- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
متى سيتوقف الكذب على أبناء الأمة؟
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا". متفق عليه.
أيها الأحبّة الكرام:
إن الكذب لجريمة وأي جريمة؟ فهو صفة ذميمة، يذهب بالأخلاق وبالمروءة، ويدفع إلى الخسة والنذالة والدناءة، يؤدي بصاحبه إلى الفجور، فهو منكر عظيم، لذلك نهى عنه الشرع أشد النهي، واعتبره من أخطر الذنوب، فعندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن جبانا؟ قال: نعم. فقيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم. فقيل له: أيكون المؤمن كذاباً؟ قال: لا. وقال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ)، أي لا أحد أظلم ممن كذب على الله وعلى دينه.
أيها المسلمون:
لقد سجل واقع الأمة هذه الأيام حالات للكذب لم يعرف المسلمون مثلها من قبل، فمنذ هدم دولة الخلافة، والكذب على هذه الأمة لم يتوقف، ومع اشتداد الهجوم على الأمة ودينها ازداد الكذب عليها، ووصل عند حكامها أن أصبحوا لا يأبهون أكان الناس يصدقونهم أم لا؟ فوالوا الأعداء من أمريكان وروس في الشام جهارا نهارا، حتى ألحقوا بأهلنا الهزيمة، ولم يقف أمر الكذب عند الحكام؛ بل طال العلماء ليكذبوا على الله ورسوله وعلى المسلمين متوسمين بآيات القرآن زورا وبهتانا، وكانت ثالثة الأثافي ما اقترفته بعض الحركات الإسلامية من كذب على أبناء الأمة، فادعت أنها تعمل للإسلام ولتغيير الواقع، وإذا بها تخضع لما خضع له أسلافها من الحركات الوطنية، فوالت الحكام العملاء، وتنازلت عن الأحكام، وأصبحت تسير على خطى من باع وخان. فمتى سيستفيق هؤلاء من غيبوبتهم، فيعلموا إنّما يكذبون على أنفسهم؟ متى سيعملون عملا يرضي ربهم؟ متى سينصرون العاملين المخلصين لإعادة حكم الله في الأرض، لإقامة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم