بيان صحفي

دروس وعبر ربيع الأول للمسلمين عامةً، وضبّاطهم العسكريين خاصةً

(مترجم)

أيها المسلمون: إن اصطفاء محمد ﷺ رحمةً للبشرية جمعاء، خاتم الأنبياء والرسل، حدث في ربيع الأول.

روى أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي (ت: 346هـ) في كتابه التنبيه والإشراف ما يلي: "فلما بلغ محمد أربعين سنة بعثه الله عز وجل إلى الناس كافة يوم الاثنين لعشر خلون من شهر ربيع الأول... وله ﷺ يومئذ أربعون سنة وتنوزع في أول من آمن به من الذكور، بعد إجماعهم على أن أول من آمن به من الإناث خديجة".

وكتب أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك القسطلاني، القطيبي، المسري، أبو العباس، شهاب الدين (ت: 923هـ) في كتابه المواهب اللدنية بالمنح المحمدية: "ولما بلغ رسول الله ﷺ أربعين سنة... وقال ابن عبد البر: يوم الاثنين لثمان من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من الفيل. وقيل: في أول ربيع: بعثه الله رحمة للعالمين، ورسولا إلى كافة الثقلين أجمعين".

وهكذا، في ربيع الأول، بُعث رسول الله ﷺ لجميع الناس، العربي والأعجمي، الأفريقي والآسيوي، الأوروبي والأمريكي... قال عزّ وجل: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾. وكانت رسالته ﷺ رحمةً للبشرية جمعاء، وغلبةً على سائر سبل الحياة، ولو كره المشركون.

أيها المسلمون: لقد شهد ربيع الأول هِبةً أخرى، وهي هجرة رسول الله ﷺ ليقيم للإسلام دولة لأول مرة في المدينة المنورة، ينيرها بنور الهدى.

وبعد أن أخذ النصرة من قبيلتي المدينة القويتين، الخزرج والأوس، مُهدت الطريق لهجرة رسول الله ﷺ من الظلم في مكة إلى الحكم بالإسلام في المدينة المنورة.

روى البخاري في صحيحه عن ابن شهاب قال: "حدثني عروة بن الزبير... وَسَمِعَ المُسْلِمُونَ بِالْمَدِينَةِ مَخْرَجَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْ مَكَّةَ... فَتَلَقَّوْا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بِظَهْرِ الحَرَّةِ، فَعَدَلَ بِهِمْ ذَاتَ اليَمِينِ، حَتَّى نَزَلَ بِهِمْ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَذَلِكَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ".

وروى ابن حبان في صحيحه عن البراء "أَنَّ قُدُومَهُ ﷺ الْمَدِينَةَ كَانَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ".

وقال الطبري في كتابه (تاريخ الرسل والحكّام): حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قال: قدم رسول الله ﷺ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ

فكان ربيع الأول هو الشهر الذي تولى فيه رسول الله ﷺ الحكم، فتمّ إنشاء أول دولة إسلامية، ما سمح بتطبيق الإسلام بكل مجده.

أيها المسلمون: فليكن ربيع الأول وما شهده من خيرات ملهمنا لإعلاء رسالة الإسلام عزاء للمظلومين وتحذيراً شديداً للحكام الظالمين. وليمنحنا شكر نعمته الصبر والثبات في مسيرتنا نحو الإسلام، رغم ظلم الحكام المستبدين. فلندع حبنا لرسول الله ﷺ يدفعنا إلى إزالة حدود القومية الزائفة التي قسمتنا إلى أكثر من خمسين دولة، وتوحيدنا في دولة خلافة واحدة تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.

أيها الضباط العسكريون المسلمون: فلتكن هجرة رسول الله ﷺ التي شهدها ربيع الأول حافزا لكم لإعطاء النصرة لإقامة الخلافة على منهاج النبوة.. فلنجتهد من أجل عودة الأمة، شاهدة على البشرية جمعاء، تطبق الإسلام كدولة، وتحمل هدايته بحيث تسود سائر سبل الحياة.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان