السبت، 04 ذو الحجة 1446هـ| 2025/05/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحج تحقيق للوحدة، فهل يتوحد المسلمون لنصرة غزة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحج تحقيق للوحدة، فهل يتوحد المسلمون لنصرة غزة؟

 

 

الخبر:

 

في قلب معاناة لا تنتهي، يعيش سكان قطاع غزة للعام الثاني توالياً، حرماناً مؤلماً من أداء فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، التي طالما حلموا بها وتمنوها عبر سنوات من الألم والحصار المستمر.

 

ففي الوقت الذي يُعد فيه الحج رحلة روحية يتوق إليها كل مسلم، يبقى أهل غزة محاصرين بين الجوع، والدمار، والإغلاق الكامل للمعابر التي تحول دون قدرتهم على السفر إلى مكة المكرمة.

 

لم يعد حلم الحج في غزة مجرد أمنية، بل أصبح رمزاً للحصار المستمر الذي يعيشه القطاع المحاصر منذ سنوات، لكن تفاقم الوضع بعد المجازر والعمليات العسكرية (الإسرائيلية)، والحصار المشدد، أدى إلى منع تام للسكان من الخروج أو التنقل، خصوصاً عبر معبر رفح، الذي يعتبر المنفذ الوحيد لهم إلى الخارج. (المركز الفلسطيني للإعلام)

 

التعليق:

 

تمر بنا أيام تزداد شدة وترتفع المعاناة على المسلمين في أنحاء العالم، ويختلف واقعها من بلد لآخر، وأجلُّها هذه الأيام في غزة، إذ يستمر سيل الدماء، ويهون الشهداء على البشر، لتكون أعداداً تسجل كل يوم ينتبه لها الناس أو لا، وليس لدى العباد العزل سوى الرجاء من رب العباد بالخلاص.

 

ومن حُرم من كل مقومات العيش في داره ها هو يُحرم أيضاً من تأدية الركن الخامس من أركان الإسلام! بل حتى وإن لم تغلق هذه الأنظمة المعابر، وحتى إن سمحت لأهل غزة بأداء فريضة الحج، فهناك شعور فطري ينتاب المكلومين بأن حاجتهم لواجب النصرة أشد من أن يطالبوا بتأدية هذه الشعائر والمناسك، والمسلم أعظم حرقة وأكثر حرصا على اتباع أحكام الله، فيجعل الأولوية بين مناسك دينه وتشريعاته بحسب ما يرضى الله، وحرمة دم المسلم وانتهاك حرماته أغلى من كل شيء وبذل الوسع والسعي حتى يصان من المسلم دمه وماله وعرضه أوجب وأولى باعتناء المسلمين اليوم من أي أمر آخر.

 

كيف السبيل؟

 

من رأى الأموال يقدمها الحكام على طبق من ذهب للعدو الأمريكي، فإنه ينكر عليهم هذا التصرف بأموال المسلمين مع حاجة المسلمين لها، ولكنه لا يكتفي بهذا الإنكار، بل يرجع لشيء أكبر من مجرد تضييع الأموال ليرى تآمر هؤلاء الحكام على المسلمين وإعانتهم للكافر عليهم بكل ما يقويه ويضعف المسلمين، ويجاهرون بذلك أمام الثكالى والمستضعفين.

 

على المسلمين أن يوقنوا أن سبب ذلك هو التحاكم لغير الله. وهل هناك جريمة أكبر من هذه الجريمة وخسارة أعظم منها؟! وهل هناك سبب أعظم من هذا يترجم ما هو المقوي لهذا العدو الجبان في هذا الصراع؟!

 

لذلك فإن على المسلمين أن يدركوا أن هناك أمرا أكبر من خسارة شعيرة تؤدى في وقتها، وأجره عظيم واجب عليهم العمل من أجله، وهذا الأمر هو العمل لإعادة تحكيم شرع الله تعالى.

 

لا تيأسوا! فإن هذا الحرمان سيتبعه تبصير لدى المخلصين لسبيل النهضة والخلاص الوحيد بالرغم من مساعي الأعداء في تفريق المسلمين والنيل من جماعتهم في مناسكهم، فالمسلمون سوف يجتمعون في وعيهم ورأيهم للإطاحة بالأنظمة الكافرة والحكام العملاء. إن هذه الأخبار الموجعة للمسلمين يجب ألا تتمكن مما في صدورهم من قوة، وهي عزة وخيرية الإسلام، فإن الله تعالى ينظر إلى عباده الصابرين الذين ينتظرون منه الفرج والنصر بعين الرضا، وكما أنه سبحانه قد عظّم حرمة دم المسلم على هدم الكعبة، فإنه يعظم مكانة المجاهدين في سبيله على الحاجين لبيته، وينظر بعين الرحمة في أفضل أيام الدنيا للأرض التي تطهرت بدماء الشهداء ورباط أهلها نظرة الرضا بإذنه. قال ﷺ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» رواه الترمذي، وها هم أهل غزة خرجوا يجاهدون ويخاطرون بأنفسهم وأموالهم ولم يرجعوا بشيء.

 

فأين المشمّرون؟ أما من يعمل لتحكيم شرع الله فإن الله يفضله على عباده، لأنه يجمع في قلبه وعمله السعي لتطبيق جميع الفروض والشعائر، وينكر كل الانحرافات والتفريط، ويقدم واجب حمل الدعوة واستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة التي لا يتم واجب تحكيم شرع الله كاملاً إلا بها، فيعود بها عز الإسلام وأهله، ويُقطع دابر الكافرين وأعوانهم.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أم عثمان سباتين – الأرض المباركة (فلسطين)

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع