- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تدير ظهرها لأوروبا
الخبر:
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، على بدء المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
كما أعلنت الرئاسة الأوكرانية عن اتصال هاتفي بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، عقب مكالمة مماثلة بين ترامب وبوتين.
وقال زيلينسكي، إنه ناقش مع ترامب إعداد وثيقة جديدة تتعلق بالأمن والتعاون الاقتصادي والشراكة بالموارد.
وفي أول رد فعل على تصريحات ترامب، أكد وزراء خارجية إسبانيا وألمانيا وفرنسا، أن أي قرار حول أوكرانيا "لا يمكن اتخاذه بمعزل عن كييف ومن دون مشاركة الأوروبيين" (بي بي سي)
التعليق:
انطلق الرئيس الأمريكي الجمهوري الجديد دونالد ترامب لتنفيذ طموحه في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وحده، دون الرجوع إلى (حلفائه) الأوروبيين، وهذه ليست المرة الأولى التي تدير فيها أمريكا ظهرها لحلفائها، كما فعل بوش في الحرب الثانية على العراق عام 2003م، وكما فعلت بقرار انسحاب قواتها من أفغانستان عام 2021م، وها هي تبدأ مفاوضاتها مع روسيا لوقف تلك الحرب من وراء ظهر أوروبا؛ كما صرّح بذلك بعض الساسة الأوروبيين.
انطلق ترامب في مشروعه هذا من عقليته التجارية، لتحقيق مصالح اقتصادية لأمريكا، فقد أرسل وزير الخزانة الأمريكي إلى أوكرانيا "لاسترداد الأموال الأمريكية" التي قدّرها بحوالي 350 مليار دولار، وسيأخذ مقابلها من المعادن الأوكرانية الثمينة كما صرّح بذلك.
ولقد صرّح الرئيس الأوكراني زيلينسكي باستعداد بلاده لتبادل أراض مع روسيا، ليضمن بذلك استرداد أراض أوكرانية تحتوي على تلك المعادن، بمبادلتها بأراض أخرى.
وهذا يعني تقديم تنازلات لروسيا لتوافق على وقف تلك الحرب، من تلك التنازلات عدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، وعدم العودة إلى حدود ما قبل عام 2014م، أي عدم البحث في عودة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا، ما أثار غضب الأوروبيين، وجعلهم يصفون مشروع ترامب لوقف تلك الحرب بأنّه تنازُلٌ لروسيا، وأنّ هذا المشروع هو ضدّ أوكرانيا وأوروبا.
هكذا هو المبدأ الرأسمالي، مبدأ فرديّ، يجعل من المصلحة والمنفعة مقياساً للأعمال، دون نظر لأية قيمة أخرى، وجاء ترامب بعقليته التجارية ليكشف الوجه الحقيقي لأمريكا وللمبدأ الرأسمالي.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – ولاية الأردن