- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
يا أحمد الشرع! احذر من أردوغان، فلا يُرجى منه خير مطلقا!
الخبر:
في مشهد سياسي لافت، استضاف الرئيس التركي أردوغان يوم الثلاثاء رئيس سوريا المؤقت أحمد الشرع في العاصمة أنقرة. وأعلن أردوغان أن هذه الزيارة تمثل بداية فترة جديدة من الصداقة والتعاون الدائمين، مؤكداً أن بلاده لن تتخلى عن موقفها الداعم لوحدة سوريا. (VOA التركية، 2025/02/04م)
التعليق:
يبدو أن الولايات المتحدة قد أوكلت إلى أردوغان مهمة تحويل رئيس الإدارة الجديدة في سوريا إلى مسخ علماني يشبهه سياسياً، بينما أوكلت إلى السعودية مهمة دعمه اقتصادياً. ومن المعروف أن أردوغان لعب دوراً رئيسياً في محاولة إجهاض الثورة السورية وفي الحيلولة دون الإطاحة بطاغية دمشق. والآن، تريد أمريكا من خلاله دفن الثورة السورية نهائياً وصب الخرسانة عليها، من خلال تحويل أحمد الشرع إلى زعيم يمكنه خداع شعبه عند الضرورة باستخدام الخطاب الإسلامي، بينما هو في الحقيقة علماني بحت مثل أردوغان. إن أردوغان هو الأنسب لأداء هذا الدور، فقد سلك الطرق نفسها وخاض التجارب ذاتها. ومن يتذكر فترة توليه رئاسة بلدية إسطنبول يعرف جيداً كيف بدأ وأين وصل، وكيف مر بتحولات وتغيرات كبيرة.
إن أمريكا التي اكتشفت أردوغان في أيامه الأولى أو خلال فترة رئاسته لبلدية إسطنبول، استطاعت من خلاله القضاء على الخطاب الإسلامي ودعوات إقامة الدولة الإسلامية التي كان يرفعها الأتراك، وخاصة أعضاء حزب الرفاه. كما أقصت المؤسسات والجهات المؤيدة للإنجليز والبيئة السياسية المتبقية من الحقبة البريطانية في تركيا. ويبدو أنها تتبع الأساليب والطريقة نفسها مع أحمد الشرع. قد يكون التغيير الذي طرأ على أردوغان غير ملحوظ للبعض، لكن التغيير الذي سيحدث مع أحمد الشرع سيكون بارزاً وواضحاً. الجميع يعلم ويتذكر كيف نجح أردوغان في تحويل أعضاء حزب الرفاه ذوي الخطاب الإسلامي وحتى عامة المسلمين عن نهجهم السابق.
لذلك يا أحمد الشرع! لا تنتظر خيراً من أردوغان، فهو لن ينقل لك إلا تجربته السياسية العلمانية. عندما زار مصر عام 2011 إبان الثورة، نصح المصريين بدستور علماني وأكد لهم أن العلمانية ليست معادية للدين، داعياً إياهم لعدم الخوف منها. حاول آنذاك نقل تجربته العلمانية للمصريين، لكنها باءت بالفشل. ربما لم ينجح أردوغان في مصر، لكن فرص نجاحه في سوريا تبدو أكبر.
لذلك، على الإدارة الجديدة في سوريا أن تبتعد تماماً عن أردوغان وأن تتصرف وفق تطلعات وآمال الشعب السوري. يجب أن تتذكروا أن السوريين منذ عام 2011 قدموا تضحيات جسيمة، وبذلوا دماءهم وأرواحهم من أجل الإسلام والدولة الإسلامية، وليس من أجل العلمانية. قد يكون بعضهم فقد أفراداً من عائلته في سبيل الإسلام، وقد ثاروا ضد النظام البائد في دمشق لأجل الإسلام لا لأجل العلمانية. ومنذ اليوم الأول، كان تدفق ضباط المخابرات التركية والمسؤولين والدبلوماسيين الغربيين إلى دمشق ليس إعجاباً بشكلكم، بل لأجل توجيهكم نحو العلمانية وانتزاع تعهد منكم بتطبيقها.
ختاما فإن سوريا لن تنهض من تحت الرماد إلا بالإسلام، وأي بديل آخر سيؤدي بها إلى الهلاك تحت أنقاضها. لذلك، نؤكد مرة أخرى على الإدارة الجديدة في سوريا أن تبتعد تماماً عن أردوغان، وإلا فإنهم بمرور الوقت سيتحولون إما إلى نسخة من أردوغان أو إلى نسخة من الطاغية السابق الأسد، ولا خيار ثالث أمامهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إرجان تكين باش