- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستجابة الدعاء
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن عبد الله الأنصاري عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم" رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
أيها الأحبّة الكرام:
إن غياب الإسلام عن واقع الحكم والحياة فتح الباب واسعا لأفكار الكفر وثقافته لتنساب في حياة الأمة، ما أدى إلى انحرافات في سلوك المسلمين وأفكارهم ومشاعرهم، وإلى ابتعادهم عن أوامر الله ونواهيه، حتى أصبحت الأمة تعيش وسط هذا البحر المتلاطم الأمواج، بين ظلام الرأسمالية والديمقراطية والعلمانية، وسط ظلمات بعضها فوق بعض، فانقلبت الموازين حتى صار المنكر معروفا والمعروف منكرا، والصادق كاذبا والكاذب صادقا، ولم نعد نسمع إلا نعيق الرويبضات.
أيها المسلمون:
نتيجة لذلك لم يعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمرا يشغل بال كثير من الناس، بل أصبح حال الأمة يغني عن مقالها، تراهم قياما سجدا في المساجد يرفعون أكف الضراعة لله، يطلبون منه أن يغيّر حالهم منذ عشرات السنين، ورغم ذلك لم يسألوا أنفسهم: لماذا لم يتغيّر ما بهم، ولم لَمْ ينتصروا على أعدائهم؟ ولو أنهم وعوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لفزعوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، لا بصفتهم الفردية؛ بل من خلال جماعة أو حزب يعمل لإعادة الخلافة الثانية على منهاج النبوة، فهي رأس الأمر والنهي.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم