- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
"صيننة" أطفال الإيغور المسلمين
لن يوقفها مَن ميزانُه يتقلّب بتغيّر المصلحة وعملة الدّولار
الخبر:
وفقا لبحث أجري مؤخّرا، تفصل الصين بشكل متعمد الأطفال المسلمين عن عائلاتهم والبيئة الدينيّة واللغويّة الخاصّة بهم وتضعهم في مناطق بعيدة في إقليم شينجيانغ، وبينما يحتجز مئات آلاف المسلمين في معسكرات ضخمة فإن حملة كبيرة لبناء المدارس الداخلية تجري على قدم وساق إذ بجانب الجهود المبذولة من أجل تغيير هوية البالغين في شينجيانغ، فهناك أدلة على محاولات لاقتلاع الأطفال عن جذورهم. (بي بي سي، 5 تموز/يوليو 2019).
التعليق:
من الواضح أنّ الصّين تعمل بشكل ممنهج على إبادة عرقيّة الإيغور المسلمين من خلال معسكرات إعادة التّأهيل التي يحتجزون فيها أكثر من مليون مسلم بحجّة إعادة التّأهيل والقضاء على التّطرّف الدّيني، وهي تتعمّد ترك الأطفال بلا راع أو معيل ليسهل عليها عمليّة الغسل الدّماغيّ باقتلاع الأطفال من بيئتهم الإسلاميّة وإجبارهم على تعلّم الثقافة الصينيّة فتمحو أجيالا بأكملها من الإيغور المسلمين وتضيفها إلى رصيدها.
إنّ هذا الدّمج القسري ليس بالجديد على الصيّن الشيوعيّة التي لم تتوقّف حملات قمعها واضطهادها للمسلمين في تركستان الشّرقية؛ من تهجيرهم إلى مصادرة أملاكهم إلى تشديد المراقبة عليهم ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدّينيّة إلى إجبارهم على ممارسة الطقوس البوذيّة إلى فرض حملات مصطنعة من مثل "القرابة التّوأميّة" التي تجبر المسلمين في الإقليم على معايشة ملحدين صينيين واستضافتهم في بيوتهم إلى منعهم من التّواصل مع أيّ أقارب في الخارج إلى تزويج الفتيات المسلمات قسرا من صينيين ملحدين...
ومع وضوح هذه الحقائق والانتهاكات الصّارخة لم تبد الدّول الرّائدة في التّنظير بالحرّيات وقيم التّسامح والتّعايش وقبول الآخر صخبا ولا شجبا غير استنكار على استحياء، بل الأمرّ أن لا يخرج حكّام المسلمين عن صمتهم وينصروا إخوانهم المسلمين وإنّما خرج علينا الرّئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه الأيام بتصريح يؤكّد فيه أن مسلمي الإيغور يعيشون بسعادة في إقليم تركستان الشرقية بعد أن صرّح من قبل حامي أقصوي المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية في بيان في شباط/فبراير 2019 "أنّ سياسة الاستيعاب المنظم التي تستهدف الإيغور الأتراك وتنفذها سلطات الصين تعدّ عارا كبيرا على الإنسانية".
إنّ "صيننة" أطفال الإيغور (أي جعلهم صينيين) لن يوقفه من يزن مواقفه بميزان المصلحة وما يقتضيه الواقع، وإننا نذكّر بأنّ الفصل في المواقف لا يكون إلاّ بميزان الشّرع وأنّ نصرة إخواننا المسلمين المستضعفين في كلّ مكان هو واجب والتّقاعس عنه خيانة عظمى، وإعانة الظالم والتّحالف معه عند الله ورسوله أعظم. وقد أخرج الطبرانيُّ والحاكمُ وغيرهما عن ابن عباس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَعَانَ ظَالِماً لِيُدْحِضَ بِبَاطِلِهِ حَقّاً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ رَسُولِهِ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. درة البكوش