاب الجماعي والزواج القسري.

 

وفي يوم الأحد الموافق 7 كانون الأول/ديسمبر، أفادت منظمات طبيّة سودانية بتعرّض عشرات الأطفال والنساء للاعتداء الجنسي والاغتصاب أثناء فرارهم من قبضة قوات الدعم السّريع على الفاشر في دارفور في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وفي أيار/مايو من هذا العام، أفادت منظمة أطباء بلا حدود أنّ العاملين فيها في منطقة جنوب دارفور وحدها عالجوا 659 ناجية من العنف الجنسي بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس من هذا العام فقط، أكثر من ثلثيهن تعرّضن للاغتصاب. وصرّحت منسقة الطوارئ في المنظمة، كلير سان فيليبو، قائلةً: "لا تشعر النساء والفتيات بالأمان في أي مكان، يتعرّضن للاعتداء في منازلهن، وأثناء فرارهن من العنف، وجلب الطعام، وجمع الحطب، والعمل في الحقول. ويخبرننا أنهن يُشعرن بأنّهن محاصرات".

 

إنّ ما عانته أخواتنا في السودان خلال هذا الصراع مروّعٌ ويفوق الوصف، بما في ذلك الاغتصاب أمام أطفالهن وأقاربهن، والتعرّض للتجويع والتعذيب وجميع أشكال المعاملة غير الإنسانية على أيدي المليشيات. هذا العنف الجنسي الممنهج يُذكّر بما عانته أخواتنا الفلسطينيات في سجون يهود، وما عانته أخواتنا الروهينجا على أيدي قوات ميانمار؛ وما تعرّضت له أخواتنا الكشميريات على أيدي جنود الاحتلال الهندي؛ وما عانته أخواتنا الأويغوريات في معسكرات الاعتقال التابعة للنظام الصيني...

 

لقد بيّن نبينا الكريم ﷺ للمسلمين على مرّ العصور القيمة العظيمة لكرامة المرأة المسلمة في الإسلام، والأهمية البالغة لحمايتها دائماً، وذلك عندما طرد قبيلة بني قينقاع اليهودية بأكملها من دولته في المدينة المنورة بسبب إساءتهم لامرأة مسلمة واحدة. وقد حذا قادة المسلمين في الماضي حذوه ﷺ في الدفاع عن شرف المرأة المسلمة، مثل الخليفة المعتصم الذي قاد جيشاً لإنقاذ امرأة مسلمة واحدة في عمورية بتركيا، وقد أسرها الرومان وأساؤوا لها؛ والخليفة الوليد بن عبد الملك الذي أرسل القائد العظيم محمد بن القاسم مع جيش هائل لإنقاذ مجموعة من النساء المسلمات اللواتي سجنهن الملك الهندوسي الظالم راجا داهر.

 

كيف وصلنا كأمّة إلى هذه الحالة التي تُنتهك فيها كرامة أخواتنا على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وتُستخدم أجسادهن كأسلحة حرب، ومع ذلك لا يُحرك ساكناً أي دولة أو حاكم أو جيش في بلاد المسلمين؟!! قال النبي ﷺ: «الْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». اليوم، في غياب الخليفة، ونظام الحكم الإسلامي - الخلافة على منهاج النبوة - أصبحت المرأة المسلمة فريسة لكل قوة فاسدة، بلا راعٍ يحمي كرامتها ودمها. إنّ تقسيم بلادنا إلى دول قومية، تفصل بينها حدود مصطنعة فرضها الاستعمار، جعلنا متشرذمين وضعفاء، حتى إنّه لا توجد دولة تتحرك للدفاع عن أخواتنا!

 

بصفتنا مسلمين، لا يكفي أن نذرف الدموع على محنة أخواتنا، أو أن نتألم لحالهن، بل إنّ الله تعالى يُلزمنا بالعمل على إقامة الخلافة التي ستضع حداً لهذا الكابوس الذي تعيشه أخواتنا.

 

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾.

 

 

القسم النسائي

في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0096171724043
http://www.hizbuttahrir.today/
فاكس: 009611307594
E-Mail: ws-cmo@hizbuttahrir.today

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع