الخميس، 29 محرّم 1447هـ| 2025/07/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الموافقة الأمريكية ليست معياراً للقرار السياسي للأمة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموافقة الأمريكية ليست معياراً للقرار السياسي للأمة الإسلامية

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في 17 تموز/يوليو 2025، نقلت صحيفة داون عن رويترز: "أعلن البيت الأبيض يوم الخميس عدم وجود زيارة مقررة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى باكستان في الوقت الحالي بعد تقارير واسعة النطاق عن هذه الزيارة. وفي وقت سابق من اليوم، أفادت بعض القنوات التلفزيونية المحلية، نقلاً عن مصادر، أنه من المتوقع أن يزور ترامب باكستان في أيلول/سبتمبر. وذكرت القنوات الإخبارية أن ترامب سيزور الهند أيضاً بعد وصوله إلى إسلام آباد في أيلول/سبتمبر. وسحبت القنوات تقاريرها لاحقاً". (داون نيوز)

 

التعليق:

 

تعتقد المؤسسة العسكرية الباكستانية أن إدارات أمريكا الجمهورية متعاطفة ومرحبّة بباكستان عموماً، على عكس الإدارات الديمقراطية التي تنتهج سياسة عدائية. على سبيل المثال، لم يلتقِ الرئيس بايدن بأي قائد باكستاني. كما لم يُجرِ اتصالاً هاتفياً مع أيٍّ من رئيسي وزراء باكستان، عمران خان وشهباز شريف، خلال فترة رئاسته التي استمرت أربع سنوات. وقد اعتُبر ذلك إهانةً في باكستان.

 

يعتقد قائد الجيش الباكستاني، عاصم منير، وقادة عسكريون آخرون، أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض أتاحت لباكستان فرصةً لإعادة ضبط علاقاتها مع أمريكا، التي تجمدت فعلياً خلال ولاية بايدن، الذي أسند إدارة العلاقات مع باكستان إلى البنتاغون. وفي هذا السياق، وضع عاصم منير استراتيجيةً لإرضاء ترامب، إذ بات معروفاً على نطاق واسع بين القادة الوطنيين ورؤساء الدول أنه يُحب القادة الذين يشيدون به، ويطيعون رغباته، ويساعدونه على كسب رضا قاعدته الانتخابية.

 

لكسب ود ترامب، وافق عاصم منير على طلب ترامب بالقبض على العقل المدبر المزعوم لهجوم مطار كابول في آب/أغسطس 2021، الذي أودى بحياة ثلاثة عشر جندياً أمريكياً وتسليمه. وإدراكاً منها لاهتمام ترامب التجاري بالعملات المشفرة، أعلنت باكستان عن تشكيل مجلس باكستان للعملات المشفرة، وزار رئيس المجلس، بلال بن ثاقب، البيت الأبيض وعقد اجتماعاً مفصلاً مع روبرت هو هاينز، المدير التنفيذي لمجلس ترامب للأصول الرقمية. تلا ذلك زيارة الجنرال عاصم منير للبيت الأبيض ولقائه بترامب، حيث وعد بدعم باكستان لخطة أمريكا لبناء شرق أوسط جديد.

 

يُدرك جنرالات باكستان أيضاً اهتمام أمريكا بالمعادن الأرضية النادرة، ويدعون إلى الاستثمار الأمريكي في قطاع التعدين الباكستاني. كما أعلنت باكستان بسرعة عن نيتها التفاوض على تسوية مع إدارة ترامب والتوصل إلى اتفاق تجاري بعد إعلان ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 29% على باكستان. كما رشحت باكستان رسمياً ترامب لجائزة نوبل للسلام تقديراً لـ"حنكته السياسية المتميزة"! وهو إعلان أثار غضباً واسعاً ضد حكام باكستان. والآن، يأمل حكام باكستان في زيارة ترامب لباكستان، ويعتبرونها إنجازاً وشرفاً عظيماً لهم!

 

إنها لخيانة عظمى وعارٌ وإهانةٌ أن يسارع حكام باكستان العسكريون إلى خدمة أمريكا ورئيسها ترامب، أملاً في كسب رضاهم. وتتناقض سياسة الاسترضاء هذه التي ينتهجونها تجاه أمريكا تناقضاً صارخاً مع الرأي العام الباكستاني. فمسلمو باكستان يكرهون ترامب ويعتبرونه، هو وسلفه بايدن، سفاحي غزة. وقد صُدم مسلمو باكستان عندما رأوا قائد جيشهم يتناول الغداء مع الرئيس الأمريكي، الذي يُشرف على هجوم كيان يهود على إيران ويدعمه.

 

الفرق بين حكام باكستان الذين يسارعون لخدمة المصالح الأمريكية، وبين مسلمي باكستان الذين يرغبون في محاربة أمريكا وحلفائها الهند وكيان يهود الغاصب، واضحٌ جليّ للجميع. باكستان جاهزةٌ للثورة. ومسلمو باكستان، كما المسلمون في كل مكان، شعروا بالرعب من مذبحة غزة، ويُحمّلون حكام المسلمين مسؤولية فشلهم في حشد جيوشهم لتحرير فلسطين ونصرة إخوانهم.

 

هناك رغبة عارمة في باكستان للتخلص من حكامها عملاء أمريكا. وقد منحت ثورتا سوريا وبنغلادش المسلمين في باكستان أملاً في قدرتهم على التخلص من حكامهم. العنصر الوحيد المفقود للثورة في باكستان ضد هؤلاء الحكام هو قرار القوات المسلحة الباكستانية القوية بالتصرف بحزم لصالح الرأي العام في باكستان وتبني قيادة جديدة ورؤية جديدة لباكستان، خالية من العبودية لأمريكا والتبعية لنظامها العالمي. لقد منح انتصار باكستان الأخير على الهند الجيش الثقة في قدراته. وإن قوته كافية لبناء شرق أوسط جديد قائم على وحدة جميع البلاد الإسلامية في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. هذه هي الرؤية التي ندعو جميع المسلمين للعمل من أجلها. قال الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يحيى مالك – ولاية باكستان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع