- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تبقى الدولة دولة ضلال ما لم تطبق شرع الله
الخبر:
تسابقت الفئة الحاكمة في إندونيسيا مع الفئة المعارضة في كسب الرأي العام على الرغم من أن الانتخابات العامة لاختيار أعضاء النواب ورئيس الدولة لم تزل بعيدة فإنها ستعقد في سنة 2019م. فبينما ترفع الفئة الأولى شعار #2019 فترتان لجوكووي، ترفع الأخرى شعار #2019 تبديل رئيس الدولة.. فقد تيقنت فئة المعارضة أن الفوز حليفها، حيث قال السيد هداية نور وحيد (رئيس حزب العدالة والرفاهية سابقا، ورئيس الجمعية الاستشارية الشعبية للجمهورية الإندونيسية سابقا): إني متيقن أن هذه الحركات لتبديل رئيس الجمهورية ستكون أمرا متحققا، وذلك أن شرط الحصول على 20% من الأصوات في المجلس متوفر لدى المعارضة وهو جمع بين أصوات حزب العدالة وحزب كيريندرا على الأقل، لأجل ذلك أدعو الشعب الإندونيسي إلى استعمال العقل الصحيح لإعطاء الصوت لأجل اختيار الرئيس الجديد حتى لا تنحل إندونيسيا في عام 2030". (2018/4/17، كاترا.كوم)
التعليق:
لا شك أن إندونيسيا وصلت إلى أسوأ حالات من تاريخها برئاسة جوكو ويدودو، فقد قال كثير من المراقبين السياسيين إن إندونيسيا تصلح أن توصف بدولة فاشلة، حيث بلغت الديون أكثر من 350 مليار دولار، ووصلت نسبة سداد الدين المستحق في هذه السنة 40% من ميزانية الدولة، وألغي الدعم من الميزانية، وسيطر على 80% من الأراضي الإندونيسية 1% فقط من الرعية... لأجل ذلك فقد حظيت دعوة - #2019 تبديل رئيس الدولة – على تجاوب واسع من قبل الشعب الإندونيسي، لا سيما أن برابوو سوبيانتو المنافس لجوكو ويدودو في الانتخابات السابقة والمرشح للانتخابات القادمة قد هدد الشعب الإندونيسي بانحلال الدولة الإندونيسية في عام 2030 إن لم يكن هناك تغيير، وأكد أن الشعب الإندونيسي بحاجة إلى رئيس له كفاءة في رئاسة البلاد...
ولكن، بقي للشعب الإندونيسي أن يعي هل فعلا أن التخبط الذي يجري لهذا البلد كله راجع إلى العامل الشخصي؟ وهل إندونيسيا حديثة عهد بتلك الديون وباقي تلك المشكلات؟ وهل يكفي للبلد أن ينهض بمجرد صلاحية الفرد المرشح رئيسا على مقياس النظام الديمقراطي، حيث يقول أصحابه إن للرئيس أن تتوفر له الشهرة والقدرة والثقة لدى الشعب؟ وهل يضمن فعلا هذا النظام الديمقراطي إيجاد الرئيس الأمين كما أراده الشعب؟ أوليس الرئيس الحالي كان أمل الشعب في الانتخابات الماضية؟
كلا، فإن الأمر لا يتوقف على مجرد العامل الشخصي، وإنما أكثر توقفا على فساد النظام المطبق. وما لم يغير النظام الديمقراطي سيظل كابوس هذا النظام الفاسد متسلطاً على الشعب ويزداد سوءا كلما تمت المحافظة على تطبيقه وعمت بلوى كلما تجدد الرؤساء...
وهذا شأن الإنسان، فإنه يظل ضالا بدون شرع الله سبحانه... فذلك رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قد حظي بالشهرة عند قومه وظفر بالثقة من قبلهم حيث وصفوه بالأمين ومر عليه تجارب وتكاليف وأحداث قاسية عليه تجعله قادرا على قيادة قومه على مقياس البشر، وقد عرضوا له بذلك مجمعين حين قالوا "وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِهِ مُلْكًا مَلّكْنَاك عَلَيْنَا". ثم إنه صلى الله عليه وسلم لبريء من الشرك والفواحش كما هو شأن الأنبياء من قبل... ولكن، ألم يصفه الله بالضال قبل أن يجتبيه رسولا، حيث قال تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾؟.. فأي مقياس أراده الله من عبده إلا اتباع هديه سبحانه؟ فالدولة تبقى دولة ضلال ما لم تطبق شرع الله سبحانه وتعالى، فقد قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾...
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أدي سوديانا