- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
36 دولة ستشهد حالات مجاعة متعددة في الأشهر القادمة
الخبر:
حسب ما ورد في الغارديان البريطانية فإنّ تداعيات فيروس كورونا (كوفيد-19) قد تكون أكثر فتكا من الفيروس نفسه، ونشرت الصحيفة التحذير الذي أطلقه برنامج الغذاء العالمي والذي جاء فيه أن العالم سيكون على حافة "جائحة الجوع"، إذ في غضون بضعة أشهر من الآن ستشهد 36 دولة احتمال حدوث حالات مجاعة متعددة.
ولقد قال المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة "ديفيد بيزلي" صاحب التحذير في مقال نشرته الواشنطن بوست مؤخرا بالحرف الواحد "إذا لم نتمكن من الوصول إلى هؤلاء الناس، وإذا لم نتمكن من تقديم المساعدة المنقذة للحياة التي يحتاجونها، لأن التمويل تم قطعه أو أغلقت الحدود التي ينقل عبرها الطعام، فإن تحليل برنامج الغذاء العالمي يظهر أن 300 ألف شخص يمكن أن يموتوا جوعا كل يوم في الأشهر الثلاثة المقبلة" وأضاف "عندما تفكر أنه بالفعل -ورغم أفضل جهودنا- يموت جوعا 21 ألف شخص كل يوم، فإن حجم عدد الموتى المحتملين يمزق القلب. وفي 10 دول لدينا أكثر من مليون شخص على وشك المجاعة مع كتابة هذا التقرير". (الجزيرة نت)
التعليق:
مفزعة هي الأرقام المنشورة عن أعداد الناس الذين سيقضون نحبهم جراء الجوع بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا وتعطل عجلة الاقتصاد وإغلاق الحدود في الأشهر القادمة، لكن ما يدعو للقلق هو الموقف الدولي والإجراءات التي ستتبعها الحكومات القائدة للعالم اليوم في خضم تواصل الجائحة وأضرارها.
هل يمكن لأمريكا أن تتخذ موقفا إنسانيا تجاه أولئك المنكوبين وتمدّ يد المساعدة لهم وهي التي شنت ما يعرف بحرب الكمامات وقامت بالاستيلاء على شحنة كانت متجهة لفرنسا وأخرى لألمانيا فيما بات يعرف بالقرصنة العصرية؟ مستبعد طبعا، فشعار أمريكا دائما أنا والطوفان من بعدي.
هل يُتوسمّ من بريطانيا خيرٌ وهي التي عزمت أن تعتمد مع شعبها سياسة مناعة القطيع بغية التخلص من عبء الفئات الهشّة؛ هل من الممكن أن تصحو إنسانيتها وتنشغل بمآسي الشعوب الأخرى؟
ماذا عن فرنسا وباقي دول الاتحاد الأوروبي، هل هي ساعدت بعضها بما يكفي لتكون نموذجا للعالم كله في التعاون والوحدة في ظل جائحة كوفيد19 لينتظر منها إنقاذ دول أفريقية مثلا؟
وماذا عن روسيا التي أرسلت شحنات لإعانة إيطاليا مكتوباً عليها من روسيا مع الحب لإحراج الاتحاد الأوروبي ولحسابات سياسية بحتة، هل ستساعد دولاً أخرى دون تحقيق أهداف سياسية؟
إنّ القناع الذي تلبسه الرأسمالية المتنفذة في العالم قد سقط وأسفر عن وجهها القبيح الأناني النفعي. فالنفعية والمصالح الضيقة هي المحرك الحقيقي لتلك الدول والجانب الإنساني والحقوقي وغيره ما هي إلا مساحيق تجميل لتغطية تلك البشاعة.
كذلك الأمر بالنسبة للصين ومن يحمل لواء الشيوعية المعدّلة جينيا، فآخر همّها البشرية وما تعانيه، فلولا صمتها وتقاعسها لما انتشر الفيروس في العالم كما هو الحال الآن.
إنّ الحقيقة المرّة التي تلقي بظلالها اليوم في ظل الأزمة الخانقة التي نحياها هي أّنّ الدول التي تقود العالم ليست أهلا للقيادة ولن تسير أبدا بالبشرية إلى برّ الأمان، وطالما بقيت هي أول الركب فلن تتراجع أعداد المنكوبين بالفقر والجوع والحروب وغيرها.
لا شك أنّ العالم سيبرز لنا عدم إنسانيته وأنانيته أكثر وأكثر في الأشهر القادمة إن حصلت المجاعة لا قدر الله وهو يحصي أعداد الموتى جوعا في 36 دولة التي تنتظرها المجاعة ممّا لن يدع مجالا للشك لحاجة البشرية لدولة رعاية صاحبة رسالة تنقذه من براثن المبادئ الفاسدة المجرمة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي
#كورونا | #Covid19 | #Korona