الإثنين، 20 رجب 1446هـ| 2025/01/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تستمر الإبادة الجماعية في غزة بينما تستمر أمريكا والعالم في دعمها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تستمر الإبادة الجماعية في غزة

بينما تستمر أمريكا والعالم في دعمها

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في الخامس من كانون الثاني/يناير الجاري، وردت أنباء تفيد بأن كيان يهود المجرم قصف قطاع غزة أكثر من 100 مرة في غضون 3 أيام فقط، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 200 شخص أغلبهم من النساء والأطفال. وشملت الأهداف المباني السكنية، ومجموعات من الناس تجمعوا في الشوارع وفي الأسواق، وأولئك داخل ملاجئهم. كما وردت أنباء عن تجمد طفل ثامن حتى الموت في الخيام المؤقتة نتيجة البرد القارس، وكذلك بسبب حصار يهود الوحشي الذي يمنع دخول المواد الأساسية مثل الطعام والوقود والملابس الشتوية والبطانيات إلى غزة.

 

وقالت والدة الطفل، "لم يعطوا لحظة واحدة للشعور بالسعادة مع طفلي... مات بسبب الطقس البارد جداً. نام بجانبي وفي الصباح، وجدته متجمداً وميتاً". وفي الوقت نفسه، وفقاً لوسائل الإعلام الأمريكية، أخطر الرئيس الأمريكي بايدن الكونجرس بمبيعات أسلحة مخطط لها بقيمة 8 مليارات دولار للاحتلال والتي ستشمل رؤوساً حربية تزن 500 رطل وقذائف مدفعية وصواريخ للطائرات النفاثة والمروحيات الهجومية وصواريخ جو-جو.

 

التعليق:

 

لقد كشفت الإبادة الجماعية في غزة عن الفراغ الأخلاقي التام لدى القوى الدولية الكبرى التي ترغب في تمويل حمام الدم هذا بغض النظر عن النطاق الهائل للموت والدمار والمعاناة التي تسبب فيها. وعلق ستيفن زونس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سان فرانسيسكو، على خطة إرسال أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار للاحتلال، قائلاً: "تستخدم (إسرائيل) هذه الأسلحة بوتيرة سريعة للغاية، كما يتضح من الموت والدمار الهائل الجاري، وبايدن مستعد لإعادة إمدادها". وفي آب/أغسطس الماضي، وافقت واشنطن على حزمة منفصلة بقيمة 20 مليار دولار لكيان يهود، والتي تضمنت طائرات ومركبات عسكرية وقنابل وصواريخ، بينما وافقت إدارة بايدن في تشرين الثاني/نوفمبر على حزمة أسلحة أخرى بقيمة 680 مليون دولار.

 

من الواضح تماماً أن هذه الإبادة الجماعية لن تنتهي في ظل النظام العالمي الحالي حيث لا تملك أي دولة أو زعيم أو منظمة أو مؤسسة دولية الإرادة السياسية لاتخاذ إجراءات فعالة لإنهائها. لن تنتهي هذه المجازر بتصريحات إدانة فارغة من الأمم المتحدة، أو أحكام عاجزة من المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة العدل الدولية. إن الاعتماد على مثل هذه المؤسسات لإنهاء هذه الإبادة الجماعية أو تحقيق العدالة للفلسطينيين أمر مضلل للغاية، لأنها تخدم مصالح القوى الغربية الكبرى بدلاً من الأمم المضطهدة في العالم. لذلك، فإن الاستمرار في الإيمان بحكومات أو مؤسسات النظام العالمي لإنهاء هذا القتل الجماعي، ليس سوى آمال كاذبة وبالتالي يطيل معاناة الفلسطينيين ومحنتهم المروعة. علاوة على ذلك، يحذرنا الله سبحانه وتعالى من وضع الثقة في الكفار لدعمنا وحمايتنا، حيث يقول سبحانه: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾.

 

إن إنهاء هذه الإبادة الجماعية يتطلب منا أن نأخذ أمورنا بأيدينا ونحلها وفقاً لديننا. قال النبي ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ». وبالتالي فإن دولة الخلافة على منهاج النبوة هي الطريقة التي تحمي بها الأمة الإسلامية نفسها ودينها من أعدائها. وفي غيابها كما نرى اليوم يتعرض المسلمون لإبادات جماعية وتطهير عرقي. والواقع أن الخلافة هي الوصي على الأمة الإسلامية وبلادها ودينها، وهي وحدها التي تقف إلى جانب مصالح المسلمين، وتقاتل من أجل قضيتهم، وتحميهم من الظلم. وهي وحدها التي تمتلك الإرادة السياسية لتعبئة جيشها للدفاع عن دمائهم، أينما كانوا، كما رأينا مراراً وتكراراً في التاريخ الإسلامي. لقد عانت الأمة الإسلامية من الإبادة الجماعية وحملات التطهير العرقي في الماضي، كما رأينا مع غزو التتار لبلادها في القرن الثالث عشر الميلادي عندما احتلوا حوالي ثلاثة أرباعها وفقاً لبعض التقديرات؛ أو محاكم التفتيش الإسبانية في القرن الخامس عشر عندما قتلت الممالك النصرانية ملايين المسلمين؛ أو احتلال الصليبيين لفلسطين من القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر. وفي كل هذه الحالات، حقق المسلمون النصر على أعدائهم أو تم إنقاذهم وإيواؤهم بفضل دولة الخلافة التي حشدت جيشها واستخدمت الموارد الموحدة للبلاد الإسلامية لحماية المسلمين.

 

إن ديننا وتاريخنا يعلماننا درساً مهماً في الحياة، وهو أن النصر على أعدائنا لا يتحقق إلا بطاعة الله تعالى، واتخاذ الحلول من ديننا، وعدم الاعتماد على الكفار في الحماية. وإذا أردنا أن تنتهي الإبادة الجماعية في غزة وبقية فلسطين، وتحريرها من هذا الاحتلال الوحشي إلى الأبد، فلا بد من إقامة الخلافة على وجه السرعة. إن تعليق آمالنا على أي شيء آخر، لن يؤدي إلا إلى تقوية أعدائنا وكسب المزيد من الوقت لذبح أمتنا. قال تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسماء صديق

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع