- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
امرأتان بمجلس السيادة السوداني
الخبر:
عضوا مجلس السيادة د. سلمى عبد الجبار، ود. نوارة أبو محمد محمد طاهر تؤديان القسم أمام رئيس مجلس السيادة. (وكالة السودان للأنباء (سونا)، 31/05/2025م).
التعليق:
يأتي تعيين امرأتين عضوين بمجلس السيادة استجابة لمطالب غربية حتى تنفي الحكومة عن نفسها صفة أنها تضطهد المرأة، وأنها تكرمها بجعلها حاكما في رأس السلطة إلى جانب الرجل.
إن من أعظم ما ابتليت به بلاد المسلمين بعد هدم الخلافة التي كانت تجمعهم، هو محاكاة الغرب الكافر المستعمر في كل شيء، ويظهر ذلك جليا في أنظمة الحكم الديمقراطية التي تقوم في الأساس على فصل الدين عن الحياة وبالتالي فصله عن السياسة، وأن الإنسان هو الذي يضع الأنظمة، ولذلك قام ما يسمى بالحكم الجمهوري الرئاسي أو البرلماني.
وفي جميع أنظمة العالم يكون رأس النظام شخصاً واحداً، رجلاً كان أو امرأة، وبالرغم من أننا في السودان منذ خروج المستعمر الإنجليزي، وورّث الحكم لرجال صنعهم بأنظمته الديمقراطية المخالفة للإسلام في الأسس والفروع، إلا أننا في السودان جئنا ببدعة جديدة ما سبقنا بها أحد من العالمين، وهي أن نجعل رأس الدولة مجلساً يتكون من عدد لا يقل عن ثلاثة، بل وصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة عشر رأسا!
والآن به تسعة بينهم أربعة من الجيش، وثلاثة يمثلون الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا، وأخيرا تم تعيين امرأتين، وفي هذا مخالفة للشرع مرتين، بل ثلاث مرات:
الأولى: أنهم تركوا نظام الإسلام الخلافة وأخذوا بأنظمة الغرب الكافر رغم الوعيد من الله سبحانه القائل: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً﴾، وقوله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾.
أما المخالفة الثانية: فإنهم جعلوا رأس الدولة رؤوسا وليس شخصا واحدا، قال عليه الصلاة والسلام: «إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا».
وأما المخالفة الثالثة: فإنهم جعلوا المرأة تتقلد منصب الحاكم، وفي ذلك مخالفة شرعية، فإن منصب الحكم لا يكون إلا للرجال، يقول النبي ﷺ: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً».
هذه المخالفات الشرعية الثلاث كفيلة بأن تجعل الحياة ضنكاً كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾، ولن نخرج من هذه المعيشة الضنكا إلا بالرجوع إلى منهج الله رب العالمين، وإقامة شرعه في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان