- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
العبرة في نمط العيش الصحيح
الخبر:
أكد مدير منظمة الصحة العالمية، تدروس أدهانوم، ألا عودة للوضع الطبيعي الذي كانت عليه الحياة قبل تفشي فيروس كورونا المستجد في المستقبل المنظور وذلك خلال إيجاز صحفي في مدينة جنيف السويسرية، الإثنين...
وقال مدير منظمة الصحة العالمية: "علينا أن نصل إلى وضع مستدام نسيطر خلاله على المرض دون أن تتوقف حياتنا أو أن ننتقل من إغلاق لإغلاق"، على حد قوله.
ومن أجل الوصول إلى هذه المرحلة، قال أدهانوم إنه يجب تحقيق 3 أمور، أولها تقليل عدد الوفيات وحسر الانتشار، وثانيها مجتمع قوي ومتفاعل يأخذ فيه الفرد إجراءاته الاحترازية لحماية المجتمع عامة، وقيادة وتواصل فعال من جانب الحكومات، وأضاف قائلا: "يمكن تحقيق ذلك، ويجب تحقيقه".
وأكد مدير منظمة الصحة العالمية أنه وبينما يتم البحث عن لقاح فعال لهذا الفيروس يجب التركيز على الأدوات الموجودة حالا لحسر انتشار المرض وحماية حياة الناس. (الأردن 24)
التعليق:
مع مرور الأيام على أزمة كورونا وتعمّق خبرة الدول والخبراء في التعامل مع أزمات كهذه يتبيّن خطأ قرار الدول والحكومات بالإغلاق الشامل والحظر الشامل، وتبيّن لهم الانعكاسات الاقتصادية السيئة نتيجة الإغلاق الشامل، وهذا يؤكد صواب ما قاله حزب التحرير على لسان أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة في جواب سؤال له عن الموقف الصحيح تجاه أزمة كهذه بتاريخ 26/3/2020م، فبعد أن ذكر معالجات الدول لأزمة كورونا عقّب بالمعالجة الصحيحة المنبثقة من العقيدة الإسلامية، فقال: "وبتدبر هذه المعالجات الثلاث يتبين أنها لا تحل المشكلة، بل هي ستزيد فشل الاقتصاد فشلاً آخر، ثم تضاعف من هذا المرض ومن الملل والسأم الذي يصيب الناس كما أصبحنا نسمع عن حالات في المجتمع الرأسمالي... ولذلك فإن العلاج الصحيح لهذا المرض هو كما جاء في شرع الله سبحانه بأن تتابع الدولة المرض من بدايته وتعمل على حصر المرض في مكان نشوئه ابتداءً ويستمر الأصحاء في المناطق الأخرى في العمل والإنتاج...".
وكذلك وردت تصريحات عديدة من سياسيين ومفكرين بأن ما بعد كورونا لن يكون كما كان قبله، وها هو ذا تصريح مدير منظمة الصحة العالمية بعدم العودة للوضع الطبيعي الذي كانت عليه الحياة قبل تفشّي فيروس كورونا، ومما لا شك فيه أنهم لا يعلمون أن السبب والخطأ الكبير إنما هو في نمط الحياة الغربية، ونمط العيش الغربي، المنبثق عن مبدأ بشري، فالسبب لم يكن فيروس كورونا، بل إن هذا الفيروس كشف المبدأ الرأسمالي على حقيقته، وقام بتعريته أمام أصحابه وحملته ومن يطبقونه، وأمام العالم، وأظهر عواره، وهذا كله يكشف عن مدى حاجة العالم إلى نمط عيش جديد مختلف عن النمط الغربي، وحاجة العالم إلى مبدأ جديد غير المبدأ الرأسمالي.
أما الأمور الثلاثة التي اقترحها مدير منظمة الصحة العالمية فكلها كذلك مرتبطة بالمبدأ، والمصيبة الكبرى في المبدأ الرأسمالي ووظيفة الدولة فيه، وانعدام الوازع الداخلي لدى الأفراد فيه، وعليه فلا مبدأ صحيحاً يصلح لبني الإنسان إلا الإسلام، الذي جعل من الدولة راعياً لشؤون الناس، وجعل رعاية الشؤون من الحاكم للناس قربة إلى الله تعالى، وجعل التقوى لدى الأفراد دافعاً ذاتياً لالتزام الأوامر والنواهي، وانبثق منه معالجات لكافة مشاكل الحياة بما فيها الأزمات والجوائح والكوارث وغيرها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – ولاية الأردن
#كورونا | #Covid19 | #Korona