- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
يسروا ولا تعسروا
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا"
حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا شعبة قال: حدثني أبو التياح عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا".
أيها الأحبّة الكرام:
إن هذا الدين من رب العالمين وليس من وضع بشر، وفيه الخير الذي لا يوجد في أي دين أو قانون أو عرف، وبمجرد دخول الإنسان فيه ونطقه بالشهادتين تغشاه الطمأنينة والراحة والدعة، فتذرف عيناه بالدموع، ويتفطر قلبه كمدا على الأيام الخالية وعلى هذه السعادة التي غمرته، ويزداد القلب طمأنينة بعد طمأنينة وراحة بعد راحة عندما يبدأ بتلمس أحكامه التي تشفي العليل، تلكم الأحكام التي تفيض بركاتها فتفتح طريق الجنة واسعا، بل وتقلع من أمامها كل صخرة تعترضها. وهذا الحديث الذي بين أيدينا واحد من هذه الأحكام التي تعطي المسلم راحة عندما يدعو إلى التيسير في تطبيق الأحكام وإلى الابتعاد عن التعسير فيها، فيتبع ما رخص الشارع فيه وما سهل، فيصلي قاعدا مثلا عند الحاجة، فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا خير بين شيئين اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً.
أيها المسلمون:
إن التيسير لا يعني بحال من الأحوال ترك الأوامر أو فعل النواهي كما يخطر على بال البعض، إلا أن توجد رخصة شرعية في ذلك كترك الصوم في السفر، وعدم القيام في الفريضة للعذر، وما نراه من بعض المسلمين وبعض قادة الحركات الإسلامية من ترك للفروض وتبرير لفعل الحرام متوسلين بهذا الحديث لا ينتمي لشرع الله بشيء، ولا يجوز بحال من الأحوال القبول بفعل الحرام بحجة أن الواقع مرير، ولا يجوز ترك الفروض وعلى رأسها العمل لإقامة خلافة المسلمين بحجة أن الحكام مجرمين لن يسمحوا بإقامتها، فلا يسمى ترك العمل لإقامتها تيسيرا ولا يسمى التلبس بالعمل لإقامتها تعسيرا، بل هو فرض من الله طلب الله إيجاده.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم