- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
صفعة كيان يهود لأنظمة التطبيع
الخبر:
أعلن الأردن، بحسب ما ذكرته الجزيرة على موقعها، وأوردته العديد من مصادر الأخبار، أن وفد وزراء خارجية عرب أجّل زيارته إلى رام الله، بعد رفض كيان يهود دخول الوفد عبر أجواء الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الخارجية الأردنية إن قرار كيان يهود منع زيارة الوفد إلى رام الله ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمسؤولين الفلسطينيين يمثّل خرقا فاضحا لالتزاماته بصفته القوة القائمة بالاحتلال.
كما اعتبر الوفد - المنبثق من اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة - بأن تعطيل الكيان لزيارة رام الله يعكس حجم غطرسة حكومته، وعدم اكتراثها بالقانون الدولي، كما أن سياسته غير الشرعية تقوّض فرص تحقيق السلام العادل والشامل.
التعليق:
لم يعكس سلوك كيان يهود بمنعه دخول وزراء الخارجية العرب غطرسته، وعدم اكتراثه بالقانون الدولي فقط، كما وصفه بيان وزارة الخارجية الأردنية، بل إنه عكس قبل ذلك مدى الذل والهوان الذي وصلت إليه تلك الأنظمة، ومدى استخفاف كيان يهود بها أكثر من استخفافه المعتاد بالقانون الدولي.
ومع وقاحة هذا الكيان المشهودة، فإن أكبر المبررات لتلك الوقاحة هي ما جنته هذه الأنظمة بأيديها وما استجلبته لنفسها من الذل حتى دفعته دفعا لعدم احترامها، وذلك بمواقفها المخزية، حين تركته يمارس الهدم والقتل والإبادة لأكثر من خمسين ألفا من أهل غزة على مدى أكثر من عام ونصف، لم تستطع خلالها إدخال شربة ماء دون الحصول على إذن منه، بل وشاركته الحصار، ولذلك لم يكن مستغربا ذلك الإطار المهين الذي وضعه الكيان للعلاقة معها.
قبل أيام، نقل عن أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية، قوله (إن قطع العلاقات مع إسرائيل ليست سياسة حكيمة)، معللا، كما يعلل ويدعي المطبعون، أنه (بدون علاقات دبلوماسية وتواصل، سيكون من المستحيل الحصول على أي شيء من إسرائيل)، ولم يلبث الكيان إلا قليلا حتى كذّب بالأمس ادعاء أبو الغيط ووجه صفعة للدول المطبعة تحديدا، أو المقبلة على التطبيع كالسعودية بمنع وزرائها من دخول الأراضي المحتلة.
إن الكيان لا يرفض دخول هؤلاء الوزراء، وهم الذين يدخلون بإذنه ويمرون تحت ظل بنادقه، لأنهم يحملون معهم لأهل فلسطين شيئا جديدا أو نصرا مجيدا، فغاية ما عندهم هو ما يجترونه منذ عقود من بقايا خطة سيدتهم أمريكا بحل الدولتين، ورغبتهم في ادعاء الفعل من خلال مساندة سلطة آيلة للسقوط، وإنما يرفض الكيان مجيئهم لأنه يرفض فكرة الدويلة الفلسطينية التي يعمل على دفنها، كما يرفض أن يكون للسلطة الذليلة حق الدعوة لضيف دون إذنه، والخلاصة أن هذا الكيان، وهو كيان من ضربت عليهم الذلة، بات يمارس الإذلال عندما وجد في تلك الأنظمة من هو أكثر ذلا منه، وسيبقى يقوم بذلك حتى يأذن الله بعزة الأمة وزوال الأذلاء من حكامها. ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف أبو زر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)