- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنَّ اللهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾
الخبر:
ائتلاف القيادة السنية الموحدة يعقد اجتماعاً تشاورياً موسعاً في مقر رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، بحضور رئيس مجلس النواب محمود المشهداني ونواب الائتلاف.
وذكر البيان الصادر عن الاجتماع أن "الاجتماع ناقش منهاج الائتلاف وبرنامجه السياسي القائم على مفردات ورقة الاتفاق السياسي، والتي نصت على حقوق المدن والمحافظات المحررة، لا سيما المتعلقة بتشريع قانون العفو العام وعودة النازحين إلى مدنهم وإنهاء ملف المساءلة والعدالة وتحقيق مبدأ التوازن في مؤسسات الدولة". (شفق نيوز، 2025/1/11م)
التعليق:
منذ ما يزيد عن عشرين عاماً وهذه الزمرة الحاكمة في العراق تحاول خداع الناس والتظاهر بالحرص على مصالحهم، وهي تتاجر بدمائهم ومقدّراتهم، غير مكترثة بالواقع المأساوي الذي يعيشه الناس، في ظل تدنّي الحالة الأمنية والاقتصادية للبلاد وتفشّي الفساد الذي نخر عمود الدولة حتى صُنف العراق ضمن الدول الأكثر فساداً في العالم، إذ احتل المرتبة 157 عالميا بين 180 دولة!
ولا غرابة من ذلك، كون هذه الزمرة قد سلّمها المُحتل حكم البلاد ترسيخا لوجوده وتحقيقاً لمصالحه، وتنفيذاً لتطلعاته في بسط السيطرة على بلاد المسلمين والحيلولة دون قيام دولة للمسلمين توحدهم وتحررهم من قيوده.
اجتمع هؤلاء الذين يدّعون أنفسهم كذباً أنهم يمثلون المكون السنّي، لأجل وضع حزمة من الحلول لبعض الملفات العالقة في البلاد حسب زعمهم! فكيف لهؤلاء تقديم حلٍّ من خلال اجتماعهم القائم على الطائفية التي سُفكت بسببها الدماء، واشتعلت الأحقاد وما زالت آثارها في الناس، فأيُّ حلٍّ سيقدّمون؟ ناهيك عن أنّ كل فرد منهم يمتلك سجلاً للفساد وسيرة مليئة بالسوء في ذاكرة كل فرد من أفراد البلد، وهم مسؤولون بشكل مباشر عمّا وصل إليه حال البلد من الضياع والتيه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾، فهل يؤمل الخير من المفسدين؟! وهل بقي من أملٍ يعقد على من باع مبدأه ودينه بعرضٍ من الدنيا قليل، وتراهم يخرجون للناس بين الحين والآخر بتحالفات مختلفة لأجل محو ما سلف من ذاكرة الناس حيالهم، بغية منحهم جرعة أمل موهومة في التغيير وتحسّن الأوضاع في البلاد؟!
يا أمّة الإسلام: اعلمي أنْ لا صلاح للبلاد والعباد، ولا حلّ جذرياً يقضي على المشاكل إلا بأحكام الإسلام العظيم التي ارتضاها الله لعباده المؤمنين.
ومهما ابتدعوا لك من برامج، أو سياسات يزعمون أن فيها حلولاً للمشاكل المتأزمة في البلاد، فإنها في الحقيقة لا تعدو كونها مكراً أرادوا به إطالة أمد المأساة والمعاناة في خدمة المحتل المستعمر الذي نصّبهم خدمة لمصالحه، ولنا فيما جرى على بلادنا وبلاد المسلمين منذ استولى الكافر المستعمر عليها ومزّقها بحدود سايكس بيكو أكبر دليل على فساد الأنظمة الوضعية التي حكمتها منذ تعطيل أحكام الإسلام قبل أكثر من مائة عام وحتى يومنا هذا، لذلك فلا خلاص لنا ولبلادنا إلا بالإسلام الذي يطبق في دولته؛ الخلافة التي صهرت الشعوب وجعلتهم أمة واحدة من دون الناس متحابين متآلفين، قال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾.
واليوم وقد عرض حزب التحرير، الرائد الذي لا يكذب أهله، مشروعاً كاملاً للأمّة مستنبطاً من الكتاب والسنة، للخروج من أوحال الأنظمة الوضعية، إلى عدل وعزّ ونقاء الإسلام الخالص، فإننا ندعوكم للالتفاف حول هذا المشروع القيّم، تبرئةً لذمّتكم أمام الله عزّ وجل، وتحقيقاً لبشرى رسولنا ﷺ الذي بشّر بعودة الخلافة من جديد على منهاج النبوّة، وإعزازاً لكم ولدينكم وبلادكم بعزّ الإسلام والمسلمين.
فإلى خلافة العزّ ندعوكم أيها المسلمون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال زكريا