- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
سياسة فرق تسد
الخبر:
قال رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو، الخميس، إنه حدد ما وصفه بسياسة واضحة تجاه سوريا وهي نزع السلاح جنوبي دمشق من الجولان حتى جبل الدروز. (الجزيرة نت)
التعليق:
إن الأساس العقائدي الاستراتيجي لكيان يهود يقوم أصلا على فكرة (إسرائيل الكبرى)، وطبعا فهو يفضل أن تحده مناطق منزوعة السلاح وأهلها ليسوا عربا ولا سنة، باعتبار أن السيطرة على العرقيات الصغيرة برفع وتيرة النعرات الطائفية والعرقية يوفر له حزاماً حليفا يضمن له حدودا آمنة وحائط صد أولياً مقابل حماية تلك العرقيات ودعم خارجي يساعدها على العيش، أو إدارة ذاتية أو حكم لا مركزي خارج عن سلطة حكومة دمشق.
وهذا ما نلاحظه من توجه الدول لإبعاد حكومة دمشق عن الاهتمام بالشؤون الداخلية وإيجاد رأي لها مطاع وقوي، بمعنى إبقائها ضعيفة تسوقها رياح الغرب لتخطو خطوات بين خيارين أفضلهما سيئ وكلاهما يصبان في مخطط الغرب وكيان يهود.
إن ما يحدث في السويداء اليوم هو ضمن مخطط غربي يعتمد على استراتيجية الفوضى المدارة تارة للوم الحكومة والفصائل غير المنضبطة كما يسمونها، وتارة من باب التدخل الخارجي لحماية العرقيات الصغيرة وسوق المنطقة إلى فرض حكم لا مركزي، على أفضل الأحوال يفضي إلى منطقة منزوعة السلاح محاطة بنقاط أمنية بسلاح فردي، وقد يكون من أهل المنطقة، أو من الحكومة لا فرق.
ويمكن أن تكون خارج هذه الحسابات حيث جاءت في توقيت مريب حينما تصاعد الضغط الدولي على كيان يهود في غزة، وتوجيه الأنظار إلى المناطق الحدودية لصرف الأنظار عن قلب الدولة أو مسألة يراد تمريرها، فتترك الأمور حتى تصل حد الانفجار وخاصة بعد سحب الجيش والسلاح الثقيل حتى تتأزم الحالة، ثم تضرب الدولة بيد من حديد، فتستعيد كل شيء؛ وبذلك تكسب الرأي العام، وتكون قد حققت ما أرادته وظهرت بأنها الضامن الوحيد للاستقرار في البلاد، وأنه لا يمكن تقسيم البلاد، ولا تقبل الحكومات اللامركزية.
وكلها احتمالات، ولكن مع الأسف جميع هذه الاحتمالات تصب في خانة كيان يهود والأجندة الغربية مع وجود حكومة ضعيفة لا تقدر على قيادة الدولة.
يا أهل الشام: إن ثورتكم سرقت وحكومتكم يزداد ضعفها، وإذا ما بقي هذا حالها، فإن الشام تضيع وتقضم خطوة خطوة، وإن مطامع كيان يهود كبيرة جدا، فهو يستغل الظروف التي يعيشها في حالة غفلتنا والدعم المطلق من الغرب، ويحكم الخناق علينا، ويأمل بالحصول على أكثر مما يحلم به فأحلامه كثيرة من ممر داوود إلى أخذ المنطقة برمتها.
إن تغيير هذا الحال هو بأيدي أهل الشام الأشاوس الذين رفضوا الذل والهوان، ورفضوا العبودية وقالوا هي لله هي لله. اليوم وجب على كل مخلص أن ينظر بعين الراعي المبصر، وأن نتكاتف يدا بيد لتعديل البوصلة، ولو تطلب هذا الأمر ثورة ثانية، فإن السكوت عن الحق اليوم ندفع ثمنه غدا دماً من أطفالنا وأهلنا يراق على غير هدى.
أيها المسلمون: إن زمان الخلافة الراشدة التي وعدنا الله سبحانه بها قد آن أوانها فأين نحن منها؟
إن ما يجري اليوم في البلاد الإسلامية وخاصة في بلاد الشام يلزمنا أن نزيد العزم، ونغذ السير مع أهل العزائم، لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فإنها الحل الوحيد لكل مشاكلنا، نسأل الله أن نكون من رجالها، وأن نكون من المستخلفين لا من المستبدلين، ونعيد للإسلام عزه، ونضعه موضع التطبيق لنحكم به العالم، وننشر نور الإسلام في ربوعه.
قال تعالى: ﴿وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نبيل عبد الكريم