الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

تأملات في كتاب: من مقومات النفسية الإسلامية الحلقة المائة وواحدة

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على إمام المتقين, وسيد المرسلين, المبعوث رحمة للعالمين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, واجعلنا معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

أيها المسلمون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نواصل تأملاتنا في كتاب: "من مقومات النفسية الإسلامية". ومن أجل بناء الشخصية الإسلامية, مع العناية بالعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية, نقول وبالله التوفيق: عنوان حلقتنا لهذا اليوم هو: "المبشرات في سنة النبي صلى الله عليه وسلم".

 

أولا: بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم بخيرية الأمة الإسلامية: روى الطبراني في الأوسط عن أبي نجيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره".

 

ثانيا: بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: طوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس: روى أحمد في مسنده عن عبد الرحمن بن سنة، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: بدأ الإسلام غريبا، ثم يعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء قيل: يا رسول الله، ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس، والذي نفسي بيده لينحازن الإيمان إلى المدينة كما يحوز السيل، والذي نفسي بيده ليأرزن الإسلام إلى ما بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها.

 

ثالثا: بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم للمتحابين بروح الله عز وجل: روى الطبراني في الكبير عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية: {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} (المائدة101) قال: فنحن نسأله، إذ قال: "إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله عز وجل يوم القيامة". قال: وفي ناحية القوم أعرابي، فقام فجثا على ركبتيه ورمى بيديه، ثم قال: حدثنا يا رسول الله عنهم من هم؟ قال: فرأيت وجه النبي صلى الله عليه وسلم ينتشر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عباد من عباد الله من بلدان شتى وقبائل من شعوب أرحام القبائل، لم يكن بينهم أرحام يتواصلون بها لله، لا دنيا يتبادلون بها، يتحابون بروح الله عز وجل، يجعل الله وجوههم نورا، يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الرحمن تعالى، يفزع الناس ولا يفزعون، ويخاف الناس ولا يخافون".

 

رابعا: بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم بعودة الخلافة على منهاج النبوة: أخرج أحمد في مسنده عن حذيفة بن اليمان: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة ثم سكت.

 

خامسا: بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح روما: أخرج أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، وسئل: أي المدينتين تفتح أولا: القسطنطينية أو رومية؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتابا، قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولا: قسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولا يعني قسطنطينية.

لما فتحت المدائن, وهزمت جيوش فارس, أرسل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه, رسله إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه, تحمل بشرى النصر ومعها الغنائم فيها تاج كسرى المرصع بالدرر, وثيابه المنسوجة بخيوط الذهب, ووشاحه المرصع بالجواهر, وسواراه اللذان لم تر العين مثلهما قط, وما لا حصر له من النفائس الأخرى, وقف أبو سفيان إلى جانب بلال بن رباح رضي الله عنه, وقد أخذته الدهشة مما رأى وسمع, ودار بينهما الحوار الآتي:
أبو سفيان: إن ما حدث ليشبه المعجزة يا بلال, أكاد لا أصدق ما أرى وأسمع! بلال: بل صدق يا أبا سفيان صدق. إنه وعد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم! ومن أوفى بعهده من الله؟! أبو سفيان: كيف حدث هذا يا بلال؟ بلال: وماذا حدث يا أبا سفيان؟ أبو سفيان: كيف صدقتموه من أول يوم, وكذبناه نحن؟ إنكم يا بلال أشبه الخلق بالقديسين والرسل! هات يدك يا بلال لأقبلها, دعني أقـبل يد واحد من الذين سبقوا. بلال: لا يا أبا سفيان, إنما نحن إخوة!!

 

سادسا: بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم بقتال يهود: روى مسلم في صحيحه عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر, فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله, هذا يهودي خلفي, فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود".

 

سابعا: بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم بدخول الخلافة الأرض المقدسة: أخرج أحمد في مسنده عن ضمرة بن حبيب أن زغب الأيادي قال: نزل على عبد الله بن حوالة الأزدي فقال لي وأنه لنازل علي في بيتي: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حول المدينة على أقدامنا لنغنم فرجعنا ولم نغنم شيئا, وعرف الجهد في وجوهنا, فقام فينا فقال: "اللهم لا تكلهم إلي فأضعف, ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها, ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم". ثم قال: "ليفتحن لكم الشام والروم وفارس أو الروم وفارس حتى يكون لأحدكم من الإبل كذا وكذا, ومن البقر كذا وكذا, ومن الغنم حتى يعطي أحدهم مائة دينار فيسخطها". ثم وضع يده على رأسي أو هامتي فقال: "يا بن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك". وختاما نؤمن على الدعاء الذي دعاه شاعرنا أبو مؤمن المقدسي:


أيا ألله حققــها بلطــف              خلافتــنا وجللها القـبولا
أيا ربـاه يا صمـدا نصيـرا          فلا تبقـي لنـا حمـلا ثقيلا
ومكـنا نعيـد العدل حكما            على المنهـاج مقتديـا فضيلا

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

محمد احمد النادي

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع