- الموافق
- 1 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
شعر نسائنا المسلمات بضاعة تُباع!
الخبر:
ورد على صفحة سي إن إن، تقرير حول قيام إدارة الحدود والجمارك الأمريكية باحتجاز شحنة من 13 طنا من الشعر الطبيعي، جاءت من الصين من إقليم شينجيانغ، والذي يعاني فيه مسلمو الإيغور من السياسات القمعية ضدهم؛ حيث أنشأت السلطات الصينية مخيمات احتجاز ضخمة. وقد وردت تقارير حول احتجاز ما يزيد عن مليون مسلم ومسلمة من الإيغور فيها، عانوا من التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية، كالإساءة الجسدية والجنسية، والإجبار على العمل، وحتى الموت. كما أخبر العديد من المحتجزين السابقين عن تعرضهم للحرمان من النوم، وسوء التغذية، والحقن القسري.
حيث اشتبهت إدارة الحدود والجمارك الأمريكية، بأن الشعر كان قد أُخذ قسرا من نساء الإيغور المسلمات المحتجزات في مثل تلك المخيمات. وهذه ثاني شحنة يتم احتجازها لما فيها، حسب ادعاء إدارة الحدود والجمارك الأمريكية، من خرق لحقوق الإنسان. حيث تريد أمريكا أن ترسل رسالة واضحة للصين بأنها لن تتحمل الممارسات غير المشروعة وغير الإنسانية التي تقوم بها الصين. إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الوقت نفسه قام في 2019، بتشجيع الرئيس الصيني شي جين بينغ على بناء مخيمات الاحتجاز تلك، حيث إنها الأمر الصحيح الذي يجب القيام به حسب رأيه.
التعليق:
لقد أمعنت النظم العلمانية في تعريض المسلمين لأبشع أساليب التعذيب والقهر. وها هي الصين تتخذ نهجا ليس بالجديد على وحشيتها، في بيع أعضاء المسلمين، ولكن هذه المرة ليس بسرية في السوق السوداء مثلا، بل جهرا وعلانية. فقد قامت ببيع شعر أخواتنا وبناتنا المسلمات من الإيغور، في صفقات تجارية دولية عقدتها مع شركات أمريكية، تجاوزت قيمتها الـ800 ألف دولار. في سياسة قمعية تخرق حتى أبسط حقوق الإنسان الأساسية.
أما أمريكا التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، حيث قامت باحتجاز الشحنة لتبحث في حقيقتها ولتظهر للصين أنها لن تتهاون في قضية حقوق الإنسان، فإنها لم تقم بذلك إلا لمصلحة سياسية تريد تحقيقها. حيث إن رئيسها دونالد ترامب هو نفسه الذي شجع الرئيس الصيني على بناء مخيمات الاحتجاز تلك، ووجد أنها الأسلوب الأفضل للتعامل مع الإيغور المسلمين. هذا هو الحقد الدفين الذي يكنّه الغرب للمسلمين. وما حقوق الإنسان إلا ورقة يرفعها الغرب عندما تصب في مصلحتهم، ويدفعون بها بعيدا عندما تخالف تلك المصالح. فلا تزال الاحتجاجات في أمريكا ضد التمييز العنصري وانتهاكات حقوق الإنسان التي تتعرض لها العرقيات الصغيرة في أمريكا مستمرة إلى الآن.
وسيبقى حال المسلمين هيناً على أعدائهم لا يحسبون لهم أي حساب طالما أنهم يفتقدون القيادة الحكيمة التي تجمع كلمتهم وتهتم لأمرهم وتدافع عن أرواحهم وأعراضهم وأموالهم... وأمثلة ذلك كثيرة في تاريخ المسلمين. فما قام به الخليفة هارون الرشيد عندما سبى الروم نساء مسلمات خير مثال على ذلك؛ فما إن ورد خبرهن للخليفة وهو في الرقة في العراق، حتى أمر بالنفير العام لغزو الروم، وغزى بنفسه على رأس الجيش الإسلامي فهزم الروم بإذن الله وحرر السبايا المسلمات، وفتح الله على المسلمين يومها فتحاً عظيماً. (كتاب صفوة الصفوة لابن الجوزي). ولن يطمئن للمسلمين بال أو يهدأ لهم حال إلا إذا عملوا لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فتحميهم وتحفظهم وتصون أعراضهم. قال تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دعاء داوود – الأرض المباركة (فلسطين)
وسائط
1 تعليق
-
جزاكم الله خيرا وبارك أعمالكم