الخميس، 09 ذو الحجة 1446هـ| 2025/06/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

نظام العار في المغرب استحل كل العار!

مناورات العار بأرض الإسلام لقتل أبناء الإسلام!

 

 

 

لقد عرّت غزة الذبيحة وفواجعها وأهوالها وإبادة أهلها الحقيقة السياسية المُرَّة التي نحياها لقرن من الزمن في كون بلاد المسلمين مستعمرة، وأن الاستعمار جاثم على هذه البلاد من خلال تلك الأغلال الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية التي أوثقنا وكبلنا بها الغرب الكافر المستعمر.

 

والذي استجد اليوم مع الإفلاس المدوي للحضارة والثقافة الغربية أمام استعادة الإسلام حيويته المبدئية وتحديه القاهر للمنظومات الحضارية والثقافية الوضعية والغربية تحديدا، مصحوبا بالفشل السياسي الشنيع للغرب في تحويل المسلمين إلى كفرة معلمنين من درجة ثانية خاضعين وتابعين للغرب حضاريا وثقافيا، هو ما جعل الغرب يخوض هذه الحرب الصليبية الصهيونية السافرة في مواجهة الإسلام وأمته، وهو ما يفسر هذه الوحشية الدامية والهمجية السادية في مواجهة الغرب الصليبي الصهيوني للحالة الإسلامية، وهذا المستوى الأقصى من الهمجية والوحشية الغربية، فالصراع الحضاري بين الإسلام والغرب بلغ طوره الأخير والنهائي، ما فرض على الغرب استخدام كل أدواته الاستعمارية في حربه الحضارية مع الإسلام وهو يعيش كابوس فنائه الحضاري وانبعاث الإسلام، ما اضطره لحرق كل أوراقه المحلية عملاء الداخل خونة الدار، فهذا الطور النهائي من الصراع الحضاري حطم كل تلك الحواجز والفواصل المصطنعة بين الدولة الوطنية والمستعمَرة الوظيفية وتكشفت حقيقة المستعمَرة واختفى زيف الدولة بالكلية، واختفى الحاكم وصرنا وجها لوجه مع عميل الاستعمار الموظف لإنفاذ مشاريع الاستعمار وإنجاز المهمة الاستعمارية وتحقيق غاية الاستعمار في الغلبة والسيطرة والهيمنة، فالوضع الاستعماري اليوم في طور التعفن والتحلل والفناء، ومعه تجاوزنا حالة خيانة الحاكم والحكم إلى عميل للاستعمار من طينة الاستعمار، عداوته للإسلام وأمته من عداوة الغرب الكافر المستعمر، فنحن أمام حالة عدو مندس في كيان الأمة نصبه الغرب الكافر المستعمر حاكما غصبا عنها وهو عدو لها ولمصالحها، وغزة الذبيحة اليوم وإبادتها عرت الغطاء عن حقيقة المستعمرة وعميل الاستعمار، وصرنا ندرك أننا في حالة حرب حضارية مع عدو داخلي وآخر خارجي وحربنا على جبهتين.

 

فهذه الهمجية والوحشية الصليبية الصهيونية لحرب غزة الحضارية الدامية اليوم، وهذا الاصطدام السافر الفاجر لعملاء الاستعمار حكام حارات الاستعمار مع الأمة وقضاياها ومصالحها، يفرضه عجز الغرب وقهره أمام تحدي الإسلام الحضاري والسياسي وحالة الاحتضار التي يعيشها المشروع الغربي، فعملاء الاستعمار هم عدو الداخل وسياستهم فرع عن الأصل الاستعماري الغربي الكافر وهم في عداء تام مع الإسلام وأمته ومصالحه، ولا تفهم سياساتهم إلا في ضوء السياسة الاستعمارية الغربية والحرب الحضارية الصليبية فهم خدامها وموظفوها وأدواتها وشق فيها.

 

وعملاء حارات الاستعمار هم اليوم مدفع وقنبلة غربية شديدة التدمير والفتك في الحرب الحضارية الصليبية الصهيونية الطاحنة بين الإسلام والغرب الكافر، وساحتها الدامية اليوم هي غزة الذبيحة وفواجعها وأهوالها، عطفا على الشام والمكيدة الكبرى التي تدار بأرضها عبر ثورة مضادة مكتملة الأركان لاستعادة المستعمرة واستئناف الوظيفة الاستعمارية عبر عملاء وخونة جدد. فعملاء حارات الاستعمار جزء من معسكر الغرب الصليبي الصهيوني وظيفتهم التصدي لمشروع الإسلام الحضاري وتفجير الأمة الإسلامية من داخلها وتحطيم قواها وتفتيت طاقاتها وشق صفها وتمزيق جمعها وكسر الهمة وتثبيط العزم، وسياساتهم تنطق بعمالتهم وعدائهم للإسلام وأمته وقضاياه ومصالحه وأهدافه وغايته.

هو زمن العار زمن خونة الدار، أنظمة ضاربة في الخيانة موغلة في العمالة، ويكأن خيانتها وعارها وفسادها وإفلاسها وضلالها وبغيها ألقاب لملوكها وأمرائها ورؤسائها ومشايخها، أضحت معهم الخيانة سياسة ومنهجا. وفي المغرب نظام سليل من عرق الخيانة يتفانى ويتباهى في خدمة الاستعمار وخيانة الإسلام العظيم وأمته، وهو مصر على مناقضة أهل المغرب المسلمين المهمومين والمحزونين بإبادة ومحرقة أبنائهم ونسائهم وشيوخهم وإخوانهم بغزة الذبيحة، وفي تواطؤه مع يهود اجتهد نظام الضرار بالمغرب في اعتناق الخيانة ديناً، وانغمس كليا في مستنقع الغرب وانخرط في حربه الصليبية ضد الإسلام العظيم وأمته وصيره الغرب مدرسة في ذلك، وها هو في خزي خيانته ينخرط في حرب الصهاينة وإبادتهم لأهل غزة وفلسطين. ولقد صير هذا النظام الآثم الفاجر أرض الإسلام بالمغرب الأرض التي انطلق منها الفتح الإسلامي لأوروبا (فتح الأندلس)، ساحة لمناورات جيوش الغرب الكافر وميدان تدريب لعساكره واختبار لأسلحته، لتمكينه من خوض الحروب الصليبية الصهيونية الفعلية ضد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها!

 

وها هي رأس الشر والإرهاب أمريكا اتخذت من أرض المغرب محطة وقاعدة لمناوراتها الدورية لإسناد استعمارها لأرض الإسلام وبلاد أفريقيا، ثم في خزي خيانة هذا النظام ووظيفته الاستعمارية أردف مع الغرب الصليبي كلبه كيان المغضوب عليهم، فلقد تناسلت الاتفاقيات العسكرية والأمنية والاقتصادية الخائنة مع الكيان.

 

واليوم وإبادة غزة قائمة لا تنتهي ولا تنقضي وأهوالها امتلأت وفاضت وفتتت الأكباد، تواطأ نظام الضرار بالمغرب مع الكيان وأضحى قاعدة إسناده وإمداده وشريكا فعليا في مذبحة غزة؛ سفن محملة بالسلاح والعتاد والمعدات العسكرية ترسو بموانئ المغرب في طريقها للكيان، رقم قياسي من المعاملات التجارية لإسناد الكيان في حرب إبادته لغزة. ثم ها هو اليوم في خيانته الكافرة الفاجرة قد صير أرض الإسلام بالمغرب ميدان تدريب واختبار لعساكر وأسلحة ومعدات العدو الصليبي الصهيوني، في تدريب عملي واستئناس ميداني بجغرافية البلاد الإسلامية وأفريقيا لتمكين يهود من خوض حربه وإنجاز إبادته في حق المسلمين والمقهورين أهل الأرض. وفي عاره استحل نظام العار كل عار واستقبل لواء غولاني السفاح قاتل أطفال غزة وحارق أكباد نساء المسلمين، استقبلهم للمشاركة في مناورات العار (مناورات الأسد الأفريقي الأمريكية التي انطلقت في المغرب في 12 أيار/مايو 2025) وقد أكدت مشاركته صحيفة هآرتس العبرية، وكان صنيعه نكاية بأهل المغرب المسلمين وحرقا لقلوب إخوانهم في فلسطين.

 

فقد شارك فيها لواء غولاني، الذي يعتبر من أكثر وحدات يهود العسكرية وحشية وهمجية، وله سجل أسود في التعامل مع أهل فلسطين منذ اغتصابها، وتدريبه اليوم على أرض المغرب هو لإعادة تأهيله ليستأنف إجرامه، ومما رشح وتم تداوله هو تمارين وتدريب ميدانية لجيش يهود على اقتحام أنفاق كأنفاق غزة!

 

حقيق ما كان حكام العار إلا صهاينة الدار وألد أعدائها، وما تجرأ علينا كيان يهود الحقير إلا بعد أن أيقن أن في الدار عميلا متصهينا، فهذا الكيان الجبان صاروخ واحد يفزعه وملايين من جرذانه يهرعون لجحورهم بباطن الأرض ليختبئوا وحالة الفزع والهلع تعمه. يقول يائير غولان زعيم حزب الديمقراطيين: المرة تلو الأخرى، "ملايين الإسرائيليين في الملاجئ، المخطوفون يحتضرون في غزة، نظام التعليم ينهار، غلاء المعيشة يُحطّم العائلات، وجنود الاحتياط ينهارون تحت العبء. هذا أكبر من قدرة نتنياهو، وأكبر من قدرة الحكومة".

 

فهذا الكيان الحقير هو الكذبة الكبرى في تاريخ البشر وفي تاريخ الدول وفي تاريخ السياسة وفي تاريخ الاستراتيجيات، فهو لم يكن شيئا ولم يصر شيئا ولن يصير شيئا، كذبة دولة فليس له من الدولة إلا القرار السياسي الغربي في جعل شتات يهود فوق ما اغتصب من مقدسات المسلمين دولة، والغاية من إعلانهم دولة مع انتفاء مقومات الدولة هو لتركيزهم وإيهامهم أن لهم سلطانا ودولة، وهو كذبة استراتيجية وجيوستراتيجية كبرى، فكيف له أن يحيا وينمو ويستمر فوق أرض مباركة مغصوبة محاصرة ببحر من أمة لا تسكت ولا تستكين ولا تلين في طلب حقها المقدس المغصوب وإن طال الزمن.

 

هذا الكيان الحقير كذبة استراتيجية كبرى، شرذمة من شتات المغضوب عليهم من أصقاع الأرض يجلبون لأقدس أرض المسلمين، ويهود لا يتجاوزون بضعة ملايين. فبمجرد تغيير المعادلة السياسية الشاذة القائمة اليوم في البلاد الإسلامية، سيجرف ذلك المحيط الهادر من صناديد المسلمين كل هذه القذارة.

 

كيان يهود هو كذبة جيوستراتيجية كبرى، فكيف له أن يحل معضلته الجيوستراتيجية في مساحة هي خناقه القاتل، فالمعركة الأولى الحقيقية ضده تعني فناءه، فطوله وعرضه بمستوى مساحة مدينة ما يعني دكه في ساعات وليس أيام وشهور!

 

هذا الكيان هو الكذبة الكبرى شعبا ومجتمعا، شتات بشر تنخرهم ذلتهم وصغارهم وجبنهم وتنازع نفسياتهم الخبيثة المريضة في طلب الشر، ما يجعل منهم في شتاتهم كشعب وتفككهم كمجتمع كذبة شعب وكذبة مجتمع!

 

فهذا الكيان الكذبة يستفيد من حقيقة الحالة الاستثنائية الشاذة لهذه الأمة بعد أن فقدت كيانها الاستراتيجي والجيوستراتيجي الجامع المانع؛ دولتها وخلافة نبوتها، ومزقها الغرب لكيانات وظيفية وأوكل بهذه الكيانات حمايته، فهو كذبة لولا الثقب الأسود الجيوستراتيجي الذي تعانيه الأمة الإسلامية لما كان له أن يكون.

 

لا يلفتنكم كيان المغضوب عليهم الحقير عن حقيق قضيتكم، فهو الكذبة السياسية والاستراتيجية والجيوستراتيجية الكبرى التي يعمل الغرب وحكام الخيانة والعار تصديرها للناس لتصديقها، فالكيان يبقى كيان قوم ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله، قوم لو كان للجبن نسل لكانوا هم أبناءه، لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر. ولكن القضية كل القضية هي في قائد معركتكم المفقود وجيوشكم المكبلة وبلادكم المستعمرة، وما كان قائد معركتكم وملحمتكم ومنجز وعيد ربكم في المغضوب عليهم، إلا إمامكم الجنة وخليفتكم الراشد، فالقضية كل القضية هي في هدم أنظمة العار وإقامة خلافة إسلامكم العظيم ونصب وبيعة خليفتكم، فهي أولويتكم لاستئصال كيان يهود، فهي السابقة وليست اللاحقة، فهي فرض الفروض والواجب الذي لا تتم الواجبات كلها إلا به، ففيها وبها عظيم جهادكم وتحريك جيوشكم.

 

فغزة الذبيحة اليوم تستصرخنا لاستئصال كيان المغضوب عليهم وليس للرد على جرائمه، وحسم المعركة مع الصليبيين الغربيين وجروهم الحقير، والأمر متوقف على جيشنا العقائدي ونداء الجهاد من قائد جيوشنا خليفة رسول الله ﷺ في تحكيم شرع الله وحفظ أمة نبيه ﷺ وقهر أعدائها من بعده.

 

عَنْ نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: عن النبي ﷺ قال: «لَتُقَاتِلُنَّ الْيَهُودَ فَلَتَقْتُلُنَّهُمْ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ».

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مناجي محمد

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع