الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

دعوة للمسلمين كافة لإزالة دويلات الضرار وإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة

 


في 2011م اهتزت عروش الظلمة حكام المسلمين، فما إن خرج الناس إلى الشارع في تونس حتى أجابهم أهل مصر واليمن والشام والعراق والجزائر وليبيا ولم تخفهم الأجهزة القمعية في جميع تلك البلاد، التي طالما نشرت الرعب بين الناس بسطوتها وبطشها لعقود. وأوشكت أن تقع لولا تدارك من صنعوا تلك العروش وأقاموها من قبضة الشعوب التي ذاقت الأمرين في ظل أنظمة جمهورية وملكية صنعها المستعمرون قبل رحيلهم عن بلاد المسلمين التي احتلوها في ضعف أو غياب دولة الخلافة. فقد عانت الشعوب في جميع البلاد الإسلامية من سوء المعيشة، فالظلم وضنك العيش قد خيم عليها في ظل فصل الدين عن الحياة والحكم بغير ما أنزل الله ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾، وخيم الفقر وشظف العيش عليها في ظل فرض الضرائب الدائمية عليها من دون وجل من حديث سيد الأولين والآخرين ﷺ «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ مَكْسٍ» وإغلاق بيوت مال المسلمين وتحويلها إلى بنوك ربوية تجاهر بالتعامل بالربا وحجب الزكاة عن مستحقيها في ظل الضرائب الجائرة، ونهب ثرواتها الطبيعية من نفط وغاز ومعادن وثروات بحرية وتقاسمها بين حكامها ومستعمريها السابقين، وتفشت فيها الأمية برعاية من المستعمرين ومباشرة من الحكام حتى تظل في قبضة الأفكار الرأسمالية وعدم التفريق بينها وبين أفكار الإسلام وبالتالي نفي الدخيل واحتضان الأصيل.


إن عودة الإسلام إلى الحياة من جديد بعد غياب دام مائة عام صار مطلباً حقيقياً لدى جميع المسلمين، حتى ينعموا بالعدل بتطبيق أحكام الإسلام. لكن على الأمة الإسلامية وقد عرفت غايتها التي تمضي إليها لتحقيقها، أن لا تنصرف إلى غيرها كما فُعل بها في الربيع العربي من تحقيق شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" لما أدرك المستعمرون ومعهم السياسيون المضبوعون بثقافته من أبناء المسلمين، فسارعوا إلى الحفاظ على النظام وتغيير الأوجه والأشخاص؛ فالسيسي بدلاً من مبارك في مصر، وقيس سعيد بدلاً من بن علي في تونس، والمشاط بدلاً من صالح في اليمن، والسراج بدلاً من القذافي في ليبيا. وها هي الأمة الإسلامية قد عرفت حزب التحرير الذي قام استجابة لأمر الله تعالى ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ وعرض لها طوال عقود من الزمن أحكام الإسلام في الحكم والسياسة والاقتصاد وغيرها من أنظمة الحياة، التي خفيت على الأمة، حتى عرفته وعرفت شبابه ومشروعه ما يبصر الأمة الإسلامية للعمل على استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة.


بالأمس رحل الاستعمار عن بلاد المسلمين التي احتلها في أيام ضعف دولة الخلافة، والتي احتلها بعد القضاء على دولة الخلافة، وهو شديد الخوف من عودة الإسلام إلى الحياة مجدداً، فالشعوب الإسلامية لا يمكن لها أن تعيش إلا في ظل راية العقاب خفاقة عالياً فوق رؤوسها، ولا يهنأ لها العيش من دونها، فكيف عمل المستعمرون الذين إنما جاءوا لحرب الإسلام والمسلمين للقضاء عليهم. ما كان من المستعمرين عند رحيلهم سوى تسليم الحكم في البلاد المستعمرة للمضبوعين بثقافتهم ممن رضعوا الذل والعيش في ظلال الاستعمار، يحكمون بنظمه وأفكاره، ويمضون في مخططاته ويستجيبون لتوجيهاته. سواء أكان أولئك غائبين عنا في الزمان الغابر، أم حاضرين في هذا الزمان كحامد كرزاي في أفغانستان وإياد علاوي في العراق وزرداري في باكستان. ولكن مهما كانت قوة وجبروت الاستعمار فإنه لا يستطيع الوقوف في وجه الشعوب التي تحركت، ولن تخدع اليوم، لأنها قد فقهت ما لم تفقهه من قبل. فقد حُكمت بغير ما أنزل الله وبقيت تحت رحمة الاستعمار حتى بعد خروجه من بلادها. ومطلبها اليوم هو إعادة الإسلام إلى الحياة بعد أن قضت مائة عام تُحكم بغير ما أنزل الله في ظل جمهوريات وملكيات يقف وراءها ويدعمها المستعمرون في الظاهر وفي الخفاء. وصارت الشعوب تدرك أن الشقاء قد عم وطم جراء تطبيق النظم الرأسمالية، وأن لا سبيل لها سوى بخلعه واستعادة الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة للحكم بما أنزل الله، وتوحيد بلاد المسلمين المجزأة. حتى إن مراكز الدراسات للدول المستعمرة المنتشرة في طول البلاد الإسلامية وعرضها قد تعرف أيضاً بأن دورها أوشك على الانتهاء، ولم يعد هناك لها قدرة من جديد لتغيير خط سير الشعوب الإسلامية نحو استئناف الحياة الإسلامية أو ثنيها عنه أو تأخيره.


إن الإسلام قد جعل السلطان لشعوب الأمة الإسلامية في تنصيب من ينوب عنها في إقامة الحكم بما أنزل الله في دولة الخلافة تحديداً لحماية الدين وسياسة الدنيا به. فمن يقف في وجهها إن هي تحركت بما أوجبه عليها رب العزة؟ لقد بان ضعف الأنظمة الحاكمة التي نُصبت عليها بعد هدم دولة الخلافة في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ولم يبق من عمرها إلا القليل أمام رغبة الشعوب الإسلامية في العودة إلى الله، ونزع ما سواه من طواغيت. وكفى الشعوب الإسلامية مائة عام من دون دولة وحكم بغير ما أنزل الله وتجزئة وتقسيم للأمة الإسلامية الواحدة.


إن النصرة لإقامة دولة الخلافة لا تؤخذ إلا من أهل القوة في أبناء الأمة الإسلامية صاحبة الحق في هذا الشأن، وحزب التحرير لم ولن يمد يده لنصرته سوى من أبناء الأمة الإسلامية، يطلب من الأمة الإسلامية اليوم نصرته لتمكينه من تطبيق الإسلام، فهي المخولة بفعل ذلك والمنوطة به والقادرة على فعله، لتعود إلى مجدها التليد بين الأمم وتتسلم قيادة العالم. كما ظل محمد ﷺ يطلب النصرة ممن آمن به من قبائل العرب، لا من الفرس والروم، حتى ظفر بالأنصار الذين لم يترددوا لحظة في إعطائه النصرة لإقامة دولة الإسلام في المدينة المنورة وتوطيد أركانها حتى تبلغ أرجاء المعمورة.


ظل حزب التحرير على مدى عقود من الزمن منذ تأسيسه يذكّر المسلمين حول العالم في 28 رجب من كل عام هجري بغياب حكم الإسلام عن الأرض بسقوط دولة الخلافة، ووقوعها في الإثم لتأخرها عن نصرته، ويدعوهم فيها للتحلل من الإثم والعمل معه لإقامة دولة الخلافة، للحكم بما أنزل الله لينالوا سعادة الدنيا ونوال رضوان الله في الآخرة. على الشعوب الإسلامية أن تثق بالنصر من الله فقد وعد الله أمتنا الإسلامية بالنصر والتمكين فقال عز من قال: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ وبشرى نبيه ﷺ القائل «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع