- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كأس العرب إلهاء للشعوب وتكريس للقطرية والتمزق
الخبر:
تنعقد في الظروف الراهنة مباريات كأس العرب لكرة القدم في قطر، بين 1-18 كانون الأول/ديسمبر 2025، ويطلقون عليها أيضاً وصف مونديال العرب. ويشارك فيها منتخبات من 16 دولة تتضمن دولاً أفريقية وآسيوية تأهلت للبطولة. (بي بي سي).
التعليق:
الأمة تنزف وكثير من أبنائها منشغلون بمتابعة مباريات كرة القدم في كأس العرب! لو استعرضت شريط الأخبار في قناة إخبارية لرأيت أخبار الموت والقتل والتشريد في الأمة الإسلامية؛ فكيان يهود يصول ويجول ويفعل ما يشاء في فلسطين ولبنان وسوريا، وعملاء أمريكا في السودان يقتتلون ويرتكبون الإبادات الجماعية ويشردّون الآلاف من العائلات، وفي اليمن يقتل العشرات جراء الاقتتال بين أطراف الصراع فيه، ناهيك عمّا تعيشه بلاد المسلمين من فقر وضنك وسوء رعاية من الحكام، حتى أدت أمطار الخير إلى فيضانات ودمار وقتلى في عدد من تلك البلاد، ومع ذلك يهدرون أموال الأمة في مباريات رياضية، ويُشغلون شبابها في أمور تافهة لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
أمّا حكّام الأمة فهم منشغلون في مؤامراتهم على الأمة، فيشاركون في تصفية قضية فلسطين، والإجهاز على ما تبقى في غزة، فيعقدون المؤتمرات، ويقومون بالرحلات المكوكية والاتصالات والمشاورات لينفّذوا خطة ترامب في استعمارها. ويشاركون في مؤامرات لتقسيم السودان، وبسط نفوذ كيان يهود في لبنان وسوريا، ويشاركون في التطبيع مع كيان يهود، ويوقعون على الانضمام للديانة التي ينسبونها لسيدنا إبراهيم عليه السلام؛ وهو منها ومنهم براء.
وقبل ذاك كله وبعده يصرون على تمزيق الأمة بالمحافظة على حدود سايكس بيكو وأعلامها، الحدود التي رسمها الكافر المستعمر لبلاد المسلمين، ونصّبهم حُرّاساً عليها؛ يمنعونها من العودة للوحدة في دولة إسلامية واحدة، ويمكّنون الكافر المستعمر من ثروات الأمة ومقدّراتها، ويتركونها تعيش في فقر مدقع، ويسمحون للكافر المستعمر بإنشاء قواعد عسكرية فيها، فاستباح أرض المسلمين وسماءهم ومياههم، يصول فيها ويجول كما يحلو له؛ وشباب الأمة يتابعون مباريات كأس العرب!
هذا هو دأب الحكام في بلاد المسلمين: المحافظة على تمزيق الأمة، وإبعادها عن الحكم بالإسلام، وإشغال شبابها بتوافه الأمور وسفسافها، لم يكفِ ضنك العيش الذي فرضوه على الأمة، وإشغالهم برغيف الخبز، بل تعدّوه لإشغالهم بمباريات كرة القدم، وكأنّ الأمة ليس لديها قضية مصيرية، ولا قضايا مركزية، ولا قضايا مهمة! وكأنها ليست خير أمّة أخرجت للناس؛ تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – ولاية الأردن



