السبت، 18 ذو الحجة 1446هـ| 2025/06/14م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إيران... الثور الأسود الذي ينتظر الذبح بعد أن رأى ذبح الأبيض والأحمر

 

استنفرت الدولة الإيرانية إمكاناتها، فوظّفت اقتصادها وقواتها المسلحة وحرسها الثوري وفيلق القدس وحزبها في لبنان، منذ أكثر من أربع عشرة سنة، لإنقاذ عميل أمريكا بشار الأسد ونظامه من السقوط تحت أقدام الثورة السورية المباركة. لكنها لم تفكر يوماً في أن تُقيم لنفسها قواعد عسكرية تنصب فيها صواريخ أو تنشر طائرات لردع كيان يهود متى احتاج الأمر إلى تأديبه! وهذا لا يدل إلا على أن إيران دولة فاشلة، لا تملك رؤية سياسية أو استراتيجية، ولا تفكيراً في الردع، بل حتى في حماية نفسها أو مصالحها في المنطقة.

 

لقد ظلت إيران تتفرج على كيان يهود وهو يثخن في أهل فلسطين، ولم تُحرّك ساكناً، ولم تُطلق فيلقها المسمى بـ"القدس" في وجه الاحتلال، ولم تأمر حزبها في لبنان بالتحرك لردع الكيان الغاصب. بل على العكس، كانت تقتل أهل سوريا وتنتهك أعراض المسلمين هناك، لضمان بقاء النظام النصيري العميل لأمريكا. وحين قررت أمريكا، عبر عميلها أردوغان، إزاحة بشار، وتسليم الحكم في سوريا إلى علماني جديد يلبس قناع "الثورة" ويتحدث بلغة مخادعة، اطمأنت إيران إلى أن النظام العلماني التابع لأمريكا باقٍ، فعادت قواتها إلى طهران، وكأن شيئاً لم يكن!

 

وخلال وجودها في سوريا، لم تحرّك إيران ساكناً تجاه اعتداءات كيان يهود المتكررة على الأراضي السورية واللبنانية، بل بقيت صامتة حتى دمّر الكيان قواعد حزبها في لبنان، واغتال قادته، وأحرق منصات صواريخه التي صدئت وهي في مكانها، ولم تُطلق على الكيان لنصرة غزة، بينما كانت أشلاء أطفال ونساء فلسطين تتطاير تحت قصف طائرات الاحتلال لمساجدهم وبيوتهم ومدارسهم.

 

وظل كيان يهود على مدى سنوات يهدد إيران ويستهدفها ويغتال قادتها، داخل إيران وخارجها، دون أن تجد إيران الجرأة على ردّ يُحفظ به ماء وجهها. فبعد عقود من بناء ترسانة عسكرية خلال حربها مع العراق، وتجربتها في قتل الأبرياء في سوريا، لم تتجاوز ردودها التصريحات الفارغة، بل كانت ردوداً باهتة شجّعت كيان يهود على الإعداد لضربات أشد وأكثر إيلاماً. وبالفعل، جاءت الضربة الموجعة، والتي تشبه الضربة ضد حزبها في لبنان، والتي قضت فيها على العديد من القادة العسكريين الإيرانيين، ولم تستعد إيران لصدها، ولم تبادر بضرب يهود قبل أن تُضرب، بل اكتفت بمسيرات الحوثيين وصواريخهم التي يسقطها الكيان قبل أن تصل إليه، في الأجواء السعودية أو الأردنية. وهكذا تحوّلت إيران إلى "ثور أسود"، يشاهد ذبح "الثور الأبيض" في فلسطين، و"الثور الأحمر" في لبنان، منتظراً دوره في الذبح بصمت وجبن!

 

فلا يمكن التعويل على النظام الإيراني في ردع الكيان المتمرد، فمهما كانت ردوده، فإنها لن ترتقي إلى الحدّ المطلوب؛ وهو القضاء على كيان يهود، واستئصال السرطان الذي تمدد في المنطقة، واستقر في الأرض المباركة فلسطين. فهذا الشرف لا يمكن أن يقوم به نظام لم يُعرف عنه سوى الخسة والنذالة أمام أمريكا ويهود، والشراسة والعداء تجاه الإسلام والمسلمين في العراق وسوريا وأفغانستان. إن شرف تحرير فلسطين واستئصال كيان يهود باقٍ في انتظار الأمة الإسلامية، يوم تقيم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فتقود الجيوش لقتال يهود، اقتداءً بقول النبي ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» (رواه مسلم)

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – ولاية باكستان

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع