الثلاثاء، 11 رمضان 1446هـ| 2025/03/11م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إنها ليست قمة عربية طارئة، بل قمة للخيانة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

إنها ليست قمة عربية طارئة، بل قمة للخيانة

 

 

الخبر:

 

اجتمع قادة الدول العربية في القاهرة، عاصمة مصر، في 4 آذار/مارس 2025. وكان البند الرئيسي في جدول أعمال قمة جامعة الدول العربية الاستثنائية هو التطورات الأخيرة في فلسطين وغزة. (موقع الاستقلال الإخباري، 04/03/2025م)

 

التعليق:

 

من المعروف أنه بعد أسبوعين فقط من وصول ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير، عقد أول لقاء له في 4 شباط/فبراير مع رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو. وخلال المؤتمر الصحفي المشترك عقب الاجتماع، أزال ترامب القناع عن مخططاته، معلناً أن أمريكا ستتولى السيطرة على غزة، وأن الفلسطينيين سيتم تهجيرهم قسراً إلى مصر والأردن، مضيفاً أن غزة ستصبح "ريفيرا الشرق الأوسط".

 

وسرعان ما جاءت تصريحات باهتة من الدول العربية، وخاصة مصر والأردن، تقول إن تصريحات ترامب "غير مقبولة". وليس ذلك بسبب تشريد أهل غزة من أرضهم أو استيلاء ترامب وكيان يهود الغاصب عليها، بل لأن تهجير مليوني فلسطيني قد يشكل تهديداً لبقائهم. ولهذا أصيبوا بالذعر، فسارع ملك الأردن إلى البيت الأبيض، رغم إدراكه أنه قد يتعرض للإهانة، أو ربما متقبلاً ذلك، فقط ليستجدي ترامب أو ليعرف تفاصيل مخططه.

 

لاحقاً، لمح ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو إلى أنهما قد يتراجعان عن خطتهما القسرية إذا قدمت الدول العربية بديلاً مقبولاً. بناءً على ذلك، اجتمع قادة سبع دول عربية في قمة مصغرة طارئة في الرياض يوم 21 شباط/فبراير، لمناقشة ما يُقال إنه "خطة مصرية" طُوّرت بالتعاون مع أمريكا، لكنها في الحقيقة خطة أمريكية وضعتها واشنطن وتريد تمريرها للعرب عبر مصر، أو بالأصح، هي خطة أمريكية تُطرح على المسلمين وكأنها "مبادرة عربية" لإقناعهم بقبولها.

 

وقد تم تقديم الخطة إلى بقية الدول العربية. ومن المؤكد أن الدول الموالية لبريطانيا وفرنسا كالجزائر وتونس قد أدركت الخطة، وهذا ما دفعها إلى الإعلان عن عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي انعقدت في القاهرة. الموضوع الأساسي للخطة الأمريكية المصرية، كما تم تسريبه إلى الصحافة المصرية والعربية، هو نزع سلاح المجاهدين في غزة بحيث لا يشكلون تهديداً لكيان يهود مرة أخرى. بعبارة أخرى، الهدف الرئيسي للخطة هو ضمان أمن كيان يهود، وليس معالجة معاناة أهل غزة من الجوع والفقر والقتل. وكما هو واضح من التسريبات، فإن مسألة إعادة إعمار غزة ليست سوى إضافة تجميلية، أي أنها بمثابة رشوة لحمل المسلمين على القبول بنزع سلاح المجاهدين، لا أكثر.

 

كان من المتوقع أن يتم تقديم الخطة الأمريكية المصرية إلى الدول العربية في 27 شباط/فبراير، لكن نظراً لعدم اكتمال الاستعدادات اللازمة، تم تأجيل القمة العربية الطارئة إلى 4 آذار/مارس. ومن السذاجة أن نتوقع أو نأمل أن تكون القرارات التي ستصدر عن هذه القمة في صالح أهل غزة. ومن قلة الفطنة أيضاً أن نعتقد أنها نظمت لمناقشة مستقبل أهل غزة. كما ذكرت، فإن القضية الأساسية هي تجريد غزة من المجاهدين، كي لا تشكل تهديداً لكيان يهود مرة أخرى.

 

يبدو أن خطة ترامب التي كشف عنها في 4 شباط/فبراير لم تكن سوى خطوة لخلق ضغط سياسي. فبما أن كيان يهود فشل في القضاء على المجاهدين في غزة، فإنه الآن يحاول تمرير المهمة إلى الدول العربية، ليصبح تفريغ غزة من المجاهدين مسؤوليتهم.

 

وعليه، فإن على المسلمين، سواء تعلق الأمر بالخطة المصرية أو الأمريكية المصرية، أن يتنبهوا إلى مخرجات قمة جامعة الدول العربية الطارئة، وأن يدركوا أنها لن تصب في صالحهم قيد أنملة. فمخرجات هذه القمة ستكون عبارة عن قرارات لتصفية غزة في أضيق الحدود، وتقديم غزة وكل فلسطين على طبق من ذهب في أوسع الحدود، بل وستفتح الباب للتطبيع مع كيان يهود. ولا سبيل لإيقاف هذه الخطة إلا بمقاومة المسلمين، والفلسطينيين على وجه الخصوص، وتحديهم لها.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أرجان تكين باش

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع