المكتب الإعــلامي
ولاية السودان
التاريخ الهجري | 12 من رجب 1439هـ | رقم الإصدار: ح/ت/س/ 34/ 1439 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 30 آذار/مارس 2018 م |
كلمة الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
في مهرجان أشبال الخلافة الثاني بالخرطوم
الحمد لله معز المؤمنين، ومذل الطغاة الجبارين، ومخزي الكافرين والمنافقين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، سيدنا وحبيبنا، وقرة أعيننا، محمد بن عبد الله، صلوات ربي وتسليماته عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أيها الجمع الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إننا في حزب التحرير/ ولاية السودان، إذ نذكّر بفرضية الخلافة؛ تاج الفروض المفقود، الذي نحيي، في هذا الشهر الحرام؛ رجب الفرد، ذكرى هدمها من قبل الغرب الكافر المستعمر، بمساعدة بعض خونة الترك والعرب، إنما نريد أن نقول للأمة الإسلامية، إنك تعيشين وضعاً غير طبيعي، فالله سبحانه أمرنا أن نحكم بالإسلام، وما أنزل من أحكام، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾، فخالفنا أمره وحكمنا بأنظمة الغرب الكافر، في سياستنا واقتصادنا وغيرهما من أنظمة الحياة، بل سمحنا للكافر أن يتدخل حتى في تفاصيل أحكام الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة، لنغيرها على هوى ضلالات الكافر، والنبي e قد حدد لنا نظام حكمنا، فقال إنه خلافة، قال عليه الصلاة والسلام: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ تَكْثُرُ» قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «فُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ»، ثم رضينا بالنظام الجمهوري؛ دكتاتورياً كان أم ديمقراطياً، فالمحصلة واحدة، حكم بغير ما أنزل الله، وإبعاد لأحكام الله سبحانه، والتي جاءت في كتابه وسنة رسوله e.
والله طلب منا أن نكون أمة واحدة، فقال جل شأنه: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون﴾، فارتضينا التمزيق في ظل دويلات الضرار الكرتونية، كل مجموعة من المسلمين بوطنيتهم فرحون، فتسربلنا بالذل، وتوشحنا بالهوان، وصرنا في ذيل الأمم، بعد أن كنا قادتها وسادتها عندما كانت لنا دولة خلافة، دستورها كتاب الله، وسنة رسوله e، ورايتها راية العقاب، راية رسول الله e، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، خلافة تخرج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام وعدله بإذن ربها.
أيها الجمع الكريم:
إن ما قدمه أشبال الخلافة اليوم، ورأيتموه، وتفاعلتم معه، والذي يأتي في إطار فعاليات الذكرى السابعة والتسعين لهدم الخلافة، هو عمل يثلج الصدور، ويقر الأعين، ويشحذ الهمم، همم الرجال والنساء، من أجل العمل الجاد لاستئناف الحياة الإسلامية، بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة...
فقرات ملأت النفوس حماسة، ولفتت الأنظار إلى حالة الضياع والذل التي تعيشها الأمة، في ظل ضياع الخلافة والإمام الجُنّة، صغار يتفاعلون مع قضية الأمة المصيرية، يحركون المشاعر، ويوقظون العقول والنفوس، ويرسلون النداءات إلى علماء الأمة؛ ورثة الأنبياء، ليقفوا مع الحق ويناصروا حملة الدعوة، لاستئناف الحياة الإسلامية، بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
ويرسلون النداءات إلى أهل القوة والمنعة، لنصرة العاملين لإعادتها خلافة راشدة على منهاج النبوة، يعز بها الإسلام وأهله، ويذل بها الكفر وجمعه.
ونداء أخير إلى الأمة الإسلامية؛ أن تقوم كل جماعة فيها، بل وكل فرد، بواجبه الشرعي حتى يكلل الله مساعي الجميع بالنصر والتمكين، فقد وعد الله عباده المؤمنين بالخلافة والتمكين، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
وحتى تتحقق بشرى الحبيب محمد e، الذي يقول إنها ستكون خلافة على منهاج النبوة بعد الحكم الجبري الذي تعيش في رمضائه الأمة الإسلامية اليوم، إذ يقول عليه الصلاة والسلام: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ قَالَ».
فإلى عز الدنيا، ورضوان من الله أكبر، ندعوكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ولاية السودان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية السودان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة الخرطوم شرق- عمارة الوقف الطابق الأرضي -شارع 21 اكتوبر- غرب شارع المك نمر تلفون: 0912240143- 0912377707 www.hizbuttahrir.today |
E-Mail: spokman_sd@dbzmail.com |