- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لعبة النهاية: ماذا يحدث في كشمير
الخبر:
أعلنت باكستان يوم الأربعاء، في السابع من آب/أغسطس 2019، عن خطة لمعاقبة الهند على إلغائها من جانب واحد الحكم الذاتي في كشمير، وذلك من خلال إنهاء التجارة الثنائية وخفض العلاقات الدبلوماسية وطرد المفوض السامي للهند من البلاد. (نيويورك تايمز).
التعليق:
على الرغم من الخطابات النارية الصادرة من إسلام آباد، فإنه لا يسع المرء إلا أن يشكك في أنه ربما تكون باكستان والهند تعملان معاً لحل مشكلة كشمير، والسبب هو أنه في الشهر الماضي فقط، أقر ترامب، إلى جانب رئيس الوزراء عمران خان، بأن مودي قد طلب منه التوسط في النزاع على كشمير، وجاء هذا التصريح بعد أن طلب خان من ترامب تقديم دعمه لجهود الوساطة. وبالإضافة إلى ذلك، أكدت تقارير نشرت في وسائل الإعلام أن المسؤولين الهنود قد أبلغوا أمريكا عن عزمهم على ضم كشمير بعد فترة قصيرة من هجوم بولواما، وأبقوا واشنطن على اطلاع بالتطورات التشريعية لإلغاء المادة 370 التي تمنح جامو وكشمير وضعاً خاصاً.
ولا ننسى أن استسلام باكستان المفاجئ في تسليم الطيار الهندي، وعدم تحقيق مكاسب من ذلك على الإطلاق، وفّر زخماً مطلوباً لحملة مودي الانتخابية التي كانت متعثرة. ويمكن القول بكل أريحية إن الدعم الباكستاني كان حاسماً في فوز مودي الساحق. وقد استمر مودي في استخدام أغلبيته الجديدة لإلغاء المادة 370. ومع ذلك، لماذا تتعاون الهند وباكستان وأمريكا مع بعضهم بعضاً بهذه الطريقة؟ ولماذا الآن؟
ومن الغريب أن الإجابة قد تكمن في ما قالته وزارة الخارجية الصينية، حيث قالت "إن المراجعة أحادية الجانب الأخيرة للقوانين المحلية من الجانب الهندي يقوّض السيادة الإقليمية للصين، وهو أمر غير مقبول" (إنديا توداي). وتشير اللغة الدبلوماسية المعاكسة هذه إلى أن خشية الصين من أنه في حالة تهدئة الوضع في كشمير، فإنه يمكن استخدام 500 ألف جندي هندي إلى جانب الجنود الأمريكيين ضدها.
وبالتالي، يبدو أن عملية التطبيع المجمدة لمدة خمسة عشر عاماً قد اكتسبت أهمية جيوسياسية جديدة، وهذا يعني مواجهة الصين. وعلى مدار الأعوام الستة الماضية، راقبت كل من نيودلهي وواشنطن بقلق استعراض الصين لعضلاتها في البحر والبر في أوراسيا، وهذه التحركات هي التي تهدد أمن الهند وكذلك خطة أمريكا الكبرى لمواجهة الصين.
وقد أدى التقدم المذهل الذي حققته الصين في مبادرة "طريق الحزام الموحّد" إلى هز مودي وترامب، حيث يخشى كلاهما من كسب الصين لميزة الهيمنة على مناطق نفوذها إذا لم يتم توقيفها. ويبدو أن نشر القوات في (لاداخ) على أبواب الصين هو حجر الرحى للاحتواء الأمريكي الكبير للصين، والذي يمتد من أفغانستان إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ولتحقيق ذلك، كان لزاما على كل من مودي وترامب الاستعانة بدعم خان غير المحدود. فكانت موافقة صندوق النقد الدولي إعطاء قرض لباكستان، ثم استقبال خان الحار في البيت الأبيض، جعل العديد من المراقبين يعتقدون بأن خان على استعداد تام للتضحية بأصول باكستان الاستراتيجية وتحويل الوضع الراهن في كشمير إلى تسوية سياسية نهائية. وبعد ضمان التزام خان، طالب ترامب علنا بدعوة لزيارة باكستان.
وعلى الرغم من خطاب خان العلني ضد أمريكا، فإنه يجد نفسه يعمل مرة أخرى لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الأمريكية. ففي وقت سابق من هذا العام، وافق خان على الشروط المهينة لحزمة إنقاذ صندوق النقد الدولي التي فرضتها أمريكا. ثم مهّد خان الطريق لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، حتى يتمكن ترامب من الفوز في انتخابات 2020. وتريد أمريكا الآن من خان أن يخون الشعب الكشميري، وتطبيع العلاقات مع الهند في جميع جوانب الحياة، ومن المتوقع أن يسحب خان - بأمر من أمريكا - دعمه للصين عندما تكون بكين في أمس الحاجة إليه.
وكل ما سبق يوضّح قوة باكستان الهائلة التي تستغلها الهند وأمريكا من أجل تأمين مصالحهما على حساب الصين وباكستان. ولكن يضع خان نقاط قوة باكستان للبيع، وإذا لم يتم إيقافه قريباً، فسوف يضعف خان باكستان ويقسّمها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي