- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿مَنْ لَعَنَهُ اللّٰهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ﴾
الخبر:
تم توقيع اتفاقيات التطبيع بين (إسرائيل) والإمارات والبحرين في البيت الأبيض، وتم تنظيم مراسم التوقيع في البيت الأبيض، التي حضرها وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان ووزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني ورئيس وزراء (إسرائيل) بنيامين نتنياهو، وكان ترامب هو صاحب البيت الذي استضافهم.
قبل بدء المراسم أدلى ترامب بتصريحاته للصحافيين، حيث أعلن أن هناك خمس أو ست دول عربية أخرى ترغب أيضا بالتطبيع مع (إسرائيل)، والعديد من هذه الاتفاقيات سيتم توقيعها قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الثالث من تشرين الثاني.
وأثناء المؤتمر الصحفي سئل ترامب هل تنتظرون أن تطبع المملكة العربية السعودية أيضا مع (إسرائيل)؟ فكان جواب ترامب نعم، نحن تكلمنا مع الملك السعودي وأخبرنا أنهم سيطبعون في الوقت المناسب. (بي بي سي، 2020/09/15م)
التعليق:
بعد إعلان دونالد ترامب عن التطبيع الدبلوماسي بين كيان يهود والإمارات الذي بدأ في 13 آب/أغسطس 2020، بتشكيل وفود مشتركة من إدارة ترامب وكيان يهود، انطلقت حركة دبلوماسية مكثفة تستهدف الدول التي ستدعم التطبيع في المنطقة. وبعد البيان الذي صدر بعد شهر تقريباً من الإمارات، أعلنت البحرين أنها ستقوم بتطبيع العلاقات مع كيان يهود هي أيضا، وانضمت البحرين وتم التوقيع على الاتفاقية في واشنطن في 15 أيلول/سبتمبر.
بادئ ذي بدء، تجدر الإشارة إلى أنه ليس من الصعب أن نرى أن سعي أمريكا من أجل تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين وكيان يهود تزامنا مع مثل هذه العملية هو بمثابة انتصار سياسي داخلي، بسبب اقتراب الانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونجرس المقرر إجراؤها في أمريكا يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر، وتكشف بوضوح هذا التوقع. في واقع الأمر، بدأ الرئيس الأمريكي ترامب وبالأخص بعد الحالة الأولى لوباء كوفيد-19 الذي أصاب العالم، يشاهده وهو ينتشر في بداية شباط/فبراير 2020 في أمريكا، وبدأ في إغلاق البلاد أمام العالم اعتباراً من منتصف آذار/مارس، وظهر عدم كفاية النظام الصحي والإمدادات الطبية في أمريكا، وتصادمها مع الدول الأخرى لتأمين المستلزمات الطبية.
بدأت أمريكا، التي كانت تعاني بالفعل من الأزمة الاقتصادية، مثل هذه العملية عشية الانتخابات للحصول على دعم الرأي العام المحلي، بعد أن كشف وباء كورونا هشاشة النظام الصحي والاقتصادي فيها، ومن المفهوم أن أمريكا بادرت بمثل هذه العملية لكسب تأييد الرأي العام المحلي في الانتخابات أو من أجل إثبات هيمنتها على دول العالم، وخاصة على الحكام الخونة حكام البلاد الإسلامية. لكن ما يستحيل فهمه وقبوله هو أن هؤلاء الحكام الخونة ينفذون كل أوامر أمريكا الكافرة دون قيد أو شرط لحماية عروشهم. والأكثر إيلاماً وحزناً هو أن الشعوب المسلمة شهدت ورأت بأم عينها غدر وخيانة حكامهم ودخولهم عمليات التطبيع مع إخوة القردة والخنازير، فإن غالبية الشعوب الإسلامية ظلت ساكتة ولم تغير ساكنا مع هذا الوضع!!
أيها المسلمون أريد أن أسألكم الآن:
- ألم يعطِ النبي ليهود بني النضير مهلة عشرة أيام فقط لكي يتركوا المدينة بعد أن نقضوا الاتفاقية معه ﷺ وخططوا لاغتياله، ومن يبقى بعد هذه المهلة سوف يضرب عنقه؟!
- أليس هؤلاء اليهود هم من نشروا الفساد في أرضنا المباركة لعشرات السنين، ودنسوا المسجد الأقصى وقتلوا أهل فلسطين؟!
- في هذه الحالة ما الفرق بين يهود البارحة ويهود اليوم وخيانتهم؟ ولماذا تقبلون بخيانة حكامكم وتبقون صامتين أمام هذه الاتفاقيات؟
- وهل ردة فعلكم الصامتة هذه تليق بخير أمة أخرجت للناس؟! حكامكم الخونة المأجورون يعقدون الاتفاقيات مع عدو الله والنبي والإسلام وأنتم بلا حراك!!
- هم ليسوا قتلة الأنبياء وحسب بل إنهم هم من تطاولوا على الذات الإلهية فقالوا ﴿يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ﴾، مع هؤلاء القوم قاداتكم يعقدون الاتفاقيات وأنتم تنظرون ولا تحركون ساكناً، ألا تخجلون من هذا؟!
إذن أيها المسلمون: ماذا تنتظرون لكي تضعوا أيديكم بيد حزب التحرير الذي يقدم لكم وصفة الخلاص من كل هذه المآزق ويتحدى كل الدول الغربية الكافرة، وخاصة أمريكا، التي كشفت عن كراهيتها وخيانتها وخططها ضد المسلمين، حزب التحرير الذي لا يتفوه بكلمة خارج أحكام الإسلام؟ ما الذي لا تزالون تنتظرونه لدعم حزب التحرير والعمل معه؟!
أقسم بالله أن حزب التحرير يعمل واصلا ليله بنهاره ليعيد الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تتوقون إليها، ويدفع ثمناً باهظاً. تعالوا وقفوا إلى جانب هذا الحزب، وادعموه حتى نتمكن من إقامتها، لتضع حدا للكفار المستعمرين والحكام الغادرين الذين نصبوهم علينا، حتى تكون خيانة الإمارات والبحرين للإسلام والأمة الإسلامية، هي آخر الخيانات.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رمضان أبو فرقان