الثلاثاء، 24 شوال 1446هـ| 2025/04/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رداً على اقتراح توسيع نطاق اتفاقات أبراهام لتشمل الدول التركية

 

وجّه أكثر من 50 حاخاماً نداءً رسمياً إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتوسيع نطاق اتفاقات أبراهام لتشمل الدول الناطقة بالتركية. وفي رأيهم فإن هذه الخطوة تخدم تعزيز العلاقات بين كيان يهود والبلاد الإسلامية. اتفاقات أبراهام (Abraham Accords) هي اتفاقيات بين كيان يهود وعدة دول عربية للاعتراف الرسمي بـه وتطبيع العلاقات الدبلوماسية معه. وعلى الرغم من أن اللوبي اليهودي والحاخامات يقترحون توسيع اتفاقات أبراهام إلا أن أمريكا هي المعنية أكثر بهذه المبادرة، ويؤكد ذلك أن أولى الاتفاقيات الموقعة بين الكيان والإمارات نُفذت في البيت الأبيض بقيادتها. فشعوب الشرق الأوسط التي تمتلك ثروة تمثل 80% من الاقتصاد العالمي تتحدث بلغة واحدة وتدين بدين الإسلام.

 

لقد انكشفت عبثية الديمقراطية التي أدخلت في حكمهم وظهر فراغ سياسي مبدئي. ومن الواضح أن هذه العوامل ستؤدي بالمنطقة المقسمة بحسب القومية والوطنية إلى التوحد. وإن الغرب المستعمر الذي يقلقه ذلك يحاول أن يحافظ على كيان يهود الذي لا يعرف حدوداً في زرع الفتنة والفساد ولا في معاداة المسلمين. ويؤكد هذا الرأي رئيس أمريكا السابق جو بايدن الذي قال "لو لم تكن هناك (إسرائيل) لأوجدناها". يخدم كيان يهود أمريكا عبر توفير المعلومات السرية وتنظيم محاولات الاغتيال ضد القادة السياسيين المعارضين وغيرها من الأعمال الشنيعة. ولذلك فإن أمريكا تسمح له بالانتشار أيضا في المنطقة. في عام 2021 عندما تم توقيع اتفاقات أبراهام كان كيان يهود يسيطر على المناطق التي يسكنها الدروز والأراضي السورية التي تقع في الداخل بعيداً عن هضبة الجولان والآن عمل على توسيع تلك الأراضي، والغرض من ذلك هو تشكيل دولة يهودية بين المسلمين تمنع وحدتهم، وجعلها أقوى دول المنطقة. وبذلك يتجه الصراع الفكري والسياسي للمسلمين نحوها ويضعف العداء لأمريكا والغرب، وهي وبلاد المسلمين ستعتمد على أمريكا في حماية بعضها من بعض ويصبح اللجوء إليها لطلب مساعدتها كأنه هو الحل الوحيد.

 

لقد اختير اسم إبراهيم عليه السلام لهذه الاتفاقية المسمومة لتطبيع العلاقات مع كيان يهود عن قصد بناء على المخططات الخبيثة الماكرة، لأن إبراهيم عليه السلام هو أبو الأنبياء وقائد طريق التوحيد الذي هو أساس الشرائع كلها. بالإضافة إلى أن سيدنا محمداً ﷺ وغيره من الأنبياء ينتسبون إليه عليه السلام. إذن الهدف من اختيار اسم إبراهيم عليه السلام لهذا الاتفاق البغيض هو أن ينظر جماهير المسلمين إلى يهود الغاصبين بالاحترام وأنهم من أهل الكتاب وإيجاد النظر بعين الأمل إلى الاتفاقات التي توقع معهم.

 

بعد توقيع الاتفاق بين الإمارات وكيان يهود انقسمت الدول العربية والبلاد الإسلامية إلى فريقين: مؤيد ومعارض. أما المعارضون فهم إيران وماليزيا جزئيا وتركيا. بدأ نظام أردوغان بالضغط على الإمارات متهما إياها بتمويل محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو 2016 واستمر تدهور العلاقات بين البلدين. وبعد أربع سنوات رأت تركيا أن أمريكا قد جمعت الإمارات مع كيان يهود في البيت الأبيض وهي إشارة إلى الخطر الذي يهددها. فقامت تركيا باستدعاء سفيرها في محاولة لخلق توتر سياسي بسبب تهديد مصالحها. لكن أردوغان الماكر قال إنه اتخذ هذه الإجراءات من أجل شعب غزة واتهم الإمارات بخيانة شعب فلسطين المظلوم. وبدأ كيان يهود في إظهار فوائد توقيع الاتفاقية معه. نسي كيان يهود "حسنات" تركيا أردوغان الذي حافظ على علاقاته التجارية معه حتى خلال حرب الإبادة التي كان يشنها على غزة! وعلى الرغم من أن الإمارات لا تطل على البحر الأبيض المتوسط إلا أن كيان يهود بدأ في جذب الإمارات إلى أعمال في هذه المنطقة المتنازع عليها مع تركيا. وافق الكيان على شراء الإمارات 50 طائرة مقاتلة من طراز F35 و18 طائرة بدون طيار من طراز MQ-9 من أمريكا. كما افتتحت الإمارات سفارة لها في تل أبيب ووقعت اتفاقية بشأن الجمارك والتجارة والسياحة وسُمح لها باستخدام التكنولوجيا الحديثة التي أنتجها الكيان. والآن دعونا نلقي نظرة على ما خسرته الإمارات منذ قبولها الاتفاقات الإبراهيمية. فهي لا يمكنها استخدام الأسلحة العسكرية المشتراة من الخارج إلا للدفاع عن مصالح أمريكا وكيان يهود! وفي سبيل ذلك فإن سفك دماء شعبها أو دماء المسلمين يُعتبر أمرا مشروعا عندها! وإذا لوحظت أي محاولة لاستخدام هذه الأسلحة لأغراض أخرى فإن واشنطن ستوقف هذه التقنيات. وتوقفت الإمارات عن تقديم الأموال لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، ومنذ ذلك الحين تقلصت مساعداتها التي يقال إنها تساعد 6 ملايين فلسطيني.

 

ومع ازدياد عدد الدول التي قبلت هذا الاتفاق المسموم القاتل سقطت قضية حل الدولتين ووضع القدس من جدول الأعمال العربي. تشير المواد الافتتاحية للاتفاقات الإبراهيمية إلى مسألة الأمن ولكن لم يرد ذكر فلسطين بالاسم في أي مكان في المشروع. ولو كان الغرض من الاتفاقية هو تأمين السلام لكان التركيز على فلسطين أولا، بل إن الاتفاق يطلب التعامل مع القضية الفلسطينية بوصفها مسألة داخلية لكيان يهود وعدم التدخل فيها. لهذا السبب عندما قال ولد فلسطيني إنه سيشكو إلى الله الجيوش والقادة كان هؤلاء الحكام مشغولين بالدفاع عن كيان يهود وفقاً للاتفاقات الإبراهيمية!

 

وفي الختام نريد أن نؤكد بأنه لا يقترب من كيان يهود إلا تلك الأنظمة البلهاء المنخرطة في خصومات تافهة مع جيرانها، والحكام الخونة الذين هم تابعون لأمريكا ويريدون مساعدتها. إذا نظرنا من هذا المنطلق ولاحظنا التقارير المتداولة حول هذا الموضوع يتولد لدينا انطباع بأن اقتراح انضمام الدول التركية إلى اتفاقيات أبراهام جاء من أذربيجان. ولا يخفى على أحد أن نظام أذربيجان على اتصال وثيق مع كيان يهود، فهو الذي يزود كيان يهود المجرم بالنفط باستمرار. ومن المعروف أيضاً أن العلاقات بين أذربيجان وروسيا أصبحت باردة إلى حد ما في الآونة الأخيرة. وهذا بالتأكيد مرتبط بإسقاط روسيا طائرة مدنية أذرية. والأرجح أن يكون إلهام علييف قد طلب وساطة يهود لكسب الدعم الأمريكي وتعهد في المقابل بانضمام أذربيجان إلى الاتفاقات الإبراهيمية، وكذلك بإقناع نظامي كازاخستان وأوزبيكستان بالانضمام لها.

 

في حين إن هذا الأمر لا يزال على مستوى اقتراح غير رسمي في الوقت الحالي إلا أنه لا يمكن تجاهله، لأنه يعتبر خيانة كبرى لله ولرسوله ﷺ وللأمة الإسلامية. وعلى وجه الخصوص إنه عمل شنيع لرش الملح على جراح إخواننا المسلمين المظلومين في فلسطين المباركة. ولو كان لدى النظامين الكازاخستاني والأوزبيكي القليل من الشجاعة لكان عليهما أن يردا بقوة على مثل هذا الاقتراح بمجرد سماعه، لأن عرض الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية إهانة وإذلال خطير للبلاد الإسلامية ولكل مسلم لديه قدر من العزة. ولكن للأسف وكالعادة لم تنطق هذه الأنظمة بكلمة بل اختارت صمت القبور. بالطبع لا ينبغي أن يكون هذا مفاجئاً، ففي نهاية المطاف فإن مقياسهم مبني على المصلحة وإذا كانت هناك أي فائدة يمكن أن تعود عليهم من هذا الاتفاق فلن يترددوا في الانضمام إليه.

 

إننا نحذر بشدة هذه الأنظمة التي يعتبر حكامها أنفسهم مسلمين! بما أنكم قد ارتكبتم بالفعل أكبر جريمة وخيانة باعترافكم بكيان يهود كدولة وإقامة علاقات وثيقة معها فلا تفكروا الآن حتى في أسوأ عمل وهو الانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية! مزعج ومقلق للغاية أنكم على الأقل لا تدينون مثل هذا الاقتراح المسيء! لا تظنوا أنكم ستُرضون المستعمرين الكفرة كأمريكا بهذه الفظائع وغيرها! واعلموا أن هؤلاء الكفار واليهود لن يرضوا عن المسلمين أبداً حتى يعرضوا عن الإسلام ويدخلوا في دينهم!

 

﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ﴾

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الرحمن الأوزبيكي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوزبيكستان

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع